هروب جماعي من عيادات الأمراض النفسية الى القصر الرئاسي فمن يتحرّك سريعاً؟؟؟... | أخبار اليوم

هروب جماعي من عيادات الأمراض النفسية الى القصر الرئاسي فمن يتحرّك سريعاً؟؟؟...

انطون الفتى | الخميس 06 يوليو 2023

مصدر: يسمحون لشعوبهم بالطعام والشراب والعموميات فقط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

المشكلة لا تقتصر على قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين. وبمعزل عمّا إذا كانت "اكتشافات" أجهزة الأمن الروسية بقصره في سان بطرسبرغ صحيحة، أو لا، إلا أن بريغوجين ليس سوى صورة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعن الديكتاتوريين، وعن ديكتاتوريات "الكوكتيل" التي تتلوّن في المجتمعات الشرقية عموماً، حيث التخلُّف الفكري الشديد، حتى في تلك (المجتمعات) الشرقيّة الغنيّة بالمال.

 

صور غريبة

فنتائج مداهمة قصره، بحسب الرواية الروسية، أسفرت عن اكتشاف مقتنيات غريبة، منها خزانة كبيرة تحوي الكثير من الشعر المستعار بأشكال وألوان مختلفة، فضلاً عن رؤوس مقطوعة تمثّل أعداء زعيم "فاغنر"، بالإضافة الى تمساح محشو، وجوازات سفر بأسماء مستعارة، مخابئ ضخمة للأسلحة، سبائك ذهب، كميات هائلة من الأموال، تحف فنيّة، صور غريبة يظهر فيها (بريغوجين) متنكّراً بأشكال مختلفة. وبموازاة ما سبق ذكره، تمّ الكشف عن مكان مخصّص للصلاة في قصره، مكتظّ بإيقونات دينية.

 

 

دوائر القرار

وبمعزل عمّا إذا كانت كل تلك المقتنيات صحيحة، أو لا، إذ تعتمد الدعاية الإعلامية الروسية في كثير من الأحيان على لقطات درامية، في بثّ المداهمات الأمنية والمؤامرات الإرهابية التي يتمّ إحباطها، إلا أن ما حُكِيَ عنه من موجودات بشكل رسمي، يدلّ على من يحكم الكثير من الشعوب حول العالم، لا سيّما في عالمنا الشرقي، حيث الحاكم الديكتاتور المريض نفسيّاً، والمُنحرِف، والمُجرِم، والمهووس جنسياً، والذي يتأرجح "في ظلماته" بين سلوكيات جنسية سريّة مُنحرِفَة، تفضحه في العلن بإجرامه العلني، وبدمويّته العلنيّة، أو بـ "بَهْوَرَة" المال والأعمال والاستثمارات، والازدهار، والمشاريع، والرياضة، والتطوّر، والحداثة الزائفة، وهي ديكتاتورية أموال تشتري تقارير "تمسيح الجوخ" و"غسل خطايا" الحاكم "المُظفَّر"، لا سيّما إذا كان مُجرِماً يريد التعتيم على إجرامه، فيُسرِع الى استراتيجيّة "استعراض المال"، كبديل من استعراض المدن الصاروخية، تحت أو فوق الأرض، و(استعراض) المسيّرات، والأسلحة، وذلك عندما يكون ضعيفاً في الجانب الأمني والعسكري.

ومعظم هؤلاء يهتمّون بصورة دينيّة معيّنة لهم، فيعوّضون عن انحرافاتهم الجنسية والإجراميّة والأخلاقية، بمشاهد الصلاة، وبالحديث عن الأديان، وبإظهار التقوى والوَرَع، عندما يحين موعد خداع الذات والناس بالـ Surmoi، والتنصُّل من الـ ça.

هؤلاء، موقعهم الطبيعي يجب أن يكون في مستشفيات علاج الأمراض العصبية، وفي عيادات معالجة الأمراض النفسية، وليس في قصور الحكم، ولا في دوائر القرار.

 

 

قبضة حديدية

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "بريغوجين ما كان تمكّن من تجنيد مجموعة مُقاتِلَة من المرتزقة، تحتاج الى تكاليف بمليارات الدولارات سنوياً، ومستعدّة للانتحار في سبيل تحقيق أهداف عسكرية، لولا كان قادراً على إغرائهم بالمال الكثير. ولذلك، من الطبيعي أن يكون لديه الكثير من المال والذهب في قصره، خصوصاً أن مجموعته تنهب ذهب أفريقيا منذ سنوات".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "قائد "فاغنر" ينتمي للتوجّه نفسه الذي لدى الرئيس الروسي. فبوتين آتٍ من عالم الاستخبارات الشيوعية، أي القبضة الحديدية، وهو الزّعيم الذي استولى على السلطة في روسيا، والذي تخلّى عن الرئاسة في فترة محدودة لصالح الرئيس السابق دمتري ميدفيديف، وذلك قبل أن يسيطر (بوتين) على الرئاسة الروسية من جديد، مع تعديلات دستورية تسمح له بالاستمرار في الحكم. وهذه نزعة سلطوية وديكتاتورية".

 

 

الشعوب

وشدّد المصدر على أن "لا مجال للمقارنة بين الديكتاتورية، وبين الديموقراطية المنتشرة في أوروبا والدول الغربية، التي تحترم شعوبها، وتغيّر الإدارة الحاكمة فيها خلال سنوات قليلة".

وأضاف:"الديكتاتورية موجودة لدى بعض السياسيين في لبنان أيضاً، وخطورتها لا تُقاس، إذ إنها مفتوحة وواسعة. ومن الأفضل أن تتخلّص الشعوب من الديكتاتوريين إذا وجدت الى ذلك سبيلاً، لأنهم يبتزّون شعوبهم، ويُمسكون بتحرّكاتها، ويسمحون لها بالطعام والشراب والعموميات فقط، مقابل عَدَم مطالبتها بالحرية والتغيير الحقيقي، وذلك تحت طائلة الموت، أو الهجرة".

وختم:"لا حلّ سهلاً لمثل هذا النوع من المشاكل في كل البلدان الديكتاتورية، إذا لم تتوفّر الشعوب التي تفرض التغيير السليم. والمثال الأبرز على ذلك، هو في لبنان، حيث ضاعت أموال ومدخّرات ومستقبل الناس، وحيث تقتصر بعض التحرّكات الاحتجاجية الشعبية على ما لا يتجاوز العشرات فقط، وذلك بدلاً من الحضور المليوني في مثل تلك الاحتجاجات، لفرض التغيير، وتصحيح الأوضاع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار