أقطاب المال والأعمال سبقوا وزير الخارجية للقاء الرئيس... أميركا والصين "قصّة كبيرة"!... | أخبار اليوم

أقطاب المال والأعمال سبقوا وزير الخارجية للقاء الرئيس... أميركا والصين "قصّة كبيرة"!...

انطون الفتى | الأربعاء 21 يونيو 2023

مصدر: توازن يبحثان عنه وهو ليس سهلاً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

"قصّة كبيرة". هذا هو الملخّص الأبرز للعلاقات الأميركية - الصينية، التي يبدو أنه مهما حاولت بعض القوى في هذا الإقليم أو ذاك الدخول على خطّها، لممارسة الشدّ، والجذب، ولعبة المنافسة، إلا أنها تبقى قاصرة عن فهم حقيقة ما هو موجود بين واشنطن وبكين.

 

 

تناقضات

فالصين تستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن باحترام، وتوجّه تحذيراتها الواضحة والشديدة للإدارة الأميركية، في وقت واحد. وفيما يعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن العلاقات مع الصين على المسار الصحيح، يوجّه (بايدن) انتقادات لاذعة للصين، مُشيراً الى ديكتاتوريّة رئيسها شي جينبينغ.

وما سبق ذكره من تناقضات، يحصل على وقع علاقات تجارية واستثمارية وصلت الى أعلى مستوياتها بين البلدين، رغم التنافس التكنولوجي الشديد بينهما.

 

 

رؤساء شركات

وقبل أن يستقبل بلينكن، كان الرئيس الصيني استقبل مؤسّس مجموعة "مايكروسوفت" بيل غيتس، وسط حديث عن أن مؤسّسة بيل وميليندا غيتس ستمنح 50 مليون دولار، من أجل دعم الجهود الصينية في مكافحة الملاريا والسلّ. بالإضافة الى تعاون ثنائي في مجالات أخرى.

وقبل غيتس، زار بعض كبار أقطاب الاقتصاد الأميركي، الصين، لا سيّما رئيس مجلس إدارة مصرف "جي بي مورغان"، ورئيس "جنرال موتورز"، ورئيس "تسلا" و"سبايس إكس" الذي اعتبر أن برنامج الفضاء الصيني أكثر تقدماً بكثير ممّا يدركه معظم الناس، وغيرهم من رؤساء الشركات.

 

تنسيق دائم

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "الشركات تدفع الدول لتحريك سياساتها هنا أو هناك في بعض الأحيان، خدمةً لمصالحها في هذا البلد أو ذاك. وقد تدفع الدولة الشركات الى تحريك نفسها ببعض الأسواق، في أحيان أخرى، كمقدّمة لتخفيف التوتّر السياسي بينها وبين بلدان تلك الأسواق. وهذه هي سياسات المصالح".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السوق الصينية ضخمة جدّاً للشركات الأميركية، وهذا جزء من الرفاهية الأميركية. وحتى إن العقوبات الأميركية على الصين في المجال التكنولوجي، تطال ما تعيش الولايات المتحدة الأميركية عليه في النهاية، وهو قطاع التكنولوجيا. لذلك، لا بدّ من لعبة توازن، أي رعاية مصالح الشركات الأميركية، بموازاة عَدَم مساعدة الصين في التفوّق التكنولوجي والاقتصادي على أميركا. وبالتالي، صحيح أن الشركات الأميركية تصنع السياسات، إلا أن أميركا الدولة، أي "البيت الأبيض" والحكومة والدولة الأميركية بمختلف أجهزتها، تعرف ما هي مصالح أميركا، ويهمّها الحفاظ على تفوّق الاقتصاد الاميركي كمدخل لرفاهية مُستدامة للمجتمع الأميركي، وخدمةً لمصالحه. وهذا ثابت في عقيدة الأمن القومي الأميركي. وتحقيقاً لهذا الهدف، من الطبيعي أن يتمّ التنسيق الدائم في الحركة، بين الشركات الأميركية والدولة الأميركية".

 

توازن

وشدّد المصدر على أنه "رغم سياسة المصالح، إلا أن لا أحد قادراً على تأكيد أن لا مجال لتوتّر عسكري بين أميركا والصين في تايوان، مستقبلاً. ولكن واشنطن أعطت بكين ما يهمّها على هذا الصعيد، وهو الالتزام الأميركي بسياسة الصين الواحدة. وهذا ما ظهر في محادثات بلينكن مع الصينيين قبل أيام، على مستوى أن أميركا لا تقبل باستقلال تايوان عن الصين".

وعن محاولة بعض القوى في عدد من الأقاليم، لعب أدوار شدّ حبال المنافسة بين الأميركيين والصينيين، أجاب:"الصين ليست عقائدية كالإتحاد السوفياتي، رغم أنها لا تزال شيوعية. فالصيني توسّعي، ولكنّه يتوسّع بحثاً عن أسواق تجارية، وليس عن حلفاء. بينما كان الإتحاد السوفياتي إيديولوجيًّا. وحتى إن القواعد الصينية في كوبا لا تشكّل خطراً على أميركا بمستوى أزمة عالمية، كما فعلت أزمة الصواريخ خلال الستينيات. ونلاحظ كيف أن الأميركيين يتحدّثون مع الكوبيّين في شأنها، أكثر من الصينيين، وهم يدعون هافانا وليس بكين، لعَدَم التصعيد مع واشنطن".

وختم:"العلاقة بين أميركا والصين قائمة على أمر أساسي، وهو الى أي مدى يمكن لبكين أن تكون صديقة لواشنطن، من دون أن تهدّد زعامتها العالمية. وهذا هو التوازن الذي يبحثان عنه، وهو ليس سهلاً".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار