جهاد أزعور... من رشّحه في العَلَن قد يسعى لإسقاطه سرّاً والآتي شديد الخطورة!... | أخبار اليوم

جهاد أزعور... من رشّحه في العَلَن قد يسعى لإسقاطه سرّاً والآتي شديد الخطورة!...

انطون الفتى | الإثنين 05 يونيو 2023

مصدر: ليس صحيحاً أن برنامج "الصندوق" هو العلاج الشافي بل ما نحتاجه هو الإصلاحات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أطراف سياسية متنوّعة "ضربت" عدّة "عصافير" بـ "حجر واحد"، من خلال تلاقيها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية.

 

قلق

فبعض تلك القوى يحاول تحسين علاقاته بالأميركيين، لا سيّما أن أزعور يُشرف على عمل "صندوق النقد الدولي" في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وآسيا الوسطى، والقوقاز. وهو صاحب أفكار إصلاحيّة عدّة للبنان، منذ أن كان وزيراً للمالية بين عامَي 2005 و2008، وهي إصلاحات مطلوبة غربياً وأميركيّاً، منذ مرحلة ما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان.

كما أن بعضهم تقاطع على القلق من مرشّح "المُمانَعَة" التي حسّنت علاقاتها الإقليمية بدول الخليج، والتي تتحدّث بعض أطرافها (المُمانِعَة) في لبنان والمنطقة بشيء من التطرّف والعصبية الدينية، بعد تسوية بكين والانفتاح السوري - الخليجي. وهو ما يُضاعِف الحَذَر من كل من قد يتماهى مع تسويات ومصالحات المنطقة، بشكل غير محسوب تماماً.

 

صعوبة أكبر

هي تقاطعات لبنانية - لبنانية اتّفقت على ترشيح أزعور، من دون أي "مناعة" واضحة لحقبة ما بعد الانتخاب، لا على مستوى إمكانية النجاح في الحُكم، ولا على صعيد تطبيق الإصلاحات، أو وقف النزيف المعيشي والاقتصادي الحادّ.

كما أن هناك أسئلة كثيرة ومخاوف شديدة، من الصّفقات بعيدة المدى، التي يمكنها أن تكون شكّلت مصلحة لدى بعض القوى "المُتقاطِعَة". فبعضها ساهم بالفراغات الرئاسية والحكومية سابقاً، وهي لا تتقاطع مع أحد على شيء، إلا إذا كان لديها مصلحة ذاتية بذلك. وهذا ما يجعلنا نحذّر من إمكانية أن نكون على أبواب مرحلة جديدة، ستزيد حياتنا صعوبة، بحجّة التقاطُع على إنهاء الفراغ الرئاسي.

 

انقسام

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "ما يجمع القوى التي توافقت على إعلان ترشيح أزعور، هو رفضها للوزير السابق سليمان فرنجيه. فالتقاطُع عليه ليس حبّاً بشخصه، بل لقطع الطريق على رئيس "المرده". وهذا جيّد في مكان ما، لأن انتخاب فرنجيه يعني تمديد الأزمة والانهيار لسنوات إضافية".

وحذّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من أن "هناك وجهاً سلبياً للتقاطُع على اسم أزعور، وهو أن الأطراف التي رشّحته تدرك جيّداً أنه مرشّح تحدٍّ، ولا يمكن انتخابه. وبالتالي، لو كانوا متّفقين على الخير، لخرجوا بإسم مرشّح يمكنهم أن يكونوا متشدّدين في القتال به، من دون إحداث انقسام في البلد".

 

نتائج

وشدّد المصدر على أن "فرنجيه لن ينجح رئاسياً. وطريقة تقديمه للرأي العام وللقوى السياسية ليست ناجحة. ولكن كان يتوجّب على قوى المعارضة أن تستدرك خطورة إمكانية أن لا ينجح عهد أزعور أيضاً، لا على الصعيد الإصلاحي، ولا على أي مستوى آخر، وهو ما سيُسقِط "صندوق النّقد الدولي" بذاته في لبنان، مع ما لذلك من فواتير سياسية سيدفعها الشعب اللبناني. فترشيح أزعور يحتاج الى إطار سياسي وشعبي متين، والى مناعة اقتصادية - اجتماعية - معيشية، والى سرعة في تطبيق الإصلاحات، وفي تشكيل الحكومات، وفي التعديلات الوزارية عند الحاجة، والى عمل رئاسي - حكومي - نيابي متجانِس، والى عَدَم شعبوية بعض الأطراف المسيحية التي قد تسعى لإفشاله، رغم إعلانها تأييده حالياً، خصوصاً بعد فشلها في ممارسة سلطة "الرئيس القوي". وبغير ذلك، ستكون نتائج الفشل هائلة".

 

الحقيقة

وأشار المصدر الى أن "الرئيس التونسي (قيس سعيّد) يتحدّث مع القيّمين على "صندوق النّقد الدولي" بصراحة، ويقول لهم إن بعض شروطه رصاصة تفجّر الأوضاع. من الجيّد أنه صريح في كلامه، وهذا هو نوع الرؤساء الذين نحتاجهم في لبنان حالياً. فليس صحيحاً أن برنامج "الصندوق" هو العلاج الشافي فقط، بل ما نحتاجه هو الإصلاحات التي يطلبها ("صندوق النّقد") من الدولة اللبنانية، ومساعدته للنّجاح في تطبيقها".

وختم:"الحلّ ليس بانتخاب رئيس، ولا بكَسْر فلان أو فلان رئاسياً، بل بالحقيقة، والتي هي أن المزيد من الانهيار بدأ يلوح في الأُفُق. فلولا بعض المساعدات المُقدَّمَة من بعض المانحين، لكان انهار البلد. فأقساط المدارس والجامعات الى مزيد من الارتفاع، بموازاة زيادة تعرفة الإتصالات، والكهرباء، وزيادة الضرائب، والارتفاع المستمرّ في أسعار كل السّلع، وعَدَم الاتّفاق على مستقبل مصرف لبنان، وهو ما يعني أن هناك مشاكل كبيرة تتحضّر، والشعب اللبناني يتّجه نحو مزيد من الضّيق".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار