"البحبوحة الكاذبة" انتهت... فماذا عن مصانع لأشباه الموصلات والإلكترونيات في لبنان؟ | أخبار اليوم

"البحبوحة الكاذبة" انتهت... فماذا عن مصانع لأشباه الموصلات والإلكترونيات في لبنان؟

انطون الفتى | الإثنين 12 يونيو 2023

مصدر: مشاريع لا تحتاج الى اتّفاق بين السلطات اللبنانية و"صندوق النّقد الدولي"

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يفعلها اللبنانيون، ولو لمرّة واحدة، فيُسرعون الى إيجاد دور جديد للبنان، وسط المتغيّرات العالمية الكبيرة والسريعة؟

فلبنان زمن "البحبوحة الكاذبة" انتهى. ولبنان عصر الأرباح السياحية الخاصّة انتهى، لصالح تحديثات سياحية كبرى في عدد من دول المنطقة، ورغم محاولة البعض رفض الاعتراف بالحقيقة. فضلاً عن أن لبنان "المستشفى"، و"المصرف"، والتعليم، والجامعة،...، انتهى أيضاً، وبات مُلزِماً إيجاد دور جديد ومُفيد لشعب البلد، ولإبقائه على الخريطة العالمية في عصر التحوّلات الكبرى.

فلبنان السّهر ما عاد مُموِّلاً للاقتصاد، ولبنان المُستضيف للأحداث الرياضية، أو للمؤتمرات... بات "بونبونة"، تنتهي بأقلّ من ربع ساعة.

 

ثورات اقتصادية

فماذا عن اجتذاب صناعات تكنولوجيّة واستراتيجية الى لبنان، كصناعة أشباه الموصلات، والبطاريات الكهربائية، والألواح الشمسية، وصناعات التحوُّل العام في مجال الطاقة، وصناعة الرقائق، وكل ما يرتبط بالإلكترونيات الحديثة، وتلك التي تساعد على تطوير تقنيات صناعية جديدة، وأجهزة إلكترونية متطوّرة؟

فهذه صناعات ستشكّل استفادة كاملة، سواء على صعيد توفير فرص عمل، أو تحقيق ثورات اقتصادية في مجالات مدنية وطبية، وحتى عسكرية عدّة، وهو ما سيُكسب لبنان قوّة جديدة على المستوى الجيوسياسي العام، وذلك مع إدراكنا التام لواقع أن لا سلطة لبنانية مؤهَّلَة للعب أدوار جيوسياسية، وجيواستراتيجيّة.

لبنان القديم انتهى، فهل من مجال للبنان جديد، "بنكهات" جديدة، عمليّة وواقعية، أبْعَد من التحسُّر على الماضي، ومن البحث عن المستقبل في كتب التاريخ الذي انتهى على يد أهل البلد، وفسادهم؟

 

 

شروط سياسية؟

أكد مصدر واسع الاطلاع أنه "يُمكن للبنان اجتذاب صناعات تحويلية تساهم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. فهذا يحتاج الى اتفاقات مع شركات، كـ "مايكروسوفت" مثلاً، أو "ألفابت"، أو "آبل"، أو "سامسونغ"، أو غيرها. فتلك الصناعات لا تحتاج الى شروط سياسية كما قد يحاول البعض أن يقول، بل الى مساحة جغرافيّة معيّنة، والى أيدٍ عاملة وقدرات بشرية يمكن إيجادها هنا. كما يمكن توفير حاضنة عمل لمثل تلك الشركات في دولة مثل لبنان".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "المميّز في هذا النوع من المشاريع هو أنها لا تحتاج الى اتّفاق بين السلطات اللبنانية و"صندوق النّقد الدولي". فالمصلحة المشتركة بين لبنان وتلك الشركات، وبحثها عن أفضل العروض والفرص في كل مكان، لتوسيع أعمالها في عصر التكنولوجيا، هو العامل الأساسي لاجتذابها الى أي مكان".

 

 

اجتذاب فرص

وأشار المصدر الى أن "الدور القديم للبنان انتهى، ولا بدّ من البحث عن دور جديد. فلا حاجة لأي دولة حالياً، حتى تلعب دور صِلَة الوصل بين الشرق والغرب، أو بين القارات. فدور صِلَة الوصل لم يَعُد ضرورة ولا مصلحة، بعدما باتت كل البلدان قادرة على أن تصل الى أي مكان في عصر اختصار المسافات، لوحدها، وبمجهودها الذاتي، وبالمعروض من جانبها".

وأوضح:"نجح لبنان في أن يكون صِلَة وصل بين الغرب والشرق في الماضي، نظراً الى أن كثيراً من دول المنطقة لم تَكُن مجهَّزَة ببنى تحتية، ولا بمطارات، ولا بمرافىء، ولا بالعلاقات الدولية التي توفّر لها شروط التطوّر كما هو الحال اليوم. ولكن ها هو لبنان بات متأخّراً جدّاً على تلك الصُّعُد حالياً، بالمقارنة مع غيره من البلدان".

وختم:"هذا يعني أن مقوّمات دور لبنان القديم، انتهت. وهناك حاجة الى دور جديد، ومنها النجاح في اجتذاب فرص تتناسب مع التحوّلات العالمية الهائلة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار