أكثر من 15 ألف صاعقة خلال 24 ساعة... غضب كبير فهل الدولة اللبنانية جاهزة؟ | أخبار اليوم

أكثر من 15 ألف صاعقة خلال 24 ساعة... غضب كبير فهل الدولة اللبنانية جاهزة؟

انطون الفتى | الجمعة 23 يونيو 2023

وهَيْبة: لا يمكن تأكيد أو تحديد شيء بوقت معيّن وبشكل تامّ

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

يُترجَم التغيُّر المناخي بمفاعيل قاسية في عدد من المناطق والأقاليم حول العالم، سواء بجفاف شديد يهدّد المخزونات المائية، والمياه الجوفية، والمحاصيل الزراعية، أو بأمطار طوفانية من مستوى هطول كميات من الأمطار خلال أقلّ من نصف ساعة، يمكنها أن تسقط في العادة بمعدل 50 يوماً أو أكثر، وهو ما يؤدي الى حدوث أضرار كبيرة، وخسائر في الأرواح.

 

صواعق

ويُسجَّل في بعض البلدان سقوط أكثر من 15 ألف صاعقة خلال 24 ساعة، وهو معدّل كبير جدّاً، يفسّره بعض الخبراء بترجمة قاسية للمتغيّرات المناخية. هذا فضلاً عن نفوق بعض أنواع الحيوانات أو الكائنات البحرية، في بعض الأماكن، وتقلُّص نسبة نمو بعض النباتات، لتلك الأسباب نفسها.

والمُثير للانتباه، هو أنه رغم المتساقطات الطوفانية الهائلة، إلا أن بعض الخبراء يؤكدون أنه قد لا تكون هناك نتائج حميدة لذلك، لا على التربة والمزروعات، ولا على مخزون المياه الجوفيّة.

فهل ستصل تلك الظواهر الى لبنان؟ وما هو الموعد المُحتَمَل لذلك؟

 

معتدل

أكد رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهَيْبة أنه "لا يمكننا أن نؤكد إذا ما كان لبنان سيشهد هذا النوع من الظواهر المناخية القاسية أو لا، مستقبلاً. فالصيف الفائت مثلاً، أتى حارّاً على أوروبا، ولكن بقيَ صيف لبنان مُعتدلاً. والجوّ العام لا يزال معتدلاً عموماً لدينا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التوقّعات الجوية الفعّالة هي تلك التي لا تتجاوز الخمسة أيام إجمالاً. وبالتالي، لا يمكن البتّ بأي شيء ملموس في مجال المناخ بمعدّل فصلي مثلاً، أو سنوي. وأقصى الممكن في هذا الإطار، هو تحديد بعض النِّسَب المئوية في أمور معيّنة، وليس أكثر من ذلك، كالقول مثلاً إن نوعيّة المتساقطات قد تكون أشدّ غزارة أو لا في هذا الوقت، تبعاً لكذا أو كذا، وبالنسبة المئوية هذه أو تلك، ولكن من دون تحديد الكميات. وهذا ما يسمح بأخذ بعض الاحتياطات لحماية المنازل، والمزروعات".

 

 

عواصف

ولفت وهَيْبة الى أن "لا علاقة مباشرة بين ما يحصل في أوروبا من ظواهر مناخية قاسية، وبين لبنان. فالحوض الشرقي للمتوسط بعيد من المحيطات، بينما فرنسا مثلاً، تقع على حدود المحيط الأطلسي الذي عندما تسخن مياهه، تؤدي الى نسبة كبيرة جدّاً من التبخّر التي تُخزَّن في الجوّ، فينجم عن ذلك عواصف قوية في الأراضي المحيطة به، ومنها الأراضي الفرنسية، مع هطول نسبة كبيرة من المتساقطات، وارتفاع احتمالات حصول فيضانات. هذا مع العلم أن فصل العواصف في فرنسا هو الصيف، بينما صيف لبنان هو من أفضل أوقات الصحو لدينا. وبالتالي، الفارق المناخي واضح".

وأضاف:"التغيُّر المناخي يؤثّر على الجميع، ولكن بأشكل مختلفة. ولكن لا يمكن تأكيد أو تحديد شيء بوقت معيّن، وبشكل تامّ".

 

 

بنى تحتيّة

وردّاً على سؤال حول ضرورة تجهيز لبنان بالبنى التحتية اللازمة لأزمنة بَدْء ظهور آثار التغيّر المناخي لدينا، أجاب وهَيْبة:"هذا ليس بسيطاً، وهو يختلف عمّا إذا كانت البنى التحتية على مستوى بلد، أو على صعيد مناطقي، وإذا ما كانت لظروف عادية تخدم على مدى 20 أو 30 عاماً نسبةً لزيادة عدد السكان المُحتملة خلال هذه المدّة مثلاً، أو لظروف تغيّر مناخي يحتاج الى عقود طويلة قبل أن يُصبح ملموساً".

وأوضح:"نتائج التغيُّر المناخي تستغرق وقتاً. وتشير بعض التقديرات الى أمور على هذا الصّعيد بحلول عام 2100 مثلاً، أو 2150، أو 2200. ولا أحد يعمل على بنى تحتية لظواهر قد يواجهها بعد 100 عام، أو 150 عاماً مثلاً. ولكن لا بدّ من وضع خطة استراتيجيّة لسنوات قادمة، تتعلّق ببنى تحتية تتحمّل ظروفاً متغيّرة، من مستوى العمل على توسيع مجاري المياه مثلاً، وقنوات تصريفها، وتوسيع القساطل التي تُستعمل لنقلها، وغيرها من الأمور".

وختم:"ما يُعمَل عليه في لبنان حالياً، بالتعاون مع جهات أوروبية وبعض المنظّمات، هو تحديد ما لدينا من نقاط ضعف، تمهيداً لوضع آليات تمكّننا من مواكبة التغيّر المناخي. وهذا يجب أن يترافق مع ضرورة نشر الوعي بين الناس، حتى يُحسنوا تجهيز أنفسهم جيّداً لكل الاحتمالات بشكل صحيح. فوزارات الطاقة، والبيئة، والأشغال العامة والنقل، تدرس الكثير من الأمور لمواجهة النّقص بكميات المياه، ولتغذية المياه الجوفية بطُرُق طبيعية، ولترشيد استهلاك المياه منزلياً وفي مجال الزراعة، وذلك لتوفير أكبر كميّة مُمكنة من المياه، وللتأقلُم مع الحاجات من دون سقوط بعجز كبير".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار