اتّفاق نووي 2... هل يُسلّم الغرب روسيا لإيران و"الحرير" الصيني "للحرس الثوري"!؟... | أخبار اليوم

اتّفاق نووي 2... هل يُسلّم الغرب روسيا لإيران و"الحرير" الصيني "للحرس الثوري"!؟...

انطون الفتى | الأربعاء 21 يونيو 2023

مصدر: جديّة أي دور أو توظيف دولي يجب أن تنطلق من المناعة الداخلية أوّلاً

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن التفاهم على الإفراج عن الأسرى، وعلى تحرير الأموال الإيرانية المجمّدة، و(بمعزل) عن الاتّفاق على نِسَب تخصيب الأورانيوم المسموحة، فإن أي اتّفاق غربي جديد مع إيران قد يجعل من تلك الأخيرة، القوّة رقم 1 خليجياً، وعلى المستوى الآسيوي عموماً، بحسب بعض المراقبين، لاعتبارات عدّة، أهمّها:

 

شرطيّ؟

* أن الغرب سيُبارك لإيران سقوط روسيا في قبضتها عسكرياً، بواسطة الاتّفاق الجديد. فالمجمّع العسكري الروسي بات عملياً بحاجة الى الخبرات الإيرانية، والى ما "تهرّبه" طهران من تكنولوجيات مُمكِنَة، لموسكو.

* أن الغرب سيُبارك لإيران سقوط روسيا في قبضتها اقتصادياً، وتجارياً، بواسطة هذا الاتّفاق. فطُرُق التجارة (التهريب) البرية والبحرية، ناشطة بين الإيرانيين والروس، وهي مُراقَبَة غربياً، وتؤكد أن طهران باتت صاحبة الكلمة الفصل في موسكو، وليس العكس.

* أن الغرب قد يُبارك لإيران دور "الشرطيّ" لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، في طريق مرورها من العُمق الآسيوي الى أوروبا. وهو ما سيدفع الغرب الى عَدَم مُمانَعَة أي دور أو نفوذ لطهران في أكثر من مكان. وهذا سيمنح إيران مزيداً من القوّة داخل حلفها الشرقي، وعلى الصين نفسها.

فالمنافع الغربية - الإيرانية المُتبادلة من جراء أي اتّفاق نووي جديد، قد لا تكون تقليدية هذه المرّة. والإيجابيات المُنتَظَرَة قد لا تقتصر على فتح السوق الإيرانية أمام الشركات والاستثمارات والصناعات الغربية، فقط.

 

مناعة

شدّد مصدر مُطَّلِع على أنه "لا يُمكن لإيران أن تلعب دور الشرطيّ لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية في طريقها الى أوروبا، إلا إذا نجحت في إطعام شعبها أوّلاً. فإيران تشبه أي بلد في العالم، وهي إذا رغبت بأدوار خارج حدودها، عليها أن تكون مُحصَّنَة داخل حدودها أوّلاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السودان مثلاً، هي واحدة من أكبر الدول العربية، وهي تتمتّع بقوى عسكرية مهمّة، وبموارد وثروات طبيعية هائلة. ولكن ما هو حجمها الجيوسياسي؟ لا شيء تقريباً. فهي عاجزة عن إطلاق مبادرة واحدة لدولة مثل لبنان مثلاً، وعلى مستوى الاستحقاق الرئاسي اللبناني. والسبب في ذلك، هو أن لا مناعة داخلية لديها (السودان)".

 

 

ترتيب داخلي

وأكد المصدر أن "جديّة أي دور أو توظيف إقليمي أو دولي، يجب أن تنطلق من المناعة الداخلية أوّلاً. فدول الخليج مثلاً، أصبحت فاعلة لأنها مرتاحة مادياً، وعلى المستوى الداخلي. وهذا ما يمكّنها من لعب أدوار معيّنة، سواء كانت بمبادرة منها، أو بإيحاء من دول كبرى. وبالتالي، لا يزال هناك الكثير من الجهد أمام إيران على هذا الصّعيد، ولا بدّ من مراقبة كيف ستتمكّن من إعادة ترتيب منزلها الداخلي، بما يحفظ استقرارها بطريقة سلِسَة. فنظامها لا يزال موجوداً، ولم تعمل أي جهة غربية على إسقاطه بشكل جدّي منذ أكثر من أربعة عقود. ولكنّه نظام مُحاصَر، ويتعايش مع المتغيّرات والظروف".

 

 

أسطورة نووية

وأشار المصدر الى أن "سيطرة إيران على روسيا، وقدرتها على التأثير داخل المجمّع العسكري الروسي بالأسلحة والذخائر والمسيّرات، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، توضح هشاشة الفكرة حول عظَمَة الجيش الروسي. فقد تبيّن أنه أسطورة نووية، بترسانة نووية ضخمة، ووسط ضعف في كل باقي القدرات القتالية المهمّة".

وختم:"تبيّن أن كل ما تحدث عنه بوتين في إطار إعادة تنظيم القوات العسكرية الروسية، وتحديثها، وإدخال أحدث التقنيات الى صفوفها، هي خطوات غير كافية، وغير صحيحة تماماً. فروسيا ضعُفَت لدرجة أنها باتت بحاجة الى السلاح الإيراني لاستعماله في أوكرانيا، وهذه مشكلة روسيّة أوّلاً وأخيراً. وأما الاستثمار الإيراني في ذلك، فهو غير ممكن إلا على مستوى علاقة إيران بروسيا، وليس أكثر من ذلك".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار