جذب الأجانب للعيش في لبنان... حلمٌ مستحيل طالما أن اللبناني يفضّل البحر على البقاء هنا... | أخبار اليوم

جذب الأجانب للعيش في لبنان... حلمٌ مستحيل طالما أن اللبناني يفضّل البحر على البقاء هنا...

انطون الفتى | الجمعة 16 يونيو 2023

مصدر: الوقائع العامة لا تشجّع أي أجنبي على نقل عائلته الى لبنان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

صحيح أنه لا يمكننا أن نطلب الكثير في بلد يحوي القليل. ولكن لا بدّ من الإشارة الى أن القليل هذا، يعود للإهمال، ولسلطة حاكمة فشلت في الحكم، وليس لأن طاقات البلد بحدّ ذاتها، ضعيفة.

 

 

في لبنان...

في أي حال، وبمعزل عن الكوارث السياسية، والمجازر المعيشية، والفشل الاقتصادي والمالي، نتحدّث عن ضرورة النّضوج في العمل الإصلاحي، وذلك بالانتقال من عصر السعي لجذب الاستثمارات والأعمال الى البلد من جديد، الى زمن جعل لبنان بيئة مُناسِبَة لانتقال الأجانب عموماً، ورجال المال والأعمال الأجانب وعائلاتهم، للعيش فيه.

فبتلك الطريقة، سننتقل من العمل على جذب الاستثمارات، الى جرّ الأجانب للعيش في بلدنا، أي لإبقاء أموالهم فيه، وإنفاقها فيه، وهو ما سيحقّق حركة غير تقليدية، ويحسّن الأوضاع اللبنانية بأضعاف مُضاعَفَة.

 

قدرات موجودة

ولكن انتقال الأجانب الى لبنان يحتاج الى قطاع تربوي مُتماسك، والى جامعات، والى قطاع مصرفي، والى تجديد للأسواق اللبنانية على المستويات كافة، والى أوضاع أمنية مستقرّة بشكل دائم، والى تحويل لبنان لـ "ميني" سويسرا شرق أوسطية جديدة، مثلاً.

نعلم أن ما نطلبه أكثر من كثير، في بلد شبه "مُدمَّر" مثل لبنان الحالي. ولكن المواهب متوفّرة، والقدرات موجودة.

 

ليس هو نفسه

أشار مصدر مُطَّلع الى أن "الوضع العام في لبنان، حتى عندما يكون مستقرّاً نسبياً، لا يسمح بالتركيز على التطوّر كثيراً، ولا على المشاريع التي تبرز نتائجها في مدى بعيد. وينحصر الاهتمام عند التفكير بلبنان في العادة، بالعمل والإنتاج على الطريقة التقليدية، وليس أكثر من ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الوقائع العامة لا تشجّع أي أجنبي بالتفكير بنقل عائلته الى لبنان، خلال السنوات القادمة، حتى ولو تحسّنت الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلد. فبلدنا ما عاد سويسرا الشرق، ولبنان ما قبل عام 1975 ليس كما هو عليه اليوم، ونحن نعيش حالياً في بلد مختلف عن ذاك الذي كنّا نعرفه قبل الحرب اللبنانية".

 

مستحيلة

وشرح المصدر:"ننطلق من الديموغرافيا، لنصل الى التربية، والثقافة، والمدارس، والجامعات، وغيرها من القطاعات، لنجد أننا لا نعيش في لبنان نفسه الذي عرفه العالم في الماضي. فالطالب بالكاد يُنهي السنة الدراسية، المدرسية أو الجامعية، والامتحانات الرسمية باتت محصورة بنسبة معيّنة من مناهج التعليم. والخروج من هذا الواقع لن يكون سريعاً، فيما هذه ليست بيئة صالحة تشجّع أي أجنبي على نقل أولاده للعيش هنا".

وختم بالدّعوة الى "صبّ الجهود على محاولة إقناع اللبناني بعَدَم الهجرة من لبنان في الوقت الحالي. فاللبناني مستعدّ للموت في البحر، من أجل الخروج من لبنان، وهذا تغيُّر كبير في نوعيّة ومستوى الهجرة. فلبنان القديم انتهى، والعودة الى الماضي صعبة ومستحيلة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار