التكنولوجيا تقترب من ابتلاع الإنسان واللبناني سيكون أوّل الهابطين في "الهاوية"... | أخبار اليوم

التكنولوجيا تقترب من ابتلاع الإنسان واللبناني سيكون أوّل الهابطين في "الهاوية"...

انطون الفتى | الجمعة 23 يونيو 2023

البزري: لإنشاء خليّة عمل تنظر في تلك الأمور وتحضّرنا لها

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن توفير الكثير من الوقت، وعن تسهيل حياة الناس على مستويات عدّة، إلا أن عصر التكنولوجيا يُصبح أشدّ تعقيداً، وبطريقة ستنعكس على صحة الإنسان النفسية والجسدية معاً.

 

 

اهتزازات

فالإنسان العالمي لا يزال يستعمل التكنولوجيا من الخارج حالياً، أي انه قد يستعملها أو لا يفعل ذلك، كما يريد، وفي الوقت الذي يريده. وقد يستخدمها لـ 20 ساعة في اليوم (مثلاً)، أو لـ 7 ساعات فقط (مثلاً). ولكن العصر الآتي هو زمن دخول الإنسان في التكنولوجيا، الى درجة احتمالات الوصول الى اليوم الذي ستستعمله هي فيه، وليس العكس، مع ما لذلك من فواتير صحيّة هائلة على صحته (أمراض ومشاكل العيون، المشاكل العصبيّة، مشاكل الدماغ، اضطرابات النّوم، الكوابيس الليلية، خسارة المزيد من القدرات التحليلية والإدراكية...) كفاتورة طبيعية للعَيْش ضمن أمواج وذبذبات كهربائية وغير كهربائية، تسبّب ما تسبّبه من اهتزازات في الأنفس والأجساد.

 

مشاكل جديدة

رأى النائب الدكتور عبد الرحمن البزري أنه "لا يمكن لأحد أن يقف بوجه التطوّر التكنولوجي الذي فرض ذاته على الإنسانية نتيجة احتياجات معينة. فالتكنولوجيا تفرض نفسها ليس على مستوى تسهيل حياة الناس فقط، بل هي أصبحت بمستوى تجارة كبرى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التكنولوجيا تؤثّر في تخفيض حركة الناس من الناحية البدنيّة. وهي ستنعكس على التعليم أيضاً، لأن التعليم الجديد لا يقوم على كمية ما يحفظه الطالب من معلومات، بل على تمكينه من الوصول الى المعلومة بنفسه، مع النجاح في حُسن الاختيار بين واحدة وأخرى بحسب حاجاته. ولهذا الأمر نتائجه، فعلينا أن نتوقّع ظهور مشاكل وأمراض جديدة، ستُترجم نفسها داخل المجتمعات المتطورة أولاً، وهي مرتبطة بالزيادة في قلّة الحركة، وبالواقع النفسي الذي تلقيه التكنولوجيا على الإنسان".

 

 

خليّة عمل

وأشار البزري الى "أننا نعاني في لبنان من مشكلة تأمين الأساسيات كالمياه، والخبز، والدواء، والمازوت، والكهرباء، والسلامة العامة للطُّرُق، وغيرها. ولكن عندما يستقرّ الوضع السياسي وتنتقل الدولة الى مرحلة جديدة، يجب إنشاء خليّة عمل تنظر في تلك الأمور وتحضّرنا لها".

وأضاف:"لبنان معنيّ بهذا التطوّر لأسباب عدّة، منها أن العنصر البشري فيه متقدّم، وهو ثروة يتوجّب حمايتها من التأثير السلبي للتكنولوجيا على مستقبلها. كما يجب أن نكون متقدّمين بالدراسات التكنولوجيّة، وبإنتاجها، وبتقدير ضررها، لنتمكّن من النجاح في تسويق خدماتنا الى العالم بطريقة صحيحة مستقبلاً. فاقتصاد ما بعد (الاقتصاد) الصناعي هو (الاقتصاد) الخدماتي، الذي صار يُشغَّل بكبسة زرّ واحدة، من مكان واحد. وبالتالي، يجب أن نتحضّر بشكل صحيح".

 

قواعد تنظيم

وشدّد البزري على أن "الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه على كل الاختصاصات، بما فيها الطب. ولكن الأخطر من الـ A.I، أي الذكاء الاصطناعي، هو الـ AGI، أي الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع أن يولّد الذكاء الاصطناعي بنفسه. وبالتالي، لا بدّ من بعض الضوابط المُلزِمَة في هذا الإطار".

وتابع:"في مجال الأمراض الجرثومية مثلاً، كانوا يحتاجون في الماضي الى معدّل أربع سنوات تقريباً لإيجاد خلطة كيميائية تعالج نوعيّة معيّنة من الميكروبات الخطيرة. بينما اليوم، وبواسطة الذكاء الاصطناعي، فإنه بات بالإمكان توقُّع أدوية جديدة لمعالجة البكتيريا المضادة للمضادات الحيوية، بسرعة أكبر، وبشكل يختصر الوقت والكلفة. وهو ما يعني أنه إذا أحسنّا إدارة الذكاء الاصطناعي، فإننا سنتمكّن من الاستفادة منه بالطب وغيره".

وختم:"المطلوب وضع أخلاقيات للذكاء الاصطناعي، والالتزام بها. وقواعد التنظيم هذه تُدرَس حالياً في عدد من البلدان حول العالم".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار