أميركا في عيدها الـ 247... لغزٌ سيسقط يوماً ولن يسقط فهل تُصبح بريطانيا 2؟؟؟... | أخبار اليوم

أميركا في عيدها الـ 247... لغزٌ سيسقط يوماً ولن يسقط فهل تُصبح بريطانيا 2؟؟؟...

انطون الفتى | الأربعاء 05 يوليو 2023

مصدر: لن تخسر زعامتها لتنتقل الى "اللا شيء" ولا الى مركز مُتراجع جدّاً سريعاً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي لغزٌ قائم بذاته، إسمه الولايات المتحدة الأميركية، التي تطرح معظم شعوب الأرض أسئلة يومية حول مستقبلها، بعد عقود من تربّعها على عرش الزعامة العالمية.

 

"ورثت" العالم

فزعامة الولايات المتحدة الدولية تكرّست بشكل أساسي خلال الحرب العالمية الثانية، وبعدها. ولكن تاريخ تلك الدولة لم يبدأ خلال تلك الحرب، ولا عناصر وعوامل قوّتها محصورة بمرحلة ما بعد عام 1945. فأميركا هي الدولة التي احتفلت هذا العام بعيدها الوطني الـ 247، وهي الدولة التي "ورثت" العالم عن أمبراطوريات استعمارية عدّة، هيمنت عليه قبل قرون.

ولكن في الولايات المتحدة الأميركية يمكنك أن تجد كل شيء تقريباً، أي كل أجناس البشر، وأنواعهم، وأفكارهم، وتياراتهم، وإيديولوجياتهم... وحتى إن الحرية هناك قد تسمح لك بانتقاد أيٍّ كان، وبالتحرّك كما تريد، شرط أن لا تتورّط بدماء الأميركيين.

 

ثقة بالنّفس

ولكن "سحر أميركا" العالمي قد لا يدوم طويلاً بَعْد. فالصين قوّة مُنافِسَة شرِسَة لها، بإطار إيديولوجي مختلف، يطرح تحدّيات جديدة. فصين اليوم، هي صين شيوعية، وصين "نيو" ستار حديدي، وصين الحرص على مراقبة كل شيء، ولكنّها في الوقت نفسه صين "انفتاح" على الأسواق والمصارف الدولية، أي على "عالم أميركا" الذي كرّس قوّة واشنطن، بعد الحرب العالمية الثانية.

وصحيح أن الولايات المتحدة الأميركية تتمتّع بقدرة تأثير في كل البلدان تقريباً، سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، ومن دون الاضطرار لإنزال جيوش على الأرض في أحيان كثيرة، إلا أن الصين باتت عملاقاً جديداً يلحق بأميركا بثبات، وبثقة كبيرة بالنّفس.

فبكين تعزّز نفوذها العالمي، لا سيّما عبر اجتذات بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة، إليها، بأشكال مختلفة، ولأسباب عدّة، ومنها فرنسا التي تجد في العلاقة مع العملاق الآسيوي مصلحة فرنسية - أوروبية، خصوصاً أن النموّ الصيني يسبق نظيرة الأميركي، بحسب "البنك الدولي".

 

أي نموذج؟

أمر آخر قد يسمح للصين بالإطاحة بأميركا عن عرش العالم، بسهولة، وهو سيطرة بكين على أسواق معادن تُستعمَل في صناعة سلع استراتيجية، كأشباه الموصلات، وأجهزة الاتصالات، والإلكترونيات، والمعدّات العسكرية، والبطاريات، والألواح الشمسية، وغيرها من المعدّات التي ستدور حولها النزاعات الاستراتيجية الدولية، خلال العقود القادمة.

هذا الى جانب أن الصين تتطوّر بسرعة في مجالات "الذكاء الاصطناعي"، وعلم "الجينوم"، وصولاً الى حدّ تحذير بعض الخبراء من سعيها للسيطرة على سلاسل التوريد الخاصّة ليس فقط بكلّ ما يتعلّق بالتكنولوجيا، بل بالصحة، والأدوية، والغذاء، وغيرها من الأساسيات لشعوب الأرض.

فأي نموذج ينتظر أميركا بعد سيطرة الصين على العالم؟ وهل ستكون الولايات المتحدة، بريطانيا 2 مثلاً، في تلك الحالة، أي دولة قوية دولياً، ولكن بتأثير مُتراجِع كثيراً؟ أو وفق النموذج الفرنسي مثلاً، الذي هو أشدّ ضعفاً من نظيره البريطاني، بكثير، وبماضٍ استعماري لا يُستهان به؟

 

المرتبة 2

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "أميركا لن ترث النموذج البريطاني، ولا ذاك الفرنسي، عندما ستُصبح الصين القوة الدولية رقم 1، خلال العقود القليلة القادمة ربما. ففي تلك الحالة، ستنتقل الولايات المتحدة الأميركية الى القوّة الدولية رقم 2، ولن تخسر زعامتها لتنتقل الى "اللا شيء"، ولا الى مركز مُتراجع جدّاً، سريعاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الولايات المتحدة تتقدّم على الصين بالتكنولوجيا، وبالجيش، وبقواعدها العسكرية المنتشرة حول العالم، كما بمجال الفضاء، والدولار الأميركي. فالعملة الأميركية لا تزال حتى الساعة، مُتداوَلَة في أكثر من نصف التجارة العالمية. وهذه أمور لا تتغيّر بسهولة. وبالتالي، يمكن للصين أن تصبح في المرتبة الأولى عالمياً، ولكن تبقى المرتبة الثانية لأميركا، وهذا لن يكون نهاية لها".

وختم:"قد تكون الولايات المتحدة ارتكبت بعض الأخطاء في بعض مناطق العالم، وهو ما سمح للصين بالتمدُّد الاقتصادي إليها. فعلى سبيل المثال، يُمكن لابتعاد دول الخليج عن واشنطن، سواء في سياسة النّفط، أو بأمور كثيرة أخرى غيره، أن يُساهم بتراجع قوّة أميركا العالمية، وقوّة دولارها. ولكن الخليج ليس قوّة ضاربة، ولا قوّة ثقل دولي بالمعنى الدّقيق. وبالتالي، هو يؤثّر على مصالح واشنطن طبعاً، ولكنّه ليس عاملاً حاسماً بشكل فعلي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار