شراء السلام بالمال والمصالح... ليس بديلاً من الاتّكال على السلاح في أوان الجدّ... | أخبار اليوم

شراء السلام بالمال والمصالح... ليس بديلاً من الاتّكال على السلاح في أوان الجدّ...

انطون الفتى | الجمعة 02 يونيو 2023

مصدر: لا توقّعات بحصول تغيير سياسي كبير من الآن والى ما بعد خمس سنوات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا استندنا الى التجربة الأوروبية - الروسية "بالتشبيك" الاقتصادي عبر ملف الطاقة مثلاً، خلال العقود الماضية، كورقة تمنح السلام، وتوفّر الازدهار والنموّ على قاعدة المصالح المشتركة، نجد أن شراء السلام بالمال والمصالح ليس ناجحاً بالكامل، ولا يمكنه أن يكون بديلاً من الاتّكال على الذات في أوان الجدّ، وعلى القدرات الدفاعية الذاتية، لأن لا شيء اسمه تطابُق مصالح بالمُطلَق بين الدول، مهما قويت العلاقات في ما بينها. كما أن لا شيء يمكنه إبعاد شبح النّزاعات والحروب، أو تضارُب المصالح بينها، مهما حاولت التخفيف من ذلك، أو الحدّ منه.

 

"صفر مشاكل"

ننطلق من التجربة الأوروبية - الروسية بمصادر الطاقة منذ عقود، لنصل الى سياسة "صفر مشاكل" الإقليمية، والمُعتَمَدَة من جانب أقوى الدول الخليجية من جهة، وإيران وتركيا وإسرائيل من جهة أخرى.

فالتجربة الأولى انتهت بالحرب الروسيّة على أوكرانيا، أي على أوروبا، وبعد عقود من خداع الذّات المُتبادَل بعلاقات مصالح مُتجانِسَة ومتوازِنَة. فهل يمكن للتجربة الثانية أن تنجح بالكامل؟

 

 

وقتيّة

يؤكد خبراء في الشؤون السياسية والأمنية أن اعتماد الاقتصاد، والمال، والأعمال، والأرباح، والمصالح المشتركة... كبديل من السلاح للحصول على الحقوق، هو سياسة وقتيّة، لا يمكنها أن تنجح في مدى بعيد. ولذلك، فإن لا خيار مُستداماً لدى الدول العربية سوى العمل على تقوية وتحديث جيوشها بشكل دائم، أو عقد صفقات أمنية مع قوى دولية كبرى، قد تكون الصين مثلاً في المستقبل، من أجل توفير الحماية والأمن لها.

فالتكنولوجيا، والانفتاح، والتطوّر، هي مصالح مهمّة وحيوية، ولكنّها وقتيّة في موازين اللّعب بالقضايا الكبرى، سواء في المنطقة، أو على الصعيد العالمي.

 

ديناميكية

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "سياسة "تصفير" المشاكل بالازدهار والاقتصاد، عاجزة عن توفير الضمانات الأكيدة لعَدَم اندلاع حروب في المنطقة مستقبلاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "السياسة هي مسألة ديناميكية، وليست شيئاً ثابتاً، ولا يمكنها أن تكون كذلك. والاتّفاقيات الاقتصادية الموقَّعَة في مرحلة من المراحل قد تُمَسّ بظرف أو لحظة معيّنة، أو بخلاف معيّن، وصولاً الى حدّ الإعلان عن وقف العمل بها كلياً".

 

 

حدود معيّنة

وأوضح المصدر أن "ما لم يُؤخَذ بالحروب في مدّة زمنية معيّنة، قد يتمّ بالاستثمارات والمال. فالسبب الرئيسي للحروب، حتى الدينية منها، هو اقتصادي. ولكن الاقتصاد يخدم السياسة الأوسع، والرغبة بالتوسّع والسيطرة. وهذه هي الأهداف الأساسية للدول في النهاية. وهو ما يعني أن الاقتصاد مرحلة أولى، قبل الوصول الى الأهداف الكبرى".

وختم:"لا توقّعات بحصول تغيير سياسي كبير في المنطقة، من الآن والى ما بعد خمس سنوات. فتركيا باقية على سياستها نفسها، وعلى وضعيّتها في الوسط بين الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، بموازاة الحفاظ على علاقاتها المتوتّرة بأوروبا، وعلاقاتها الجيّدة بالإيرانيين والعرب. وهذا يعني أن سياسة "تصفير" المشاكل في المنطقة ستحتفظ بحدود معيّنة، خلال هذا المدى المنظور على الأقلّ، نظراً لارتباطها بملفات دولية أبْعَد من الشرق الأوسط، وبلاعبين دوليّين، وبالعلاقات التي تجمعهم بأقوى دول المنطقة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار