أمطار "طوفانية" ستُغرق لبنان بأقلّ من 20 دقيقة وزمن الكوارث الكبرى اقترب... | أخبار اليوم

أمطار "طوفانية" ستُغرق لبنان بأقلّ من 20 دقيقة وزمن الكوارث الكبرى اقترب...

انطون الفتى | الثلاثاء 13 يونيو 2023

مصدر: أولويات البلد بالأزمات السياسية وبالخلافات والتنافس بين المرجعيات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في لبنان، وزير يساهم في "التبشير" بانقطاع خدمة معيّنة في قطاع من المُفتَرَض أنه مسؤول عنه، بدلاً من أن لا ينام ليلاً ونهاراً، بحثاً عن كيفية إحداث نقلة نوعية فيه.

وفي لبنان، شعب يدفع ضرائب لا لشيء إلا للدفع، ولمزيد منه، من أجل تمويل "تافه" تقوم به الدولة لذاتها، بينما يتوجّب بَدْء البحث بدفع مُنتِج لتلك الضرائب، على مستوى تمويل نقلات نوعية بتنا بحاجة ماسّة إليها.

 

جهود

تلك النقلات النوعية لا تتعلّق فقط بتطوير بعض القطاعات، بل بتحديث البنى التحتية في البلد عموماً، لتُصبح متماشية مع ضرورات التغيُّر المناخي، وبما يحدّ من المفاعيل الكارثية لنتائجه مستقبلاً.

تنصبّ الجهود في عدد من البلدان الغربية حالياً، على إجراء تدريبات حول طُرُق جديدة للتعامُل مع حرائق شديدة القسوة، بشكل يحدّ من إمكانية فقدان الكثير من المساحات الزراعية بسرعة، وذلك نتيجة الجفاف الشديد في عدد من المناطق بسبب تغيّر المناخ.

كما تنصبّ الجهود أيضاً على خطط تحديث للبنى التحتية، لتُصبح قادرة على التعامل مع أمطار "طوفانية"، نظراً الى أن هطول الأمطار في بعض البلدان بات خلال 20 أو 30 أو 45 دقيقة، بمعدّل متساقطات كانت تحصل في العادة خلال أسابيع، وهو ما يتسبّب بوفيات، وبخراب شديد في الأماكن السكنية والتجارية بعدد من المناطق والبلدان.

 

جيوب

فأين لبنان من تلك الجهود؟ وأين حُسن تدبير الضرائب، واستعمالها لتمويل تحديث البنى التحتية، وأنظمة الإنذار المُبكر، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والمناخية، وذلك بدلاً من تحويلها (الضرائب) الى بعض الجيوب التي لا تشبع نهباً، وفساداً، وتنفيعاً؟

 

 

لا تطلبوا الكثير...

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "لا مجال للتركيز على ميزانيات للتعامل مع الكوارث، أو الكوارث الطبيعية، أو الظواهر المناخية، في بلد يعيش على واقع أنه دائماً في أزمة، إما سياسية، أو اقتصادية، أو أمنية، وحيث ينحصر كل الخطاب والنقاش فيه بكيفية الخروج منها. فهذه هي الأولوية الوحيدة لدينا، والتي لا مجال للاهتمام بغيرها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عند طرح مثل تلك الحاجات على شخص هو بموقع المسؤولية في لبنان، سواء كان وزيراً، أو رئيساً للحكومة، أو غيرهما، يكون الجواب الوحيد الذي لديه هو أننا لا نمتلك التمويل اللازم، وأن لا مجال لتأمينه، وأنه لدينا حاجات واهتمامات أخرى الآن، واتركوا غداً للغد، ولا تطلبوا الكثير من دولة مُفلِسَة، أو تعاني من أوضاع صعبة، فيما نحتاج أولاً الى توفير الطعام، والشراب، والمحروقات، وغيرها من الحاجات للناس".

 

مجنون؟

وأكد المصدر أن "هذه كانت اللّغة نفسها المُعتمَدَة في البلد منذ عقود. مع فارق وحيد، وهو أن الآن لا يمكن لأي مسؤول أن يَعِد الناس بشيء، فيما كان يمكن للمسؤول في الماضي أن يتحدّث عن توفير تمويل أو قرض من أجل إصلاح طريق، أو أوتوستراد مثلاً".

وأضاف:"أولويات البلد في مكان آخر، بالأزمات السياسية، وبالخلافات والتنافس بين المرجعيات السياسية والطائفية، بشكل تحوّل الى قناعة بأن هذا هو لبنان، وهذا هو أقصى ما يُطلَب منه، وحيث لا حاجة للتفكير بالتعامل مع الكوارث. وعندما تقع الكارثة، نفكّر بالأمر، وبالمساعدات المُمكنة من الخارج. ومن يفكر بأبْعَد من ذلك، هو ذاك الذي سيُنظَر إليه وكأنه مجنون، أو يعاني من هذيان شديد".

وختم:"إذا كانت الرقابة غائبة عن الشروط اللازمة لتخزين وتوضيب البضائع، فمن سيفكّر بتوفير التمويل لمشاريع تساعدنا على مكافحة التغيّر المناخي، وعلى التعامل مع نتائجه، أو مع إمكانية حدوث زلزال عنيف، أو غيره من الكوارث؟ ومن سيفكّر بالبنى التحتية في مثل تلك الحالة، من الأساس، قبل أن ينتبه الى وجوب تطويرها؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة