"فاغنر" تمرّدت على بوتين فأسرعت إيران إليه وهدفها الكنوز "السوداء" الهائلة! | أخبار اليوم

"فاغنر" تمرّدت على بوتين فأسرعت إيران إليه وهدفها الكنوز "السوداء" الهائلة!

انطون الفتى | الإثنين 03 يوليو 2023

مصدر: بريغوجين فتح باب عَدَم الطاعة لبوتين في روسيا بأي يوم من الأيام

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تحمل إيران "الأوكسيجين" الذي يحتاجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه المرّة أيضاً، وتساعده في إيجاد ولو أي نوع من الحلول لهيبته الضائعة، بعد تمرّد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين عليه؟

 

نفق مُظلم

فخلال العام الفائت، ورغم التقدّم الروسي "بين مدّ وجَزْر" في عدد من المناطق الأوكرانية، بعد الفشل في إسقاط كييف، دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا نفقاً مُظلِماً. ولكن إيران أحسنت في لعب دور "حامل المصباح" فيه (النّفق المُظلِم) لبوتين.

فهي جنّدت "حرسها الثوري" لمساعدة الجيش الروسي بأشكال عدّة، وزوّدت موسكو بمسيّرات وأسلحة وذخائر، و"هندَسَت" خطّة ضرب البنى التحتية الخاصّة بالطاقة في أوكرانيا، بحثاً عن شتاء قارس يدفع كييف الى الاستسلام، والى فشل حلف "الناتو" في مواجهته مع روسيا، وهو ما كان (لو حصل) سيسمح لطهران بإمساك موسكو والكرملين بالكامل بحجة أن "الفضل لي" في الانتصار، وبفرض (إيران) نفسها كقوّة دولية على حدود "الأطلسي" في ضفّته الشرقية، أي أوكرانيا.

 

"فاغنر"

ولكن تحقيق هذا الهدف فشل. فأوكرانيا لم تسقط، وشعبها رفض الاستسلام للصّقيع والبرد والظلام، رفم فقدانه الكهرباء، والمياه الساخنة. وها هي إيران مستمرّة بتزويد روسيا بالمسيّرات والأسلحة، وقد تستمرّ على تلك الحالة لمدّة قد لا تكون قصيرة تماماً. ولكن شهيّتها باتت مفتوحة على شيء ما، بعد الخلاف الكبير بين الكرملين ومجموعة "فاغنر"، صاحبة الاقتصاد الهائل، والأسود، وغير الشرعي، والتي لا يُمكن "تصفيتها" من دون خطة معيّنة تسمح لمشغّلها الروسي بالاحتفاظ بمليارات الدولارات شهرياً. وهي المليارات التي قد يتقاسمها بوتين مع إيران و"حرسها الثوري" مستقبلاً، بحسب بعض المراقبين.

 

 

"خلطة"

يؤكد خبراء أنه بمعزل عمّا إذا كانت كل الزيارات (سنذكرها في الأسطر اللاحقة) مُحضَّرَة قبل الأحداث التي افتعلها بريغوجين، أو لا، إلا أنه لا يُمكن المرور سريعاً من أمام الزيارات الأمنية الإيرانية التي شهدتها روسيا، بعد أيام قليلة من انفجار الخلاف مع "فاغنر".

فسكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، استقبل رئيس الأركان العامة الإيراني اللواء محمد باقري، بعد ثلاثة أيام من تمرّد "فاغنر"، وبَدْء الحديث عن مستقبل المليارات التي يجنيها الكرملين منها.

وباتروشيف هذا نفسه، استقبل قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد أحمد رضا رادان، بعد أربعة أيام من المشاكل الروسية مع "فاغنر"، وذلك للتوقيع على اتفاقية تعاون في مجال إنفاذ القانون، والتعرّف الى قدرات روسيا في مكافحة الجريمة المنظمة. وأجرى رادان محادثات مع قيادات في وزارة الداخلية الروسية، وجهاز الأمن الفيدرالي، والحرس الوطني الروسي.

وهذه المحادثات الأمنية الإيرانية في روسيا، بُعَيْد اهتزاز أمبراطورية الاقتصاد الروسي الأسود وغير الشرعي، النّاتج عن أنشطة "فاغنر"، قد تعني الكثير، وقد تؤدي الى الكثير، على مستوى "خلطة" إيرانية جديدة لـ "الوَجَع" الروسي، بما سيوفّر موارد هائلة للجانبَيْن مستقبلاً، بالإضافة الى انخراط إيراني أكبر في المواجهة الروسية مع "الناتو" والغرب، في أوكرانيا والعالم.

 

 

غير واضحة

أشار مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "ما هو معلوم في العَلَن حتى الساعة، هو أن قسماً من مُقاتلي "فاغنر" وبريغوجين انتقلوا الى بيلاروسيا، وأن من تبقّى منهم في روسيا باتوا مُلحقين بالدولة الروسيّة 100 في المئة، وأن الناشطين منهم في سوريا وأفريقيا وأماكن أخرى، صاروا تحت سلطة القوات العسكرية الروسية. ولكن الجانب الأساسي من الموضوع، هو أن هناك بعض الأشياء غير واضحة، لا سيّما أن عناصر "فاغنر" موزّعة على بلدان كثيرة، وتدير موارد هائلة، ولا يُمكن البتّ بمستقبلها بالسهولة المُفتَرَضَة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بريغوجين انتقل الى بيلاروسيا تحت ستار تدريبه وحدات في الجيش البيلاروسي، والعمل مع الرئيس ألكسندر لوكاتشينكو. ولكن هذا قد يكون مقدّمة لقتله. فمن يعرف بوتين يُدرك أنه سيقتل زعيم "فاغنر" في النهاية، حفظاً لهيبته (بوتين). ولكنه سينتظر ريثما ينسى الجميع مفاعيل التمرّد، قليلاً".

 

 

عَدَم طاعة

وشدّد المصدر على أن "التعاون بين "الحرس الثوري" الإيراني وروسيا سيزداد بسبب ضعف بوتين. فالإيرانيون يعرفون كيف "يقطفون" ثمار اللّحظة دائماً، وهم سيستفيدون من ضعف الرئيس الروسي المتزايد، للسيطرة عليه أكثر. ولكن نتائج ذلك لن تظهر قريباً، لا سيّما أن الأمور غير واضحة تماماً داخل السلطة الروسية".

وختم:"انقلاب بريغوجين على بوتين، تسبّب بشرخ كبير داخل البنيان السياسي والعسكري للأخير. وتصحيح هذا الشرخ ما عاد مُمكناً تماماً. فمستقبل بوتين ليس جيّداً، وهو في طريق السقوط، مهما عمّق علاقاته بإيران أو بغيرها. ولا خوف كبيراً منه حتى ولو ازداد عنفه، لأن بريغوجين فتح باب عَدَم الطاعة السّهل له (بوتين) ولأوامره في روسيا، سياسياً وعسكرياً، في أي يوم من الأيام مستقبلاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار