مخاطر تهدّد روسيا لأول مرّة بعد الحرب العالمية الثانية فهل تتخلّى عن بعض أراضيها قريباً؟ | أخبار اليوم

مخاطر تهدّد روسيا لأول مرّة بعد الحرب العالمية الثانية فهل تتخلّى عن بعض أراضيها قريباً؟

انطون الفتى | الثلاثاء 27 يونيو 2023

مصدر: الجيش الروسي بات مُتعَباً وسط صعوبات لتجنيد المزيد من العناصر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

على هامش التمرّد الأخير لمجموعة "فاغنر"، تبرز مسألة شديدة الأهميّة منذ مدّة، وهي تعرُّض الأراضي الروسية لقصف خارجي شبه متكرّر، من أوكرانيا. وهذه هي المرّة الأولى التي تتعرّض فيها روسيا لهذا النوع من المخاطر الخارجية المصيرية والجديّة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

 

الأخطر

فالخضّة التي تسبّب بها زعيم "فاغنر" يفغيني بريغوجين هي أقرب الى صراع روسي - روسي، تذوّق الروس ما يشبهه عشيّة وبُعَيْد تفكّك الإتحاد السوفياتي، وما رافقه من مشاكل واضطرابات أمنية وشعبية، في عدد من جمهورياته السابقة، بين الثمانينيات والتسعينيات.

ولكن تعرُّض الأراضي الروسية لقصف خارجي، كردّ من أوكرانيا على الحرب الروسية على أراضيها، فهو أخطر ما تتذوّقه روسيا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يطال مقاطعات روسيّة عدّة، وصولاً الى العاصمة الروسية موسكو، التي باتت "تأكل السّحاسيح" بسهولة، سواء من الداخل ("فاغنر") أو من الخارج (أوكرانيا).

 

 

مفاوضات؟

وبالتالي، تنتقل الحرب أكثر فأكثر من أوكرانيا الى الأراضي الروسية، بما يهدّد بحصول مزيد من الخضّات الشعبية في روسيا، مستقبلاً.

فهل ينقلب السّحر الروسي على ساحر الكرملين؟ وهل يقترب موعد تغيير التوصيف العلمي لما يجري، من حرب روسيا على أوكرانيا، الى حرب بين روسيا وأوكرانيا، بعدما نجحت الثانية في كَسْر هيبة الأولى؟ وهل يقترب اليوم الذي قد تُضطّر فيه روسيا للتفاوُض على أراضيها الذاتية، في أي مفاوضات سلام لإنهاء حربها (روسيا) على الأراضي الأوكرانية؟

 

الى موسكو...

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "ما حصل في روسيا مؤخّراً بين "فاغنر" والسلطة الروسية، يعود في أسبابه الحقيقية الى وجود مرجعيّتَيْن عسكريّتَيْن هناك، هما مجموعة مسلّحة أي "فاغنر" من جهة، ووزارة الدفاع الروسية، من جهة أخرى، منذ مدّة لا بأس بها. وهذه ازدواجية غير سليمة في أي مكان".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الجيش الروسي مُتضايِق من النتائج التي تحقّقها عناصر مجموعة "فاغنر" في أوكرانيا، وذلك بعدما فشل هو (الجيش الروسي) في أكثر من منطقة هناك، لا سيّما في معركة باخموت التي حسمتها هي ("فاغنر"). وما ان حصل ذلك، حتى زادت قوّة تلك المجموعة، وتضاعفت قدراتها العسكرية، وعدد الآليات الثّقيلة التي تمتلكها، وهو ما دفع الجيش الروسي الى قصف مواقعها أكثر من مرّة مؤخّراً، داخل الأراضي الأوكرانية. فوصلت الحالة ببريغوجين الى حدّ الإعلان عن الزّحف الى موسكو".

 

معارك مستمرّة

ولفت المصدر الى أن "الصّراع بين مجموعة "فاغنر" والجيش الروسي، يشبه الحرب التي تدور في السودان بين الجيش وقوات "الدّعم السريع" هناك. وهو صراع على موارد، وخيرات، وثروات أيضاً، وليس على قوّة عسكرية حصراً".

وأضاف:"فاغنر" بالنّسبة الى روسيا، هي مثل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة العربية. فحيث تحتاجها طهران، توجّهها. وهو ما تعتمده موسكو أيضاً مع مجموعة بريغوجين. وهذا عمل تمتزج فيه المشاريع السياسية والعسكرية، بالمنافع المالية والاقتصادية".

وختم:"روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة. فأراضيها شاسعة جدّاً، تتولى الشرطة الروسية أمنها على صعيد الداخل، فيما يركّز الجيش الروسي عمله على المناطق الحدودية أكثر، وعلى الملفات الكبرى، كحرب أوكرانيا مثلاً. ولكن الجيش الروسي بات مُتعَباً بسبب تلك الحرب. فالمعارك مستمرّة، وطويلة، وسط عَدَم سهولة في توفير السلاح اللازم بالكميّة والنوعية المطلوبة، وصعوبات مستمرّة على مستوى تجنيد المزيد من العناصر. وفي هذا الجوّ، تأتي الضربات الأوكرانيّة على مقاطعات عدّة في الأراضي الروسية. ولا تزال الأمور عند هذا الحدّ، حتى الساعة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار