الدول النّفطية تتسابق لـ "أكل" بعضها وتتنازع على صحونها فهل تنفجر الأسواق؟ | أخبار اليوم

الدول النّفطية تتسابق لـ "أكل" بعضها وتتنازع على صحونها فهل تنفجر الأسواق؟

انطون الفتى | الجمعة 07 يوليو 2023

سكاف: ضغط كبير ومنافسة شديدة في الأسواق سواء في أوروبا أو آسيا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا يحصل في سوق النّفط، وبين "أبناء" المصلحة الواحدة.

فبينما تعلن روسيا والسعودية، بين شهر وآخر عن مزيد من التخفيضات في إنتاج النّفط، بهدف زيادة الأسعار (الحجّة المُعلَنَة هي تحقيق الاستقرار في السوق)، ترشح معلومات عن خلافات بين موسكو والرياض داخل "أوبك بلس"، لأن روسيا لا تلتزم بالتخفيضات المُعلَنَة، بل تزيد كميات إنتاجها سرّاً نظراً لحاجتها الى موارد تدعم حربها على أوكرانيا.

 

مفاتيح النّفط

وفيما تُعلن السعودية عن دوافع ضرورية لتخفيض الإنتاج، تُعلن إيران من جهتها عن خطط لزيادة إنتاجها، وعن تطوير وإصلاح وصيانة مصافي النفط لديها، لتحقيق هذا الهدف، وهي تُغرق الأسواق العالمية بالنّفط الرخيص، جنباً الى جنب المجهود السعودي لرفع الأسعار.

وبالتوازي مع إصرار السعودية على إظهار أنها "مالكة" مفاتيح النّفط حول العالم، تزداد المنافسة لها، روسيّاً، وإيرانيّاً، ومن مصادر أخرى، في الأسواق الآسيوية، التي باتت تبحث عن البديل النفطي السعودي وتجده في روسيا وإيران (خصوصاً الصين)، وذلك رغبةً بالحصول على تخفيضات إضافية في الأسعار.

وجنباً الى جنب إظهار السعودية وحدة الدول المُنتجة للنّفط، تبرز بعض الأصوات العراقية التي تتحدّث عن أن حقل "الدرة" في الخليج هو حقل عراقي في الأساس، وليس سعودياً - كويتياً، وهو ما يشظّي الخلافات حوله، ويجعلها كويتية - سعودية من جهة، وإيرانية وعراقية من جهة أخرى، وسط أصوات سعودية مُعارِضَة، تقول إن الرياض أقحمت الكويت كواجهة للمطالبة بهذا الحقل، بشكل مشترك مع السعودية، وذلك نظراً لعَدَم قدرة الأخيرة على مواجهة إيران.

 

 

العقوبات الغربية

أشار الخبير في شؤون النفط والغاز الدكتور شربل سكاف الى أن "النفط الروسي يتدفّق الى الأسواق بطريقة غير مباشرة. فبعدما كان الروس يبيعون نفطهم في الأسواق العالمية مباشرة، تحوّلوا بعد العقوبات الغربية الى بيعه بطريقة التفافية، وبشكل أساسي للهند التي تصدّره الى الأوروبيين والأسواق العالمية من جديد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "دولاً أخرى تلعب أيضاً دور الوسيط، وليس الهند وحدها، ومنها بعض دول الخليج، وهو ما أثّر على أسعار النفط. فالاضطرار للمرور بوسطاء، يُجبر على كسر الأسعار. كما أن الوسيط يريد هو نفسه أن يستفيد، خصوصاً أنه يتحمّل التبعات الجيوسياسية لهكذا سلوك".

 

منافسة شديدة

وذكّر سكاف بأن "الاقتصاد العالمي ما عاد قادراً على تحمُّل أسعار نفط مرتفعة، بعد أزمة التضخّم وارتفاع الأسعار التي تبعت أزمة "كوفيد - 19"، واستمرار الحرب في أوكرانيا. وهذه الديناميات كلّها موجودة داخل "أوبك بلاس"، وهي تنعكس على السياسة النفطية، وتزيد من التضارب في المصالح. وهنا، لا يجب أن نغفل عن أن الإيرانيين هم بمسار تفاوضي مع الأميركيين حالياً، وبهامش زمني ضيّق، إذ ترغب الإدارة الأميركية "الديموقراطية" الحالية بإبرام اتّفاق نووي مع طهران قبل الدّخول الفعلي في زمن الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني عام 2024. وهو وقت لم يَعُد بعيداً تماماً".

وأضاف:"انزعجت إيران من روسيا في مكان ما، بعدما بات نفط تلك الأخيرة يزاحم النّفط الإيراني في السوق السوداء. فإيران كانت تبيع نفطها في السوق السوداء قبل العقوبات الغربية على موسكو، بشكل أسرع. وصار النفط الروسي ينافس الإيراني، بسبب اضطرار الروس للالتفاق على العقوبات الغربية، وذلك بالدّخول الى السوق السوداء. وهذا يعني أنه بات لدى إيران قوّة أكبر منها، تأكل من صحنها نفسه في السوق السوداء".

وختم:"نتائج تلك الحالة رهيبة، وهي تؤثّر على القرارات النّفطية الرسمية، وتتسبّب بضغط كبير ومنافسة شديدة بين الدول النّفطية في الأسواق، سواء في أوروبا أو آسيا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار