حكومة "تصريع" الأعمال تصرّف الأيام في بلد "مصروع" بالفساد... | أخبار اليوم

حكومة "تصريع" الأعمال تصرّف الأيام في بلد "مصروع" بالفساد...

انطون الفتى | الثلاثاء 06 يونيو 2023

مصدر: "تشبيح" لكرامة مدير عام بعدما طلب اتّباع التسَلْسُل الإداري

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أبرز ما يُلفت انتباه المُتابِع لليوميات اللبنانية والعالمية على حدّ سواء، هو أنه بينما تجهد بعض دول العالم بدعم مسيرة الإصلاح الداخلي فيها، وفي الانسجام مع المعايير الدولية على هذا الصعيد، تجهد حكومة تصريف الأعمال في لبنان، بوزرائها، ووزاراتها، في أن تكون حكومة "تصريع" أعمال، ببيانات وقرارات لا دخل لها بتصريف الأعمال، ولا بالإصلاح، ولا بالحُكم من أساسه.

 

 

فساد

فبعض وزراء تلك الحكومة، إن عملوا، لا "يرشحون" سوى بعض التواقيع التي تلحق بأنشطة "السوق السوداء". ناهيك عن تصريحات بعضهم التي تساهم بـ "فلتان" الإرهاب المعيشي والاجتماعي، تحت ستار "الممكن" و"المتوفّر". هذا طبعاً، الى جانب بعض حروب "طواحين الهواء" السياسية، داخل بعض الوزارات، التي تُلهي عن الأساس، وعن مكافحة الفساد، بمعارك تثير المشاعر المذهبية والطائفية، وتُبقينا في أزمنة الفساد القديمة.

 

 

"بالشّبر والنّدر"

يستغرب مصدر واسع الاطلاع كيف أن المطالبة باحترام التسلسل الإداري في وزارة، قادرة على أن تُطيح بموظّف فيها، في بلد يحتاج الى كل إصلاح "بالشّبر والنّدر"، والى احترام بعض الخطوات البسيطة في وزاراته وإداراته، للسير على طريق الإصلاحات.

ويشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن قرار حكومة تصريف الأعمال بوضع المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون بالتصرّف، وإحالته الى الهيئة العليا للتأديب، ليس أكثر من "تشبيح" لكرامة مدير عام بقرار نابع من انتقام، بعدما طلب من وزير الصناعة جورج بوشكيان اتّباع التسَلْسُل الإداري، وعَدَم توقيع المعاملات قبل إطلاعه عليها وفق الأنظمة الإدارية المعمول بها في الدولة اللبنانية.

وبدلاً من السؤال عن خلفية القرار الحكومي، وعن أسباب إصرار الوزير بوشكيان على عَدَم احترام هذا التسلسل، أُطلِق العنان لمعركة سياسية بنكهة طائفية، تجلّت في مدينة زحلة التي تُعتبَر عاصمة للكثلكة في الشرق، خصوصاً أن جدعون ينتمي الى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك.

 

أسئلة

ويؤكد المصدر أن المسألة تطال ذهنية العمل القائم على أصول غير قانونية في البلد. فبمعزل عن أن الروم الكاثوليك طائفة مؤسِّسَة للكيان اللبناني منذ أيام المطران كيرلّس مغبغب، الذي كان ممثّلها بمؤتمر الصلح في باريس عام 1919، الى جانب البطريرك الياس الحويك، إلا أن ما حصل مع جدعون ليس عادياً، وتطرح خلفياته الكثير من الأسئلة المُريبة حول عمل حكومة تصريف الأعمال، لا سيّما أن وزير الشباب والرياضة جورج كلاس الكاثوليكي، وافق على قرار مجلس الوزراء بحقّه (جدعون)، ومن دون أي اعتبار لرأي البطريرك يوسف العبسي (بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك). وهو أمر يلتقي مع محاولات بذلها بوشكيان لإقناع البطريرك العبسي بصحة القرار، ولو بأي ثمن. ولكن البطريرك لم يقتنع بالتبريرات، وأصرّ على حفظ كرامة جدعون بإعادته الى عمله.

 

 

الصناعيون...

أمر آخر يؤكده المصدر، وهو أن فاعليات زحلة الروحيّة والمدنية تستغرب "استراتيجيّة" الصمت المطبق التي يمارسها رئيس تجمّع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل، تجاه ما يطال جدعون من إجحاف.

وينقل المصدر عن أوساط "زحليّة" أن نقولا أبو فيصل لطالما تعمّد أن يشغل الساحة الإعلامية بكل ما يريده، وهو لطالما أشاد بجدعون وبمناقبيّته وبدعمه للصناعيين وللقطاع الصناعي، فيما لم يكلّف نفسه (نقولا أبو فيصل) حتى الساعة بإصدار بيان دعم أو مواساة لجدعون.

فالأوساط "الزّحلية" تسأل عن الأسباب التي تدفع نقولا أبو فيصل الى مُسايرة وزير الصناعة وبعض السياسيين، على حساب مصلحة الصناعيين التي تقتضي وجود موظّف مثل جدعون، في وزارة الصناعة.

 

"مصروعة"

هذه هي آخر وأبرز إنجازات حكومة "تصريع" الأعمال، في بلد "مصروع" بالانهيار.

وبمعزل عن الأبعاد المذهبية والطائفية، يبقى أن إقالة موظّف لأنه طالب باحترام تسَلْسُل إداري هي مسألة خطيرة، ستطال غيره، وغيره، وغيره... في كل مرّة يمكنه أن يُطالِب فيها باحترام القانون، في دولة ننتظر أن تكون دولة قانون ومؤسّسات، لا دولة "مصروعة" بالفساد.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار