فساد و"اختراقات" بالدولار تُصيب المرضى فكيف قبلت فرنسا بتوقيع اتّفاق مع وزارة الصحة؟ | أخبار اليوم

فساد و"اختراقات" بالدولار تُصيب المرضى فكيف قبلت فرنسا بتوقيع اتّفاق مع وزارة الصحة؟

انطون الفتى | الخميس 15 يونيو 2023

سكرية: جهل مرعب فتح الباب لممارسات مُخيفة تستبيح صحة الناس

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

غريب ومُريب كل ما يحصل على مستوى القطاع الصحي في لبنان، الذي صار "إرهاباً صحياً"، وقطاع مزرعة، بكل ما للكلمة من معنى.

مواطنون يموتون، أو يتحضّرون للموت ليس لأن أمراضهم باتت عصيّة على الشفاء، ومُقاوِمَة لكل أنواع العلاجات، بل لأن بعض المسؤولين قرّروا أنه لا يمكنهم أن يفعلوا أكثر ممّا يقومون به، والذي هو لا شيء عملياً سوى بعض الاجتماعات والخطوات التي لا تقدّم أو تؤخّر لتصحيح الحالة الاستشفائية والعلاجية والدوائية، و(قرّروا) أن "هيدا حال الدّني" بعد الأزمة الاقتصادية والمالية، وأن من يموت هو "معتّر"، و"شو بدنا نعمل".

 

 

إصلاحات؟

وقّعت وزارة الصحة "اتفاق إطار" مع نظيرتها الفرنسية قبل أيام، ينصّ على التعاون وتنسيق مختلف المشاريع المتعلّقة بالقطاع الصحي بين البلدين، من خلال فريق عمل مشترك.

ولكن لا دخل لهذا الاتّفاق بأي حلّ سريع يحتاجه المرضى في لبنان، وهو يشبه من بدأ بتعلُّم القيادة اليوم، فيما قرّر أن يخوض سباقاً للسيارات، غداً. كما أنه يطرح مجموعة من الاستفسارات، انطلاقاً من الجدوى غير الملموسة منه، في بلد اتُّخِذَ القرار فيه بأن يكون الاستشفاء والعلاجات والأدوية للمواطن الذي يمتلك المال فقط.

فضلاً عن أن ما هي خلفيات هذه الحماسة (الفرنسية) على توقيع اتّفاق إطار مع وزارة، في بلد (لبنان) لا خطوات إصلاحية فيه بأي قطاع حتى الساعة، ورغم أن كلام كل المسؤولين حتى في المنظمات الصحية والإنسانية الدولية، يتمحور منذ أكثر من عامَيْن حول أن لا مساعدات فعلية للبنان على أي مستوى، من دون إصلاحات؟



طبقيّة صحية

أكد رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية أننا "وصلنا الى حالة من الطبقية الصحية في البلد، حيث يستشفي الثريّ ويحصل على أدويته وعلاجاته، بينما الفقير لا. ولا بدّ لأي اتّفاق أن يوفّر استفادة سريعة ومباشرة لكل المرضى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "اختراقات بـ "الفريش" دولار، تقوم بها منظّمات دولية ومنظّمات غير حكومية. وهي اختراقات تساهم بمزيد من الفساد في القطاع الصحي، وفي مراقبة مستودعات الأدوية، ونوعية التخزين فيها. حتى إن موظّفين في وزارة الصحة يحصلون على مبالغ قد تفوق الـ 1500 دولار "فريش" شهرياً، من جهات غير حكومية وأجنبية. وهذه قمة الفساد".

 

مشاع

ولفت سكرية الى أن "الاتّفاق الموقَّع مع وزارة الصحة الفرنسية يحوي كلاماً عمومياً، وهو يُكمل طريق ابتعاد وزارة الصحة اللبنانية المستمرّ منذ عقود، عن دورها الرعائي، وتسليمها الوضع الصحي لمراكز الرعاية والجمعيات صاحبة الخلفيات السياسية والحزبية المخفيّة. فالاتفاقيات غير الواضحة هي خطوات سياسية، استعراضية، لا صحيّة".

وأضاف:"نحن في بلد قطاعه الصحي مجرّد مشاع مُستباح مع الأسف، وذلك بالتسييس والخدمات الشعبوية، والتوظيف العشوائي والسياسي. وهو يزداد استباحة بحجّة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، والعَوَز لدى الموظّفين. وهذه صورة عمّا هو موجود في قطاعات أخرى أيضاً".

 

 

"فكّ مشكل"

وشدّد سكرية على أن "أي إصلاح لهذا الواقع، يجب أن يبدأ من داخل وزارة الصحة. فالتعيينات ببعض المواقع فيها تمّت بطريقة سياسية تنسجم مع المحاصصة، وأُسنِدَت الى أشخاص لا دخل لهم بهذا الموقع أو بذاك".

وتابع:"لطالما تعاطت الدولة اللبنانية مع وزارة الصحة من خارج أي قيمة علمية وصحية، ومثل "فكّ مشكل" عند تشكيل الحكومات، لإرضاء هذا الحزب، أو تلك الجهة السياسية. فضلاً عن أن أكثر من 80 في المئة من الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة منذ عقود، لا دخل لهم بقطاع الصحة أصلاً. وهم لم يعوّضوا هذا الخَلَل بتعيين مستشارين مهنيّين".

وختم:"هذا جهل مرعب، واستخفاف، وقلّة احترام، فتح الباب لممارسات مُخيفة تستبيح صحة الناس".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار