تركيبة أخرى تُنقذنا من المستنقع "الانهياري" في لبنان... ما هي فرص النّجاح؟ | أخبار اليوم

تركيبة أخرى تُنقذنا من المستنقع "الانهياري" في لبنان... ما هي فرص النّجاح؟

انطون الفتى | الخميس 15 يونيو 2023

كرم: هذا ليس جاهزاً بَعْد بل يجب أن يُتَّفَق عليه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انزعاج دولي علني وواضح من الشَّلَل السياسي في لبنان، ومن الاستهتار بطريقة التعاطي مع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، وهو يظهر في بعض التصريحات الدولية التي لا تزال نبرتها منخفضة نسبياً حتى الساعة، والتي تُفيد بأن بعض المسؤولين في البلد يفضّلون مصالحهم الخاصة على المصلحة اللبنانية العامة.

 

تركيبة جديدة

تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس، يترافق مع الإصرار على سلوكيات سياسية تزيد الأوضاع صعوبة، فيما أبرز ما يحتاجه الشعب اللبناني هو سرعة سياسية، تمهّد الطريق لحلول اقتصادية ومالية سريعة.

ووسط هذا الجوّ الذي يؤكد أن صعوبة التعايُش مع الخَلَل المتزايد تتضاعف، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه بعد أزمة خانقة قاتلة عمرها 5 سنوات، نذهب إلى جلسة انتخابات رئاسية تتوافر فيها كل المقومات، وهي تنتهي بالتعطيل. وهذا يجعلنا نستنتج عدم إمكانية استمرار الدولة اللبنانية في ظلّ تركيبتها الحالية، وأننا بأمسّ الحاجة الى تركيبة أخرى تنقذنا من المستنقع الذي نحن فيه منذ سنوات.

فما هي تلك التركيبة التي تحدّث عنها جعجع؟ وما هي فرص نجاحها؟

 

خلافات وأزمات

أوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم أن "كافة الأفرقاء ليسوا مرتاحين، والكل يعيشون الأزمات، والوضع الصعب، فيما العلاقة بين مختلف الفئات أصبحت غير سليمة تماماً. فعند كل استحقاق ومُفترق طرق تنشب خلافات كبيرة، ونقع بأزمات، وتُضرَب مصالح الناس ومستقبلهم. وهذا لا يمكن أن يستمرّ".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "حرصنا على مصلحة كل الناس والطبقات والشرائح والشركات والقطاعات، دفعت الدكتور جعجع الى الحديث عن ضرورة البحث عن تركيبة أخرى تحفظ الوطن أولاً، وقناعات ومصالح واستمرارية كل الأطراف ثانياً، ولا تهدّد أي فئة من الفئات اللبنانية بوجودها".

 

 

حوار؟

وردّاً على سؤال حول ماهيّة تلك التركيبة، أجاب كرم:"هذا ليس جاهزاً بَعْد، بل يجب أن يُتَّفَق عليه، ولا أن يكون مطروحاً من طرف واحد، وإلا يُصبح مثل من يفرضه على الآخرين، وهي الطريقة التي يتصرّف بموجبها فريق محور "المُمانَعَة". وأما فكرتنا نحن، فعنوانها الحفاظ على لبنان، وتمكين كل الفئات من عيش قناعاتها".

وأضاف:"ما عاد يمكن لأحد أن يفرض شيئاً على أحد، وصرنا بحالة من التوازن. فلأول مرّة يعيش فريق "المُمَانَعَة" أزمة لا يعرف أن يفهمها جيّداً، وهي أن هناك فريقاً في وجهه تلاقى على صدّ تصرّفاته. ففي الأمس، 77 نائباً صوّتوا ضدّ مرشّحه، ومنهجيّته، وبرنامجه السياسي، لأول مرّة بهذا الشكل. والمحاولات التي يقوم بها هذا الفريق ("المُمانَعَة") لجرّ الأطراف التي تلاقت على صدّ تصرّفاته الى حوار، تنبع من سعيه لشرذمتها. فهي لا تتمتّع بمُنطَلَق واحد، ولديها أفكار مختلفة بطرح الأمور، ولذلك هو يدعوها الى حوار".

وتابع:"الحوار الوحيد الذي يُمكن لـ "القوات اللبنانية" أن تقبل به، هو ذاك الذي يقود الى دراسة موضوع التركيبة اللبنانية كلّها، وليس ملف الاستحقاق الرئاسي. فهذا الاستحقاق محطة من محطات التركيبة، وهو ليس بحجمها كلّها. وهذا النوع من البحث يحتاج الى حوار بطريقة منفتحة ومتوازنة".

 

نقاش مختلف

وعن أسباب جمود لبنان رغم الاتّفاق الإيراني - السعودي، أجاب كرم:"لا علاقة للاتفاق السعودي - الإيراني بلبنان، بل بمفهوم الاستقرار بين السعودية وإيران، وبكل ما يمسّهما بشكل مباشر، ومنها اليمن، وله نقاش مختلف".

وختم:"ما ساهم في هذا الاتّفاق هو شعور إيران بالانعزال، وبوضع مالي صعب، فيما تبحث المملكة العربية السعودية عن الاستقرار للمنطقة، ولديها رؤية كبيرة للاقتصاد وللاستثمارات على مستوى المنطقة. وبالتالي، يرتبط الاتفاق بتلك الأمور. وأما انعكاسه الإيجابي الممكن على لبنان مستقبلاً، فهو بعيد جداً، وسيحصل إذا نجحت النتائج في العراق وسوريا واليمن، وإذا تعاطى محور "المُمانَعَة" معه بإيجابية، وليس بطريقة التشاطُر والاحتيال والتلاعُب على بنوده، وإذا احترم حقوق وسيادة الشعوب التي تعيش في المنطقة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار