هل كانت أوروبا لتصوّت على إبقاء السوريين في لبنان لولا أن العرب هم "آباء" تلك الفكرة؟... | أخبار اليوم

هل كانت أوروبا لتصوّت على إبقاء السوريين في لبنان لولا أن العرب هم "آباء" تلك الفكرة؟...

انطون الفتى | الخميس 13 يوليو 2023

مرجع لبناني: مرّ كل ما يتعلّق بالنازحين مرور الكرام خلال القمة العربية الأخيرة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أرسلت أوروبا الإشارة الدولية الأوضح الى اللبنانيين، وجعلتهم "يشربون بالملعقة" خلفيات المباحثات وكل ما يدور في شأن لبنان داخل الغرف المُغْلَقَة، وذلك بالإعلان عن أن البرلمان الأوروبي صوّت بأغلبية ساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين فيه.

 

زبدة

فاللجان الثلاثية، والرباعية، والخماسية، والسداسية، والـ 4 + 1، والـ 5 + 1، و...، التي تحوي ما تحويه من أصدقاء "باب أول"، ومن أصدقاء "نصّ نصّ" للبنان، كلّها تبذل مجهودها الأساسي لحلّ الملف اللبناني بما يعمل لتكريس إبقاء السوريين فيه.

وبالتالي، لا أحد يسعى لوضع حدّ للفراغ الرئاسي، إلا ليكون الرئيس اللبناني الجديد، رئيس توطين السوريين في لبنان، والمقدّمة لتشكيل حكومة توطينهم، والانطلاقة لعمل برلماني على هذا الأساس.

فهذه هي زبدة حراك المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في الملف اللبناني، وزبدة المحادثات الأوروبية - الأميركية، والفرنسية - الخليجية، والفرنسية - الإيرانية - الخليجية في شأن لبنان، وإلا لما كان كلّف البرلمان الأوروبي نفسه عناء الخطوة العلنية والمباشرة تلك، وهي التصويت على إبقاء السوريين في لبنان، التي تنبع من مصالح أوروبية (وغربية عموماً) مع الإيرانيين والعرب، على حدّ سواء.

 

ستار إصلاحات

وبالتالي، لا قيمة لمؤتمر دولي من أجل لبنان، ولا لإعلان حياده، في فكر أي دولة خارجية. فالجميع يريدون إبقاء السوريين فيه، وليس في تركيا، والأردن، والعراق. وهذا اعتراف أوروبي - غربي بذلك، وبأن هذه هي الإرادة والمطالب العربية في شأن لبنان، وذلك تحت ستار تحقيق إصلاحات، يتحدّث عنها بعض العرب من حين لآخر، وفي بعض الظروف.

 

تضييق

أوضح مرجع لبناني أن "الغرب حاول أن يتعامل مع النازحين السوريين في لبنان منذ البداية كلاجئين، أي بما يخرج عن الحالة المُوقَّتَة، وكوضع قابل للاستمرار مدّة طويلة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التركيز الأوروبي على إبقائهم في لبنان، وليس في كل الدول التي نزحوا إليها بعد الحرب، مثل تركيا، والأردن، والعراق، يهدف الى التضييق على التذمّر اللبناني منهم، ومن المشاكل التي يتسبّبون بها فيه. ففي لبنان، تحوّل السوريون الى حالة منظّمة، وهم كرّسوا أنفسهم فيه رغماً عن اللبنانيين، وحتى إنهم لا يحترمون أصول النّزوح واللّجوء فيه، بل حوّلوه الى مصدر رزق للحصول على الدولار، سواء من المنظمات الدولية، أو من اللبنانيين الذين يستعينون بهم في أعمال كثيرة، فيما يعاني اللبناني من البطالة والعَوَز داخل بلده. وهذه الحالة السورية المنظَّمَة، ليست موجودة في دول أخرى، كما هي عليه في لبنان".

 

العرب

ولفت المرجع الى أن "العرب لم يُظهِروا أي مُعارضة للتصويت الأوروبي على إبقاء السوريين في لبنان، وهو ما يعني أنهم يريدون ذلك. فحتى خلال القمة العربية، واللقاءات العربية مع السوريين، لا تحضر انعكاسات النزوح السوري على لبنان كأزمة حقيقية تحتاج الى حلّ سريع من أجله (لبنان). كما مرّ كل ما يتعلّق بالنازحين مرور الكرام خلال القمة العربية الأخيرة، من دون جدول زمني، ومن دون ربط عربي واضح وصريح بين تسهيل العودة والمساعدة على إعادة الإعمار".

وختم:"فكرة الوطن اللبناني ليست مُسوَّقَة ومقبولة لدى العرب. فنظرتهم السياسية والاجتماعية الى الأمة لا تُقيم وزناً للحدود الجغرافية بين الدول، إلا عندما يتعرّض أمن بعض الدول العربية الذاتي للخطر. ففي تلك الحالة فقط، يهتمّون بالحدود، وبأهمية احترامها. ولا اهتمام عربياً بالهاجس اللبناني المرتبط بالحرية والسيادة وحفظ الحدود، وبالتركيبة اللبنانية القائمة على الشراكة والتنوّع، كأساس في تأسيس لبنان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار