خلايا إرهابيّة "تنتعش" في المشرق فهل يُصبح لبنان "الصفحة السوداء" لمصالحات المنطقة؟... | أخبار اليوم

خلايا إرهابيّة "تنتعش" في المشرق فهل يُصبح لبنان "الصفحة السوداء" لمصالحات المنطقة؟...

انطون الفتى | الخميس 01 يونيو 2023

رمال: إذا كانت الرغبة الدولية بتوطين النازحين بالقوّة فهذا يعزّز كل الاحتمالات الأمنية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل لا يزال لبنان حالياً، على مستوى الحرب على الإرهاب، والإنجازات التي حقّقها على هذا الصّعيد، قبل سنوات؟

وهل من قدرة لبنانية على التعامُل مع أي خطر إرهابي مُنظَّم، ومن مستوى إقليمي، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن الأزمة المالية والاقتصادية تنعكس على المهام الأمنية والعسكرية الداخلية بشكل كبير، ومنها الفشل في لَجْم السرقات المناطقية المُستفحِلَة، والمُتصاعِدَة؟

 

رسائل؟

تحدّث وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان خلال زيارته الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو أسبوعَيْن، عن أن هناك إعادة تشكيل لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في المشرق. وهو ما ينسجم مع بعض التحذيرات الغربية من أن "النَّفَس" العام لهذا التنظيم لا يزال "حيّاً" ولكن بشكل كامن، في مدينة الرقّة السوريّة خصوصاً، وفي غيرها من المناطق عموماً. وهذا يدفعنا الى السؤال عن مستقبل القدرات اللبنانية في مجالات الحرب على الإرهاب، في ما لو برز أي خطر جدّي من جديد، لا سيّما إذا تحوّل هذا الملف الى ساحة رسائل إقليمية - غربية، على وقع الرّفض الأميركي والغربي العام للتطبيع العربي مع سوريا، وزيادة العقوبات الأميركية على دمشق.

 

تمييز

دعا العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال الى "التمييز بين الإرهاب من جهة، وبين الفلتان الأمني الناتج عن الوضع الاقتصادي، من جهة أخرى، والذي قد لا تكون له خلفيات إرهابية "داعشية"، وذلك رغم ملامسته أحياناً مستوى القتل، والسطو المسلّح، وفرض الخوّات، وعمليات الخطف، وغيرها من الممارسات".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يساهم كثرة وجود غير اللبنانيين في لبنان بتسجيل حوادث أمنية، رغم أن هذا لا يتضارب مع واقع أن هناك لبنانيين أيضاً يقومون بتلك الأعمال الإجرامية والمُخلَّة بالقانون، من أجل الاستفادة من الأزمات التي أنتجها الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتعثّر. وهذا الموضوع تعمل عليه الأجهزة الأمنية".

 

"الداتا"

وأشار رمال الى أن "المجموعات الإرهابية المسلّحة لا تكون صغيرة، وهي تمثّل توجُّهاً عاماً رأينا نماذج سابقة منه في سوريا والعراق ومختلف دول العالم. وهو يسير بقيادة فكر معيّن يسعى لإحداث تغييرات ميدانية تتمثل بحروب، أو تفجيرات، أو معارك. والخشية من هذا الموضوع واردة دائماً، انطلاقاً من أن لا إحصاء رسمياً لدى الدولة اللبنانية حول عدد كبير من النازحين السوريين الموجودين في لبنان، وذلك لأسباب متعدّدة، منها تمنُّع الجهات الدولية عن تسليمها "الداتا" اللازمة عنهم".

وأضاف:"هناك مسألة الحدود البريّة أيضاً. فقد رأينا الحادثة التي حصلت مؤخراً، وهي خطف المواطن السعودي، وكيف تمكّن الخاطف من أن ينتقل الى سوريا. فهذا يعني وجود ممرّات ومعابر خارج السيطرة. وهو ما كانت أظهرته المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في جرود عرسال في الماضي، والتي كانت على الحدود، وكشفت عن ممرّات وممرّات سرية تسهّل انتقال المسلّحين والإرهابيين من والى الأراضي اللبنانية. وبالتالي، الحدود لا تزال عائقاً كبيراً لم يُحسَم حتى الساعة".

 

 

بالقوّة...

ولفت رمال الى أن "المجموعات الإرهابية قد تستفيد من الوضع الحالي العام، أي من الفراغ الرئاسي، والفوضى، وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي. ولكن أي تحريك للخلايا النائمة يحتاج الى مشروع، والى توجّه إقليمي. فهل من ضوء أخضر لتحريكها في لبنان بعد انحسارها في سوريا ومناطق أخرى؟ لماذا؟ هناك الكثير من الاحتمالات في هذا الإطار، منها مثلاً إنه إذا كان يوجد أي مسعى دولي لتوطين النازحين السوريين في لبنان، بموازاة عدم تجاوب المجتمع الدولي مع مساعي الدولة اللبنانية لضبط هذا الموضوع، ولتأمين العودة الكريمة والآمنة لهم، فيما قد يكون هناك نسبة معيّنة بينهم قادرة على حمل السلاح، وتتمتّع بخلفيات متشدّدة، فمن الممكن أن يُقابَل هذا الأمر بردّة فعل لبنانية بشكل أو بآخر".

وتابع:"يبقى السؤال هنا أيضاً، إذا كان المجتمع الدولي يسعى الى فرض توطينهم في لبنان، فهل يقوم بذلك "على الساخن"، أو بالضغط على الدولة اللبنانية من باب الحلّ الاقتصادي والمالي الذي تحتاجه؟ وإذا كان "على الساخن"، فقد تحاول بعض الفئات اللبنانية التصدّي لذلك، وهو ما قد يحرّك خلايا نائمة في المقابل".

وختم:"ظاهرة التشدّد التكفيري تكاد تكون انحسرت في المنطقة وسط مناخات الانفتاح والمصالحات. ولكننا نقف الآن أمام عامل جديد يتعلّق بلبنان مباشرة، وقد لا يكون موجوداً في أي دولة عربية أخرى، وهو كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع الآلية التي ستُعتَمَد لحلّ ملف النازحين السوريين. فهذا الموضوع بيد المجتمع الدولي الذي لم يسمح للدولة اللبنانية بإقامة قنوات اتصال مع النظام السوري، محميّة دولياً، لمعالجة هذا الموضوع، حتى الساعة. وإذا كانت الرغبة الدولية بتوطين النازحين السوريين بالقوّة، فهذا يعزّز كل الاحتمالات الأمنية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار