إيران في أفريقيا... ماذا بعد الاستدعاء الإيراني للسفير الروسي؟ | أخبار اليوم

إيران في أفريقيا... ماذا بعد الاستدعاء الإيراني للسفير الروسي؟

انطون الفتى | الخميس 13 يوليو 2023

مصدر: هي ليست بوضع يسمح لها برفع نبرة صوتها كثيراً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يمكن لإيران أن ترث روسيا وطموحاتها الجامحة، بدءاً من أفريقيا؟ وهل ان طهران قادرة على منافسة الصين هناك أيضاً، على  وقع الأحاديث عن مجالات استفادة القارة السمراء من التكنولوجيا الإيرانية، وذلك خلال الجولة التي يقوم بها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي على عدد من الدول الأفريقية؟

 

"فاغنر"

فالرئيس الإيراني يجول في كينيا، وأوغندا، وزيمبابواي على رأس وفد يضمّ رجال أعمال، بعد جولة له في أميركا اللاتينية خلال الشهر الفائت، ضمن مساعٍ لزيادة حصّة إيران في اقتصادات تلك المناطق والأقاليم، ولمحاولة تعزيز حضورها الإيديولوجي فيها، وتوفير "أسواق" إيديولوجية واقتصادية جديدة، لـ "حرسها الثوري".

ففي أفريقيا، تسعى إيران الى الدخول على خطّ الإنتاج الزراعي، ومحاولة الاستثمار في تلك المجالات، وفي إنتاج محاصيل معيّنة، خصوصاً بسبب مفاعيل التغيّر المناخي لديها. بالإضافة الى التعاون في مجالات الاتصالات، والصحة، والثروات الحيوانية والبحرية. كما تحاول تعزيز الأسواق الخارجية لمجمّعها الصناعي العسكري، والتأسيس لقاعدة عمل ثابتة لـ "الحرس الثوري" في أفريقيا الغنيّة بالثروات والموارد الهائلة، لا سيّما بعد الاهتزاز الكبير الذي ضرب مجموعة "فاغنر" الروسية.

 

فائض قوّة

وإذا أضفنا كل ما سبق ذكره، الى استكمال إيران مفاوضاتها مع الغرب لرفع العقوبات الأميركية عنها، ولتحرير الكثير من أموالها، ومن حركتها السياسية، نفهم فائض القوّة الذي تشعر به طهران حالياً، والذي باتت تمارسه وتعبّر عنه حتى مع روسيا ودول الخليج، ولكن بهدوء.

فعلى سبيل المثال، وعلى وقع تأكيدات كويتية مستمرّة تُفيد بأن حقل "أرش" (حقل الدرة بالنّسبة الى العرب) هو ملكيّة كويتية - سعودية مشتركة حصراً، شدّدت إيران على لسان عضو لجنة الطاقة البرلمانية (فريدون عباسي دواني) على أنها لن تتنازل عن حق شعبها في الحقل، وعلى أنها ستتّخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، وذلك بموازاة تأكيد رغبتها بحلّ الموضوع بديبلوماسية وصداقة.

 

استدعاء السفير

كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الروسي في طهران (ألكسي ددوف) أمس، وسلّمته مذكرة احتجاج على ما ورد في البيان الختامي لاجتماع روسيا بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مؤخّراً، من تأكيد لدعم مبادرة الإمارات ومساعيها للتوصّل إلى حلّ سلمي لقضية جزر "طنب الكبرى"، و"طنب الصغرى"، و"أبو موسى"، من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهي جزر مُتنازَع عليها بين إيران والإمارات.

وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "أننا لن نجامل أحداً" بشأن سيادة ووحدة الأراضي الإيرانية، في معرض تعليقه على هذا البيان، وذلك على وقع تشديد إيراني على أن تلك الجزر هي جزء أبدي من التراب الإيراني.

 

تراقب

أشار مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "كل الدول الطامحة بالتوسّع في العالم، وببسط النّفوذ، وبالتوغُّل في أفريقيا، سواء كانت الولايات المتحدة الأميركية، أو أوروبا، أو روسيا، أو الصين، أو حتى تركيا، والدول العربية، تراقب حركة الإيرانيين في القارة السمراء حالياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إيران غير مؤهَّلَة لفعل الكثير في أفريقيا الآن، لأن خبرتها التراكُمية بالنّجاح في العمل خارج حدودها محصورة إجمالاً بميليشياتها المسلّحة، وبتصدير الثورة، فيما يصعب عليها النجاح على هذا المستوى، في الوقت الحالي، أي في زمن المصالحات مع خصومها".

 

اقتصاد مُتعَب

وأكد المصدر أن "الاستثمارات الإيرانية في أفريقيا ليست سهلة أيضاً، في ظلّ اقتصاد إيراني مُتعَب. ولذلك، لا يزال أمام طهران الكثير من الوقت قبل أن تنجح في التأسيس لحالة ناجحة شبيهة بـ "فاغنر" هناك، لا سيّما أن أوضاعها ومشاكلها الداخلية تعرقلها عن ذلك حالياً".

وختم:"شعور إيران بالضّيق الاقتصادي وبالعزلة الاقتصادية أجبرها على التفاهم مع السعودية، وهي ليست بوضع يسمح لها برفع نبرة صوتها كثيراً. ولذلك، ستضبط طهران خلافاتها وتبايناتها، سواء كانت مع الخليجيين أو مع الروس، منعاً للتأثير على استفادتها في فكّ عزلتها الاقتصادية، من جراء اتّفاق بكين".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار