الغرب وإيران يتفاوضان نووياً فهل من مجال لـ "مُلحق سرّي" لبناني - إيراني؟ | أخبار اليوم

الغرب وإيران يتفاوضان نووياً فهل من مجال لـ "مُلحق سرّي" لبناني - إيراني؟

انطون الفتى | الأربعاء 14 يونيو 2023

مصدر: تسوية إيرانية على لبنان وليس معه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كان الغرب بقواه الكبرى عموماً، والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، يتفاوض مع إيران وتتفاوض هي معه، رغم "العداء" الظاهر بينهما، من أجل التوقيع على اتّفاق نووي، وفتح السوق الإيرانية للفرص الغربية الكثيرة التي تنتظرها، أفلا يوجد أي فريق لبناني قادر على أن يتفاوض مع طهران، وعلى أن تتفاوض تلك الأخيرة معه، من أجل الإقلاع بلبنان الجامد؟

 

ترسيم النّفوذ

نقصد بالفريق اللبناني هذا، أن لا يكون الفريق السياسي التابع لإيران في لبنان، طبعاً. فلا حاجة لأن تتفاوض إيران الموجودة في بيروت، مع إيران التي هي في طهران، بل لمفاوضات بين لبنانيين وإيران، يعترفون لطهران بقوّتها الإقليمية، وبسياستها في المنطقة ولبنان، مقابل انتزاعهم تحرير البلد من "الكربجة" الإيرانية للمؤسّسات، والرئاسات، والإدارات، وللحاجات اللبنانية الكثيرة، واعتراف طهران بأن لبنان هو شعب يحتاج الى طعام، وشراب، ودواء، ومستشفى، وتعليم... وليس الى أن يكون مشروعاً إيرانياً.

فمن هو الفريق اللبناني القادر على إبرام هذا النوع من الاتّفاقات مع طهران، وترسيم حدود النّفوذ الإيراني في لبنان، بما هو مُفيد للطرفَيْن؟

 

ليس موجوداً

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "هذا الفريق ليس موجوداً في لبنان حالياً، خصوصاً أن كثيراً من اللبنانيين حاولوا أن يفعلوا ذلك سابقاً، ولم ينجحوا في انتزاع أي نتيجة إيجابية من الإيرانيين".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحوار والبحث عن اتّفاق مع نظام شبيه بالنظام الإيراني غير ممكن لدولة مثل لبنان، لا تنظر إليها طهران إلا كورقة دائمة في يدها، تستفيد منها سواء كانت مستقرّة أو مشتعلة. وانطلاقاً من هنا، فإن أي فريق لبناني مهما عظُم شأنه، وحتى لو كان يمثّل 90 في المئة من الشعب اللبناني، لن يتمكّن من أن يكون طرفاً مُفاوِضاً للإيرانيين. هذا فضلاً عن أن طهران لا تفاوض إلا على أساس الملفات الإقليمية والدولية الكبرى فقط".

 

ورقة

وشدّد المصدر على أن "الكل ينتظر حالياً نتائج المساومات والتسويات والاتّفاقيات التي أبرمتها إيران مع السعودية. ولكن لنَكُن واضحين. فإيران لا تهتمّ بالسعودية بقدر ما تبذل كل جهودها للتوصّل الى اتّفاق حول برنامجها النووي مع أميركا والغرب، وذلك تمهيداً للإفراج الأميركي عن أموالها المجمّدة أكثر فأكثر. فهذا هو الاهتمام الأصلي والأول لدى طهران".

وختم:"لا مجال إلا للإبقاء على لبنان كورقة من أوراق الملفات الإيرانية الكثيرة. والتسوية الإيرانية المُمكنة هي تلك التي تقوم بها طهران مع أطراف إقليمية ودولية، وتكون على لبنان وليس معه، تحفظ (طهران) لنفسها من خلالها (التسوية) ما تجد أنه حقّ لها فيه (لبنان)، أي أن تكون لاعباً أساسياً ليس فقط في محيطها الآسيوي ومنطقة الخليج، بل على شاطىء البحر المتوسط أيضاً في لبنان، ومن خلاله، خصوصاً أن لعب هذا الدور فيه (لبنان) أسهل ممّا هو عليه في سوريا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار