حضانة العنف... مُجسَّم صغير عن حقيقة لبنان من الطريق وصولاً الى أكبر الكراسي!... | أخبار اليوم

حضانة العنف... مُجسَّم صغير عن حقيقة لبنان من الطريق وصولاً الى أكبر الكراسي!...

انطون الفتى | الأربعاء 12 يوليو 2023

نجاة عون: إما نعمل لدولة أو نبقى على التبعيّة للزّعيم الذي يستفيد من تلك الحالة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد لا يكون الفساد، والعنف، و"الإجرام" النفسي، والمعنوي، والأخلاقي المُكتشَف مؤخّراً في إحدى حضانات الأطفال، سوى صورة مُصغَّرَة عن الحالة العامة المنتشرة في لبنان عموماً، بدءاً من "زاروب الحيّ"، مروراً بالطريق، وإشارة السّير، وما يمكن مُصادفته من قلّة أخلاق على الطُّرُق، وصولاً الى الفساد المستشري في المحال، والسوبرماركات، والمجمّعات التجارية، والوزارات، والمؤسّسات والإدارات العامة، ومجلس النواب، والرئاسات، وعلى صعيد السُّبُل المُتَّبَعَة لاتّخاذ القرارات السياسية، والاقتصادية، والمالية، والأمنية...

فهذه هي دولة العنف والتعنيف، وكل أنواع "الإجرام" الأخلاقي، لشعب فاسد هو نفسه أيضاً، ليس مُعتاداً إلا على الفساد، ولا "يرتاح" إلا به.

 

عدوّة لشعبها

أشارت النائب نجاة عون الى "أننا نشهد الآن حالة من التفكّك الكامل للدولة، وهي الحالة التي تجلّت بأوضح مظاهرها في انفجار مرفأ بيروت. فالسلامة العامة لا تنطبق على حياة الإنسان في هذا البلد، بسبب غياب الدولة. وكما أن تلك السلامة غابت في مرفأ بيروت بشكل تسبّب بسقوط نحو 230 ضحيّة، وبتشريد آلاف الناس، شاهدنا كيف غابت في الحضانة أيضاً".

ولفتت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الطريقة التي تعاطت بها هذه المنظومة مع انفجار 4 آب 2020، هي نفسها التي تنسحب على عَدَم الرقابة، والاستهتار بالناس وبشؤونهم في كل شيء، سواء بالحضانات، أو بالمستشفيات، والمدارس خصوصاً الرسمية منها، وبـ "تمثيلية" الامتحانات الرسمية، وفي جميع الملفات، وعلى الصُّعُد كافّة. فهذا انحطاط كامل، وتفكّك لكلّ ما يُدعى دولة في لبنان. وبموازاة ذلك، نجد أن الشغور يتحكّم بمستقبل مناصب عدّة في الدولة، لأنهم لم يتحاصصوا بعد في شأنها. فهذه المنظومة عدوّة لشعبها، وهي لا تفكر إلا بمصالحها وحصصها".

 

نحن أنفسنا

ورأت عون أن "وسط الفلتان الكلّي، والتقصير، نجد أن لا موازنة لدينا، ولا استراتيجيا لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان (رياض سلامة)، وسط بيانات ومعلومات عن انهيار سيطال اللّيرة، فيما لا أحد يتحدّث عن تلك الأمور بمعلومات ومعطيات رسمية. فنحن نعيش في كارثة حقيقية".

وأضافت:"لا أحد يمكنه أن ينتشلنا من القعر إلا نحن أنفسنا. والخطوة الأولى في هذا المجال، هي الدّفع باتّجاه رحيل تلك المنظومة عن الحكم، خصوصاً أنها لا تفعل شيئاً. نحن معتصمون في البرلمان منذ مدّة، ولا أحد يستجيب. ومجلس النواب ما عاد يعمل، وهو لم يُنجز شيئاً أصلاً. ينظرون الى النواب "التغييريين" ويسألون ما هي إنجازاتهم، فلماذا لا أحد يسأل عمّا هي إنجازات البرلمان كلّه بعد مرور أكثر من عام على انتخاب نوابه؟".

وختمت:"الحلّ بيد الشعب اللبناني. فإما نعمل كمواطنين لدولة اسمها لبنان، أو نبقى على التبعيّة للزّعيم الذي يرتاح لتلك الحالة، ويستفيد منها. فتلك المنظومة تنتظر قطر، ومصر، والسعودية، وإيران، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، وربما أوكرانيا وروسيا وكل دول العالم، بعد مدّة من الزّمن، ليعلّمونا كيف يجب علينا أن نعيش، أو أن نتقاسم الحصص في السلطة، ورغم أن البلد ما عاد يحتمل التأخير، ومفاعيل السياسات المُتَّبَعَة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار