البشر والحَجَر والمياه والأسماك والحيوانات والحبوب... حرب روسيا في أوكرانيا تدمّر العالم! | أخبار اليوم

البشر والحَجَر والمياه والأسماك والحيوانات والحبوب... حرب روسيا في أوكرانيا تدمّر العالم!

انطون الفتى | الخميس 08 يونيو 2023

مصدر: أقذر ما يمكنه أن يحصل على الإطلاق هو التسبُّب بانفجار نووي

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي مرحلة جديدة من الحرب بدأت في أوكرانيا، بتدمير سدّ "نوفا كاخوفكا" على نهر دنيبرو. فهو حدث بحجم انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي في عام 1986، الذي حاولت السلطات السوفياتية أن تتستّر عليه آنذاك، والذي لا تزال تداعياته الصحية والبيئية كبيرة حتى اليوم.

 

اهتزاز بيئي

فالنتائج الصحية والاقتصادية لتدمير "نوفا كاخوفكا" هائلة، انطلاقاً من تسبّبه باهتزاز بيئي، وبالتأثير على إمدادات الطاقة، وصولاً الى أضرار خطيرة وواسعة النطاق ومُستدامة، سواء على نوعية المياه، أو التنوّع الحيوي، أو الثروة السمكية، والحيوانية، والزراعية (لا سيّما بسبب تشبُّع التربة من المياه بشكل مُفرِط في عدد من المناطق، بما يهدّد بموت المزروعات، وبعَدَم القدرة على القيام بأنشطة زراعية في مدى قريب)، وهجرة الكثير من الطيور من تلك المنطقة.

 

خارج أوكرانيا

هو حدث أطاح بنحو 18 مليار طن من المياه، ويهدّد الأنظمة البيئية بدءاً من نهر دنيبرو (رابع أطول أنهار أوروبا)، وصولاً الى المناطق الساحلية على شواطىء البحر الأسود، لا سيّما على مستوى نفوق كائنات مائية (محار، كائنات مجهرية، ونباتات مائية، وغيرها)، وهو ما سينعكس على حدوث تلوّث مائي مُزمِن من جراء تحلُّل الكائنات الميتة.

هذه خسائر تحتاج الى عقود قبل البحث بإمكانية التعافي منها. وهو ما سيؤثّر على توفير خدمات المياه للناس في مناطق كثيرة، وعلى التلوّث بسبب انتشار النفايات، والمواد الكيميائية الزراعية، وغيرها من المواد الخطيرة، والألغام، وبعض المواد السامّة المُخزَّنَة في التربة من جراء القصف الروسي المستمرّ للأراضي الأوكرانية منذ العام الفائت.

أما بالنسبة الى النتائج التي ستتجاوز الأراضي الأوكرانية، فهي كثيرة أيضاً، ومن بينها أن تدمير السدّ قد يعطّل الإمدادات الأوكرانية من الحبوب الى الخارج، مع ما لذلك من تداعيات على أزمة عالمية جديدة، وعلى ارتفاع عالمي لأسعار المواد الغذائية.

 

 

حركة السّفن

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "سدّ "نوفا كاخوفكا" يتمتّع ببُعْد استراتيجي أوكراني ودولي. وتفجيره سيطال إمدادات الطاقة والكهرباء هناك، وسيؤثّر على مستقبل تبريد محطة زابوريجيا النووية. هذا الى جانب أهميتة الكبرى على الصعيد العالمي، انطلاقاً من أن أوكرانيا تشكّل ممرّاً عالمياً مهمّاً للحبوب، والمواد الغذائية، وهو ما سينعكس على حركة عدد كبير من السفن التي تنتظر دورها لشحن البضائع من هناك".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأطراف التي تشكّل المستورد "رقم 1" للحبوب من أوكرانيا، تتركّز في الشرق الأوسط وأفريقيا، أي ان التداعيات الكبيرة ستُصيب تلك المناطق أولاً".

 

 

"فاغنر"

وسجّل المصدر "حصول تلك الكارثة، في الوقت الذي تمارس فيه مختلف أطراف الحرب هناك سياسة التدمير الكامل، تحت ضغط الشعور بالخوف من الهزيمة، ومن دون الأخذ في الاعتبار تداعيات ذلك على الناس، وعلى الطبيعة أيضاً. فتدمير السدّ سيتسبّب بأزمة نزوح داخلية كبرى في أوكرانيا، بعدما غرقت المنازل، وباتت غير صالحة للعيش. كما سيتسبّب بتفشّي الأمراض، وبتداعيات صحية كبيرة بسبب تلوّث المياه".

وأضاف:"هذا الحادث يُظهر مدى الفظاعة التي وصلت إليها الحرب في أوكرانيا. ولكن أقذر ما يمكنه أن يحصل على الإطلاق، هو التسبُّب بانفجار نووي، لأن تداعيات هذا الأخير تبقى لعقود طويلة، وهي ستُضاعف الأزمات التي يُعاني منها الأوكرانيون".

وختم:"وجود مرتزقة مثل عناصر "فاغنر" في الأراضي الأوكرانية، يزيد قذارات الحرب. فكل جيوش العالم، وحتى الشرسة منها، تتجنّب خرق الأخلاقيات العامة في العادة. وأما المرتزقة، فهُم غير مُلزَمين بأي أخلاقية، ويُستَخدَمون لانتصارات عسكرية بالقوّة وبممارسات وسِخَة، ومهما كانت الأثمان مرتفعة، وبما يُبقي الجيش النظامي بعيداً من كل الاتّهامات المباشرة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة