"مفتاح الرّاحة" للبنان... تغيير الشرق الأوسط وتحويله الى منطقة ديموقراطيات؟... | أخبار اليوم

"مفتاح الرّاحة" للبنان... تغيير الشرق الأوسط وتحويله الى منطقة ديموقراطيات؟...

انطون الفتى | الثلاثاء 18 يوليو 2023

مصدر: لا يوجد من يدفع باتّجاه تحويل الحياد اللبناني الى مصلحة دولية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يبدو أن كل طروحات الحياد والتحييد التي سيطرت على النقاش السياسي في لبنان، خلال السنوات الأخيرة، سقطت بحُكم الأمر الواقع.

فبعض اللبنانيين باتوا مقتنعين بأن لبنان ليس بحاجة الى حياد، طالما أنه "انتهى". وهو ما يزكّي الحاجة الماسّة لطلاق بين مكوّناته، يتراوح بين الكامل والجزئي، وذلك بحسب اختلاف وتعدّد الصّيَغ المُتداولة.

وأما البعض الآخر، فلا يزال يجد مصلحة له بالاحتفاظ بلبنان مُوحَّد وضعيف، حيث لا سلطة فعلية للدولة فيه. وهذا البعض يُنادي بتخوين أي طرح آخر، لأنه مُستفيد من دولة لبنانية مُنحلّة.

 

مُتغيّر كبير

من الجيّد أن نسبة مهمّة من الدّاعين الى الحياد، استوعبوا عبثيّة هذا الطرح.

فإذا نظرنا الى ما يجري حول العالم، نجد أن إذابة الثّلوج التركية عن عضوية السويد في حلف "الناتو"، تنقل ستوكهولم بعد فنلندا من حالة الحياد، الى عضوية أكبر حلف سياسي وعسكري دولي. وهو مُتغيّر استراتيجي كبير، يجعلنا نبحث بجدوى سياسات الحياد، على الصُّعُد كافّة.

وبمعزل عن رفض سويسرا نقل أسلحة مُصنَّعَة فيها إلى أوكرانيا، إلا أنها والنمسا، ورغم حيادهما، تعتزمان الانضمام الى منظومة الدفاع الجوي الأوروبية، وذلك كردّة فعل على الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وهو ما يطرح المزيد من الأسئلة عن الجدوى من الحياد.

 

تغيير المنطقة

بالنّظر الى لبنان، نجد أنه بلد لا يملك شيئاً، ولا أحد يحسب له حساباً. وبالتالي، لا قيمة لحياده، أو لعَدَم حياده، ولا مجال أمامه سوى أن يكون مسرحاً لأحداث إقليمية، أو لتبادل رسائل إقليمية، لأن كل دول الإقليم تريده على تلك الحالة.

فهل يبقى لبنان بلد "التعافي المستحيل"، الى أن يتغيّر الشرق الأوسط، وليس هو (لبنان)؟

فلا مجال لتقبُّل الديموقراطية اللبنانية، ولا نموذج الحريات، والسيادة، والاستقلال، والتنوّع، والتعدّدية... فيه، إلا إذا أصبحت المنطقة ديموقراطية، وحرّة... بالفعل، لا بالقول. ففي تلك الحالة فقط، قد يرتاح لبنان من دون الحاجة الى حياد وتحييد، وذلك بالاستناد الى أن النّموذج اللبناني سيُصبح مقبولاً ضمن نطاق منطقة جديدة وحرّة وديموقراطية، في تلك الحالة.

 

خلافات داخلية

أعاد مصدر مُطَّلِع "أساس المشكلة الى الداخل، والى عَدَم التوافق الداخلي على غنى التنوّع اللبناني، وعلى جودة الديموقراطية، والحرية، والسيادة، في لبنان".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "عَدَم التوافق الداخلي على أي نقطة، والخلافات اللبنانية - اللبنانية على أبسط القضايا، تسمح للخارج باختراق الغنى اللبناني القائم على ضرورة بقاء لبنان حرّاً ومستقلاً وديموقراطيّاً".

 

مصلحة دولية

واعتبر المصدر أن "الأمر الإيجابي الوحيد في التعثّر الرئاسي الحالي، هو أن مختلف الأطراف الداخلية لا تستجيب للضّغوط الخارجية بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس. فهذه عرقلة داخلية لمساعٍ خارجية تتعلّق بلبنان. ولكن ذلك إيجابية سلبية، تُمعن في تدهور البلد، وفي فقدان الثّقة الخارجية به. فحبّذا لو يتعلّم اللبنانيون أصول التشبّث بخيارات داخلية، وهي تلك التي تكون سليمة ومُفيدة للبلد".

وأضاف:"معسكرات التصارُع الدولي توافقت على حياد سويسرا في الماضي، بعدما وجدت مصلحة لها بذلك. ولكن لبنان ليس على تلك الحالة أبداً، ولا يوجد فيه من يدفع باتّجاه تحويل الحياد اللبناني الى مصلحة دولية".

وختم:"أي منطقة يجب أن تتغيّر حتى يرتاح لبنان، طالما أن اللبنانيين يستنجدون بدول المنطقة في كل شيء، بدءاً من حلّ الخلافات الداخلية البسيطة، وصولاً الى انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، والاستراتيجيا الدفاعية، ومستقبل لبنان المالي والاقتصادي، وغيرها من الملفات؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار