انتصار "استراتيجي" في ملف اللّجوء السوري وهزيمة "تكتيكية" في قصر بعبدا؟... | أخبار اليوم

انتصار "استراتيجي" في ملف اللّجوء السوري وهزيمة "تكتيكية" في قصر بعبدا؟...

انطون الفتى | الإثنين 19 يونيو 2023

مصدر: لا أحد قادراً على أن يقفز فوق كل تلك العقبات حتى ولو كان صديقاً للأسد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تُحَلّ الأزمة الرئاسية في النهاية، على طريقة التسويق الفرنسي لإسم تقبل به إيران حصراً، وذلك على وقع الإيجابيات "النووية" بين الغرب وطهران، وهو ما قد يقود الى قبول أوروبي بحَلْحَلَة جزئية معيّنة لملف اللّجوء السوري في الإطار اللبناني، كثمن مُسبَق الدّفع للأطراف المسيحية التي تقاطعت على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور؟

 

 

أوراق

فرغم أن الأوساط "المُمَانِعَة" توحي باستعداد العمل والتنسيق مع سوريا لإعادة اللاجئين الى بلادهم، كجزء من مشروع التصدّي والمواجهة للغرب ولموقفه الثابت من سوريا رغم المصالحات العربية مع دمشق، إلا أن أكثر من مصدر يُفيد بأن هذا الاستعداد لن يكون أكثر من "عدّة الشّغل" لدى فريق "المُمانَعَة"، الذي لن يتأخّر عن اللّعب في كل تلك الأوراق، لمحاولة الاستفادة منها على أكثر من صعيد، ومن ضمنها الرئاسة اللبنانية، والتشديد على الوزير السابق سليمان فرنجيه كمرشّح واحد ووحيد مقبول من جانبها.

 

 

خسارة تكتيكية

هذا قد يعني أنه سيكون مُلزِماً للمسيحيين الذين تقاطعوا على رفض فرنجيه، والذين يتقاطعون على رفض المقاربة الأوروبية لملف إعادة اللاجئين الى سوريا، (سيكون مُلزِماً لهم) أن يقبلوا برئيس تيار "المرده" في رئاسة الجمهورية اللبنانية، أو بأي إسم رئاسي "مُمانِع" غيره، كخسارة تكتيكية، وذلك مقابل الرّبح "الاستراتيجي" في ملف آخر، وهو الاستفادة من تغيير أوروبا لموقفها في ملف اللّجوء السوري بلبنان، وتخفيف بعض قيودها على هذا الصعيد، تسهيلاً لإعادتهم الى بلدهم. وتُصبح المعادلة في تلك الحالة، انتخاب رئيس للجمهورية ينتمي الى محور "المُمانَعَة"، مقابل بعض الحلول لملف اللّجوء السوري فيه (لبنان).

فهل يمكن للمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان - إيف لودريان أن يحمل مثل تلك الأفكار معه؟ وهل يكون فرنجيه الإسم الوحيد الذي يمكن لفريق "المُمانَعَة" أن يتمسّك به في تلك الحالة، نظراً الى أن هذا الفريق يقول إن رئيس "المرده" هو أكثر المخوّلين بالحديث مع الأسد في كل شيء؟

 

أكبر من الأشخاص

شدّد مصدر مُتابِع على أنه "رغم المحبّة التي يتمتّع بها فرنجيه في بعض الأوساط اللبنانية، إلا أن لا أحد يجب أن يقبل بوضعه في إطار واحد، ولا أن يحدّه بأنه المرشّح الرئاسي الوحيد الذي يمكنه أن يتكلّم مع السوريين والأسد. ولا يجب أن يقبل هو بهذا التعريف أو المعيار لنفسه. فهذا غير سليم لشخصه".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "مسألة اللّجوء السوري هي أكبر من الأشخاص. وحلّ هذا الملف يتطلّب قيام دمشق بكثير من الأمور، مثل إصلاح الواقع السكاني الداخلي في سوريا. كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل ما هو مطلوب من السوريين، على صعيد إصلاح النظام، وإعادة تكوين الكثير فيه. ولكن من المبكر الحديث عن تلك الأمور، إذ لم يبدأ العمل على أي شيء منها حتى الساعة".

 

تنازلات

وأشار المصدر الى أن "لا أحد قادراً على أن يقفز فوق كل تلك العقبات، حتى ولو كان صديقاً شخصياً للأسد".

وختم:"الملف السوري بات معروفاً. وملف اللّجوء السوري وشروطه باتت معلومة أيضاً. والمسألة ليست بمن يمكنه أن يتراجع عن رفضه لهذا المرشّح، أو عن مطالبته بذاك، في لبنان، بل بتسوية مقبولة، وبمعزل عمّن يمكنه أن يقدّم التنازلات الأكبر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار