نفط لبنان... هل من ضمانات مطلوبة لعَدَم التأثير على أهداف بعض دول المنطقة؟ | أخبار اليوم

نفط لبنان... هل من ضمانات مطلوبة لعَدَم التأثير على أهداف بعض دول المنطقة؟

انطون الفتى | الجمعة 16 يونيو 2023

جابر: النفط اللبناني لا يتمتّع بتأثير دراماتيكي على الأحداث

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

الى أي مدى يُساهم نفط لبنان بعَدَم الإسراع في أي حَلْحَلَة لبنانية، سياسية أو اقتصادية سريعة؟

والى أي مدى يمكن لتلك الثروة أن تصبح "نقمة" للشعب اللبناني، بدلاً من أن تساهم في حلّ أزماته المعيشية الكثيرة، وذلك لأسباب سياسية؟

 

الأسعار

تُفيد بعض الأوساط بأن الابتعاد العربي المستمرّ عن لبنان حتى الساعة، وعَدَم تغيير الموقف العربي تجاهه، وثبات دول الخليج في توصيفها الأزمة اللبنانية على أساس أنها أزمة داخلية بما يؤكد عَدَم الرّغبة بعودة مهمّة إليه، ولا حتى من باب اتّفاق بكين بين السعودية وإيران، والمصالحات الخليجية مع سوريا، سببه البحث العربي عن ضمانات معيّنة تؤكد عَدَم تأثير نفط لبنان ونِسَب الإنتاج المُحتَمَلَة فيه، على أسواق النفط، ولا بأي شكل من الأشكال.

فبعض الدول الخليجية تسعى الى تخفيض الإنتاج ورفع الأسعار بوسائل متعدّدة، وبشكل مستمرّ وثابت ومُتمحور حول عام 2030، بحدّ أدنى، وذلك للاستفادة بحدّ أقصى قبل أن يخفّ الطلب على النّفط أكثر فأكثر، مع مرور الوقت.

 

التحوّل الكبير

وهذا قد يعني أن أي ثروة نفطية، ومهما كانت كميّتها، في أي بلد كان، قد تعرقل بعض الجداول والأرقام والخطط الموضوعة من جانب بعض الدول العربية النّفطية، من الآن والى ما بعد سنوات. فهل هذا ما يؤخّر الحلول العملية في لبنان، رغم تسويات المنطقة؟ وهل سقط (لبنان) على طريق صراع الأمتار الأخيرة قبل عصر التحوّل الكبير في مجال الطاقة؟

 

ليس مُنافِساً

رأى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر أن "النفط اللبناني لا يتمتّع بتأثير دراماتيكي على الأحداث في المنطقة. فثروة لبنان النّفطية محدودة بحسب كل التقديرات والدراسات، وهي لا تنافس كميات النفط المُنتَجَة في الخليج. وهذا ما لا يجعلها مؤثّرة تماماً على القرارات السياسية العربية المرتبطة بلبنان".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأزمة في لبنان تتأثّر بالسياسة الإقليمية والدولية عموماً، وبالمتغيّرات الكثيرة التي تحصل على مستوى العالم. فسوء العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وصل الى هذا الحدّ لأول مرّة تقريباً. وحتى إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة للسعودية كانت فاشلة جدّاً. والانتفاضة السعودية الداخلية ليست على أميركا فقط، بل على نمط الحياة السعودي القديم. وهذا يقود الرياض الى البحث عن علاقات متوازنة مع كل القوى في العالم. وبالتالي، هناك قضايا كبرى تنعكس على السياسة السعودية والخليجية في لبنان والعالم".

 

تغيير جيوسياسي

ولفت جابر الى أن "المنطقة تتغيّر كثيراً. فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استُقبل في الصين بحفاوة. وأهميّة هذا الحدث تكمن في الاستعداد الصيني لحلّ القضية الفلسطينية، بعدما جمعت بكين إيران والسعودية معاً بعلاقات جديدة. ومن هذا المُنطَلَق، ليس مستغرباً أن تصبح الصين وسيطاً فاعلاً لحلّ القضية الفسطينية، بعدما استعصى هذا الملف على الأميركيين لأكثر من 70 عاماً، لا سيّما أن العلاقات الصينية بإسرائيل ممتازة".

وختم:"ما يحصل على مستوى العالم يؤثّر في كل الملفات. ومن الآن وحتى استخراج النفط في لبنان، ستكون الجيوسياسة الإقليمية تغيّرت، خصوصاً أنها تتغيّر بسرعة. وأما لبنان، فهو صار دولة نفطية نعم، ولكن ليس دولة نفطية أساسية، أي انه لن يؤثّر على السياسات العامة في المنطقة والعالم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار