اجتماعات للبطريرك الراعي مع القادة الإيرانيين... أنتم حائك السجّادة ولكن خيوطها في أيدينا!... | أخبار اليوم

اجتماعات للبطريرك الراعي مع القادة الإيرانيين... أنتم حائك السجّادة ولكن خيوطها في أيدينا!...

انطون الفتى | الإثنين 05 يونيو 2023

التفويض المسيحي يعني أنه سيكون للبطريرك الماروني كلمة وازِنَة هناك

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

كل اجتماع يجمع بين اللبنانيين، ويزيد فرص التوافُق والحوار، والمناخات الإيجابية على مستوى الوطن عموماً، هو تلاقٍ مطلوب.

ولكن بمعزل عن أهمية الزيارة التي قام بها المطران بولس عبد الساتر (موفداً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي) لأمين عام "حزب الله"، على المستوى الوطني، فإنه لا بدّ من الإشارة الى أن دور البطريرك الماروني الوطني قديم وعريق وتأسيسي للبنان، وقد لا يكون مُستحبّاً أن يسقط بالتفاصيل الرئاسية، ولا بتلك التي تتعلّق بقوّة مرحليّة أو مُستدامة لفريق لبناني، ومهما كان هذا الفريق مؤثِّراً.

 

 

مصلحة

فدور بكركي لا يجب أن يكون استطلاعياً، ولا لتمرير رسائل، ولا للاستماع الى أن هذا يمرّ، وهذا لن يمرّ، من جانب أي طرف لبناني، بل دورها أكبر وأعظم بكثير، وهي التي تتحدّث عن لبنان بكليّته. وبكركي هي التي "تشرب من النّبع"، ولا تعطش بالزواريب الداخلية، ولا بالتمنيات، أو التسويات.

إيران قوّة إقليمية مهمّة، ولا أحد يُنكر لها ذلك. وحتى إنها قد تكون الطرف الأقوى في الخليج، بعلاقات متينة مع كل القوى الدولية، الشرقية في روسيا والصين، والغربية في أوروبا، وحتى في الولايات المتحدة الأميركية. وهي دولة الوثائق والاتّفاقيات الاستراتيجية الموقّعة مع بكين وموسكو، وبلد التواصُل النووي وغير النووي المستمرّ مع الغرب، ومع أميركا نفسها.

وتبعاً لذلك، هناك مصلحة بعلاقات لبنانية، ومسيحية لبنانية طيّبة، مع طهران، وذلك تماماً كالعلاقات الطيّبة التي تربط ما بين أطراف مسيحية في لبنان من جهة، وبعض الدول العربية والخليجية، من جهة أخرى.

 

ربح وخسارة

وانطلاقاً مما سبق، كان يمكن الإعلان عن خبر زيارة المطران عبد الساتر (أو غيره مثلاً) لإيران، موفداً من البطريرك الراعي، وذلك للحديث عن شؤون عدّة تتعلّق بلبنان عموماً، الذي هو لبنان، أي البلد الذي لم يبدأ تاريخه في عام 1979 (عام "الثورة الخمينية" في إيران). ولبنان الذي ليس سجين طائفة أو إيديولوجيا معيّنة. وهذا يتطلّب الكثير من الكلام، وبما هو أبْعَد من الملف الرئاسي.

تؤكد مصادر مُطَّلِعة لوكالة "أخبار اليوم" أن الملف الرئاسي لا يجب أن يحتلّ حيّزاً كبيراً في حركة البطريرك الراعي، أو المطارنة. فالمسيحيون والموارنة في لبنان ليسوا أبناء رئاسة الجمهورية، ولا يرتبط وجودهم بها، بل هم الذين صنعوها. وليس صعباً عليهم أن يحافظوا على ذواتهم بها، أو من دونها، ومن خارج أي تنازلات مُؤلِمَة بسببها.

وكما نجح المسيحيون في لبنان بلعب دورهم خلال القرون الماضية، في شكل مدروس بدقّة، ورغم الضّيق الشديد، فإنهم قادرون اليوم أيضاً على فعل الأمر نفسه، شرط أن لا يجعلوا من الملف الرئاسي ميزان ربح وخسارة لهم.

 

 

نَفَس طويل

وتشدّد المصادر على أن الزيارة المطلوبة من أي مطران لإيران، كموفد من بكركي، هي حركة لإسماع الإيرانيين أنه لا يمكن لأحد أن ينجح في لبنان، إلا إذا احترم الخصوصية اللبنانية، وهي خصوصية لا تقوم على استقواء، ولا على تعطيل، ولا على كسر إرادة الآخرين، وذلك مهما كان "الكاسر" صبوراً.

فهزيمة المسيحيين في السياسة، والعسكر، والرئاسات، والإدارات... ليست صعبة، وهي حصلت سابقاً. ولكن المسيحيين في لبنان ليسوا رئاسة، ولا وزارات، بل هم لبنان. وما على أي لاعب أجنبي فيه إلا أن يمرّ بهم، سواء كان صاحب نَفَس طويل، أو قصير.

 

تفويض مسيحي

من جهتها، تشير مصادر مسيحية لوكالة "أخبار اليوم" الى أن الجواب على أي حركة يمكن لبكركي أن تقوم بها باتّجاه إيران معروف، وهو أن ما يوافق عليه "حزب الله" في لبنان، تقبل هي به، وأنه يتوجّب الحديث عن الرئاسة وكل شيء، معه.

ولكنّها تشدّد في المقابل على ضرورة التحرّك البطريركي باتّجاه إيران، رغم ذلك، وعلى حصول البطريركية المارونية على تفويض من جانب كل الأحزاب المسيحية في هذا الإطار، وحتى تلك التي لا تتمتّع بأي علاقة مع طهران، أو التي ترفض أي حوار مع الإيرانيين.

فالتفويض المسيحي العام، يعني أنه سيكون للبطريرك الماروني كلمة وازِنَة في أي تحرّك الى هناك. وهي كلمة سيصعب على أي إيراني أو لبناني موالٍ لطهران أن ينجح بالمرور الى جانبها، مرور الكرام.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة