اللبنانيون أمطروا السماء بالنّار ليلاً فيما الطبيعة "مستوية" من شدّة الحرّ فبأي خانة نصنّفهم؟؟؟... | أخبار اليوم

اللبنانيون أمطروا السماء بالنّار ليلاً فيما الطبيعة "مستوية" من شدّة الحرّ فبأي خانة نصنّفهم؟؟؟...

انطون الفتى | الخميس 20 يوليو 2023

بيروتي: يمكن تنفيذ مشاريع صديقة للمناخ عبر الضرائب المفروضة على المُلوّثين

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن أن مليار بالمئة من "المُفرقعين" احتفالاً بعيد إيليا النبيّ، لا يفقهون شيئاً عنه، ولا يعلمون شيئاً عن حياته.

وبغضّ النّظر عن أن التمييز بين الشعوب لا يتعلّق بالفارق في مستويات الدخل، ونمط العيش... فقط، بل بمدى عَدَم تسبُّبها بالتلوّث، وبالضّجيج، وبالفوضى... أيضاً... (وأمور أخرى لا مجال لذكرها هنا)، نسأل عن إطلاق المفرقعات النارية في لبنان، في ليلة من ليالي صيف 2023، على وقع درجات حرارة محسوسة لا تُطاق، ومشاهد مناخية كارثية في أكثر من مكان، وتحذيرات مُقلِقَة جدّاً من خبراء المناخ والبيئة حول العالم.

 

خطر الاحتراق

كما نسأل عن إطلاق المفرقعات النارية في لبنان، في الوقت الذي تحتاج فيه الطبيعة الى نقطة مياه "من غيمة"، بدلاً من كل ممارسة تزيد الحرارة، أو تضع الأشجار والنباتات تحت خطر الاحتراق.

طبعاً، نحن لسنا ضدّ الاحتفالات، والسعادة، والسياحة، وعودة المغتربين. ولكن هناك أموراً غريبة في بلادنا، بإسم الفرح، والتعييد، والسياحة... ولا مجال لمقارنة استعمال المفرقعات في لبنان، مع استعمالها في بلدان أجنبية.

فبمعزل عن أن التنظيم يضبط استخدامها من نواحٍ متعدّدة هناك، ويمنع العشوائية على الطريقة اللبنانية، لا بدّ من الإشارة الى أنه إذا اشتعلت النار بسبب المفرقعات في الخارج، يمكن للمواطن أن يجد دولة تُسرع، وتصوّب، وتوفّر المياه، وتحقّق، وتدقّق، لا سيّما إذا وقعت بعض الأضرار في ممتلكات خاصّة من جراء تلك السلوكيات. وأما في لبنان، فلن يجد المواطن من يقول له "مرحبا" ولا حتى "عالمعرفة"، حتى ولو اشتعل هو نفسه، من جراء إطلاق المفرقعات.

 

تصنيف

وإذا كان اللبناني يرفض التعديل في سلوكيات إطلاق المفرقعات النارية، أو التخفيف منها على الأقلّ من حيث المبدأ، في أوان الاشتعال المناخي المحلّي والعالمي. وإذا كان مصرّاً على تلك الممارسات من الصباح والى ما بعد منتصف اللّيل، من حيث المبدأ، فهل يمكن التعويل عليه للوصول الى "تعافٍ مناخي" سليم في لبنان، مستقبلاً؟

وكيف يمكن تصنيف هذا الشعب (لا نعمّم، خصوصاً أن نسبة معيّنة من اللبنانيين ترفض شراء المفرقعات النارية من الأساس) الذي يُطلق المفرقعات النارية الى جانب طبيعة وأحراج وأشجار... "مستوية" من شدّة الحرارة؟

 

ملوّثات

أوضح المهندس الزراعي الدكتور مارك بيروتي أن "المفرقعات النارية تلعب دوراً سلبياً طبعاً، من حيث أنها تتسبّب بإلقاء ملوّثات في الجوّ. ومع الجفاف القوي كالذي تمرّ به الطبيعة حالياً، يمكن لكمية قليلة من المفرقعات أن تُشعل حرجاً، في وقت نحتاج فيه الى أحراجنا".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هناك كثيراً من الأسباب للتغيّر المناخي الذي تمرّ به الكرة الأرضية عموماً. والممارسات الفردية لا تلعب دوراً كبيراً بالتسبُّب به، كما هو حال المصانع الكبرى مثلاً. وبالتالي، التدريب على إطفاء الأنوار مثلاً في أوان الخروج من الغرفة، هو أمر جيّد، ويُساهم في خلق ثقافة شعبية مهمّة طبعاً، ولكنها ليست بمفاعيل الحلول المُنتَظَرَة على صعيد المصانع التي تساهم بنِسَب انبعاثات كبيرة وضارّة في الجوّ، والتي تؤثّر سلبياً على المناخ".

 

 

التلوّث

وأكد بيروتي أنه "على عكس ما قد يتوقّعه البعض، فإن لبنان يمتلك الكثير من السياسات على مستوى البيئة والمناخ، ولكن المشكلة هي بعَدَم التطبيق. فلا شرطة بيئية لدينا تجبر الشركات والناس على الالتزام، ولا قدرة على ممارسة الرقابة الفعلية".

وأضاف:"أكثر البلدان المُسبِّبَة للتلوّث في العالم هي الولايات المتحدة الأميركية والصين. وإذا أردنا أن نعيش على غرارهما، وأن نتسبّب بالانبعاثات بالمقدار الذي تتسبّبان به، فإننا سنحتاج الى خمسة كواكب كالأرض، لأن أرضاً واحدة لن تكفينا في تلك الحالة. ومن هنا، لا بدّ من حصول تغيير في سياسات البلدان الكبرى الملوِّثَة من أجل إصلاح أوضاع المناخ. فحتى اللّجوء الى توليد الكهرباء عبر ألواح الطاقة الشمسية يطرح الكثير من الأسئلة للمستقبل، ومنها مثلاً، كيف سيتمّ التخلّص منها عندما تنتهي مدّة صلاحيتها، خصوصاً أن مسار تصنيعها قد لا يكون مُنسجماً مع الشروط البيئية والمناخية، تماماً".

 

الوعي

وأشار بيروتي الى أن "الوعي هو مفتاح أساسي للحلّ. فعلى سبيل المثال، هناك مفهوم الـ pollueurs – payeurs، أي إجبار كل مُلوّث على دفع ضريبة معيّنة. وبالتالي، لا يمكن تحميل المواطن البيئي مسؤولية ما يقوم به المواطن المُلوِّث، أو الشركات والمصانع التي تتسبّب بزيادة نِسَب التلوُّث. وبالضرائب المفروضة على المُلوّثين، يمكن الاستفادة لتنفيذ مشاريع صديقة للبيئة والمناخ، كتشجير الغابات مثلاً، وغيرها من الأمور".

وختم:"لا بدّ من رفع صوت جرس الإنذار في لبنان طبعاً، ومن حياة أكثر تنظيماً على جميع المستويات، سواء على صعيد استعمال المفرقعات النارية، أو استخدام المياة بالكميات والأوقات اللازمة، وعدم الاسترسال بهدرها. فنحن في بلد لديه الكثير من القوانين البيئية، بموازاة مشاكل كثيرة تعرقل تطبيقها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار