"كونترا" جديد... تغيير النّظام أولاً قبل البحث بأي خطوة فعّالة... | أخبار اليوم

"كونترا" جديد... تغيير النّظام أولاً قبل البحث بأي خطوة فعّالة...

انطون الفتى | الثلاثاء 11 يوليو 2023

جبور: الاتّفاق الذي مرّ عليه 34 عاماً من دون أن يُطبَّق يعني أنه فشل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

"كونترا" جديد بين اللبناني والسلطة التي تحكمه في لبنان، بعدما زال كل "قديم" في البلد، من الناحية العملية. "كونترا" جديد، لظروف اقتصادية، ومعيشية، وحياتية، وسياسية، وشعبية... جديدة، يجب أن تُقلِع بلبنان "جديد"، ومُتناسق مع المتغيّرات العالمية.

 

الثمانينيات

هذا هو أدنى ما يتوجّب البحث به وعنه، بدلاً من محاولة إنعاش حقبات انتهت. فبمعزل عمّن هو مع تطبيق اتّفاق "الطائف"، ومع من هو ضدّ هذا الاتّفاق من أساسه، إلا أنه لن يكون ناجحاً من الناحية العلمية الحديث عن تطبيقه اليوم، لأن ذلك يعني العودة بنا الى حقبة الثمانينيات بحدّ أدنى، وهو زمن انتهى، وتغيّرت ظروفه المحليّة والإقليمية والدولية بنسبة 360 درجة، لا 180 درجة فقط.

 

"قديم"

فلبنان يحتاج الى دستور جديد، والى ما هو أوسع من ذلك بكثير أيضاً، أي الى "كونترا" جديد بين "شعوبه" الكثيرة، وسلطة حاكمة جديدة فيه، قادرة على مواكبة ما يحصل في العالم، وذلك بعدما تضاعفت الأعباء "الانهيارية" الناجمة عن السلطات السياسية والحزبية التي لا تزال تحكمه حتى الساعة، بـ "القديم".

 

"الطائف"

شدّد العضو المؤسّس في تجمُّع "إتّحاديون" جورج جبور على أن "لا شيء في العالم لا يتطوّر. فنحن في عالم متحرّك، يتطوّر فيه كل شيء بشكل دائم. والحديث عن أنه لا يمكن المساس باتّفاق "الطائف" هو مخالف لطبيعة الحياة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اتّفاق "الطائف" لم يُطبَّق منذ نحو 34 عاماً، باعتراف الجميع، وحتى القوى التي تدعمه. ولكن 34 عاماً، هي بمقدار نصف عمر إنسان تقريباً، من حيث المبدأ. والاتّفاق الذي مرّ عليه 34 عاماً من دون أن يُطبَّق، يعني أنه فشل. وحتى القول إن الدستور مُعلَّق منذ سنة 1969، أي منذ 54 عاماً، فهو يعني أن هذا الدستور ما عاد صالحاً للتطبيق، اليوم".

 

وجه لبنان

ولفت جبور الى أنه "لا يمكن التعويل على دستور وُضِعَ لسلطة مركزية، في رقعة جغرافية تحوي شعباً متعدّداً على مستويات عدّة، بل يجب وضع دستور على قياس الشعب الموجود في الواقع".

وأضاف:"لا يمكن لأحد أن يفرض على المسيحي أن يقبل بوجه لبنان الذي يريده الشيعي، أو السُنّي، أو الدرزي، للبلد. كما لا يُمكن لأحد أن يفرض على الشيعي، والسُنّي، والدرزي، الوجه الذي يريده المسيحي للبنان. هذا الى جانب أننا شعب لديه مفاهيم مختلفة جذرياً عمّن هو الصديق، والعدوّ، والحليف، والبطل القومي. والحديث عن مواطنة في لبنان، في ظلّ هذا الجوّ، هو مجرّد كذبة".

 

خطوة فعّالة

وأوضح جبور:"لا مواطنة حقيقية من دون مشروع مشترك، وحليف مشترك، وعدوّ مشترك، وإلا لا يكون هناك رؤية واحدة. بينما مفهوم الشهادة مثلاً، ليس واحداً في لبنان، حيث يمكن لمن ماتوا في اقتتالات داخلية، أي بين سكان البلد الواحد، أن يُصنَّفوا كشهداء ماتوا دفاعاً عن لبنان. هذا الى جانب أن معنى وادي قنوبين لا قيمة له لدى سكان وادي الحُجَيْر مثلاً، أو الهرمل، أو طرابلس، والعكس صحيح أيضاً. وبالتالي، الى متى يمكن الاستمرار بالكذب؟".

وختم:"بقاء النظام الحالي بما هو عليه، مصلحة للأحزاب المُسَيطِرَة على السلطة في لبنان. فلا حلّ فعلياً إلا بتغيير النظام، ومن يقول ترشّحوا للانتخابات وادخلوا البرلمان لتغيّروا، هو ذاك الذي يدعو الى الفشل بذاته، إذ يتوجّب أن يتغيّر النّظام أولاً، قبل البحث بأي خطوة سياسية فعّالة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار