جيلٌ سوري يُتقن "اللبنانية" أكثر من اللبنانيين الذين يتربّون "فرانكوفونيّاً" و"أنغلوفونيّاً"!... | أخبار اليوم

جيلٌ سوري يُتقن "اللبنانية" أكثر من اللبنانيين الذين يتربّون "فرانكوفونيّاً" و"أنغلوفونيّاً"!...

انطون الفتى | الأربعاء 12 يوليو 2023

مصدر: ليجلس المسيحيون وليتحدّثوا عن مخاوفهم بصراحة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يمضي التنسيق العربي مع سوريا حول ملفات اللّجوء، والحلّ السياسي، وإعادة الإعمار، في طريق، فيما تُشير الحقائق الملموسة في الواقع الى أن تلك الملفات موجودة في طريق آخر.

 

جيل سوري

فبين من يريد للتنسيق مع سوريا أن يُعيد دمشق الى الساحات العربية من جديد، والى إظهار أنها استعادت عافيتها كدولة ذات شأن، و(بين) من يعتقد أن عودته هو الى سوريا ستُمكّنه من أن يُصبح حاكماً لكل المنطقة، بتفاهمات الوعود المالية، يغيب عن التصريحات العلنية أي موقف صريح، يُفيد بمُطالبة النظام السوري بتقديم رؤية واضحة حول مستقبل الجيل السوري الذي يبلغ 11 عاماً وما دون، أي ذاك الذي وُلِدَ في لبنان، والعراق، وتركيا، والأردن، خلال الحرب السورية، وتحديداً منذ عام 2012.

ففي لبنان مثلاً، هناك الكثير من الأولاد السوريين الذين قد ينخدع اللبناني بجذورهم، والذين قد يظنّ أنهم لبنانيون إذا صادفهم في أي دكان أو محلّ، وإذا كان لا يعلم شيئاً عنهم، وذلك انطلاقاً من أن لهجتهم لبنانية بالكامل، وحتى إن بعضهم يُجيد بعض التعابير اللبنانية التي قد يعجز لفظها على بعض الأولاد اللبنانيين الذين يتربّون "فرانكوفونيّاً" أو "أنغلوفونيّاً"، في منازلهم.

 

العودة

وإذا سألت هذا الولد السوري بعض الأسئلة البديهية عن سوريا، قد تجد أنه لا يُجيد الإجابة على بعضها، في بعض الحالات، أو كأنه لا يفكّر بطريقة أنه سيعود يوماً الى هناك.

وبالاستناد الى ما سبق، ماذا في جُعبة النظام السوري من خطط، ومن تحضيرات مع جمعيات ومؤسّسات دولية، لمساعدة الدولة السورية على تعريف تلك الفئة من اللاجئين السوريين، أي فئة "جيل الحرب" الذين وُلِدوا خارج بلدهم، بجذورهم، بعدما يعودون، هذا طبعاً إذا كانت الدولة السورية تتحضّر وتحضّر لعودتهم، من الأساس؟

وما هي الخطط العربية والسورية لترميم المجتمع السوري من جديد، من حيث الهوية، والجذور، والانتماء، في مرحلة ما بعد العودة؟

 

رفض وخوف

دعا مصدر مُواكِب الى "ضرورة تفعيل بعض القوى السياسية في لبنان، لا سيّما المسيحية منها، الحديث عن مسألة الجذور والهوية بالملف السوري، خصوصاً أن لديه (لبنان) خبرات سابقة في مجال التجنيس من مُنطلقات طائفية. فالتعاطي مع اللاجئين السوريين في لبنان، لا يجب أن يكون نابعاً من النّظر الى من هو سُنّي، أو شيعي، أو علوي، أو مسيحي منهم، بل من مُنطَلَق ضرورة عودتهم كشعب سوري الى بلده".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأمور وصلت بهذا الملف الى ما نحن فيه من مشاكل يومية، بسبب تجاهُل بعض القوى اللبنانية لانعكاسات اللّجوء السوري على مستقبل لبنان، في بداية الأزمة السورية".

وختم:"المسيحيون خائفون في لبنان حالياً من أي طرح للحوار، ومن أي طاولة للحوار، وهم يرفضونه ظنّاً منهم أنهم بذلك يحمون أنفسهم من "المثالثة"، ومن تكريسها. ولكن من الأفضل لهم أن يوافقوا، وأن يجلسوا الى طاولة حوار، وأن يتحدّثوا عن مخاوفهم المرتبطة باللّجوء السوري وبمفاعيله المستقبلية، وأن يقولوا صراحةً إنهم يريدون وجهاً مسيحياً للبنان. فلا شيء يمنعهم من ذلك، ومن الحديث عن وجوب الحفاظ على وجه مسيحي للبنان، بين كل الدول العربية الإسلامية. فهذه مسألة يمكن الدخول الى أي حوار على أساسها، بدلاً من الرّفض والخوف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار