لسنا في بلد مستقلّ... طبقة سياسية تستعبد شعبها! | أخبار اليوم

لسنا في بلد مستقلّ... طبقة سياسية تستعبد شعبها!

انطون الفتى | الخميس 20 يوليو 2023

الأعور: مُستعمَرون من طوائفنا التي أفرزت قيادات عملت على تدمير لبنان بشكل منهجي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين تعثّر رئاسي متكرّر، وعُقم حكومي مُستدام، سواء بحكومات أصيلة أو بمجالس وزارية تصرّف الأعمال. وفي بلد يحتاج الى اجتماعات رباعية، وخماسية، وسداسية...، والى مبعوثين دوليّين، والى مشاورات ومباحثات، لا يحضر اللبنانيون فيها على مستوى أي تمثيل، في كثير من الأحيان، يحقّ لنا أن نقول إننا لسنا في بلد مستقلّ.

 

استغلال الصّراع

كما يحقّ لنا أن نقول في تلك الحالة، أننا ربما نلنا استقلالنا عن الانتداب الفرنسي باكراً جدّاً، وفي أوان الصراع الفرنسي - البريطاني، على وقع ترنّح باريس أمام ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ولكن استغلال الصراع بين باريس ولندن أضرّ بنا جدّاً، لأنه منحنا استقلالاً غير مُستحقّ، إذ لم نَكُن جديرين باستلام دولة بَعْد في ذلك الوقت، ولا بإنشاء مؤسّسات، ولا حتى بممارسة دورنا كشعب حرّ، وسيّد، ومستقلّ. فهل قدر لبنان الدائم، هو الحاجة الدائمة الى وصيّ أجنبي؟ وهل يستحيل على اللبنانيين أن يقرّروا مصيرهم بأنفسهم، وأن يحكموا ذواتهم؟

 

مُستعمَرون

أشار النائب السابق فادي الأعور الى أن "التعثّر السياسي والمؤسّساتي الذي نحن فيه حالياً، هو الصورة الحقيقية للساحة اللبنانية. وهذا يعود الى أننا غير مستقلّين بالفعل".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، "أننا مُستعمَرون على المستوى الداخلي من طوائفنا، التي أفرزت قيادات منذ عقود، عملت على تدمير لبنان بشكل منهجي للحفاظ على بيوتاتها، وقامت بسرقة المال العام، وفشلت في بناء إدارات ذات وجه إنساني. فهذه الطبقة السياسية الموجودة تستعبد اللبنانيين في كل شيء. ولهذا السبب، يرتبط التعثر الداخلي بها. فأساس تفكيرها هو السيطرة على اللبنانيين، وهو تفكير طوّرته بعد عام 1990 ليشمل سرقة أملاك الناس من أموال ومقتنيات".

 

رؤية واضحة

ولفت الأعور الى أن "هذه القوى نفسها مُرتهنة للخارج بكل شيء، وذلك من أجل الحفاظ على مكتسباتها، خصوصاً أن هذا الخارج لا يطالبها بإعادة السرقات التي قامت بها في الماضي. وبالتالي، نحن بلد لا يملك الحرية على المستوى الداخلي، ولا الاستقلال والحرية عن الخارج. ولذلك، نجد السفارات تقرّر ما تريده هي للبنان، ومعظم الطبقة السياسية اللبنانية تسير بموجب الطاعة لها".

وختم:"لا يمكن تغيير حال التعثّر في البلد إلا بتغيير هذه الطبقة السياسية، لصالح بناء دولة المؤسّسات، ودولة الرأي الواضح. فالطبقة السياسية اللبنانية لا تمتلك إلا الإشارات التي تتلقّاها من سفارات الدول الخارجية، فيما توجد قوّة وحيدة عملياً على الساحة اللبنانية وهي المقاومة. فهذه هي القوّة الوحيدة التي تمتلك رؤية واضحة للبلد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار