الطبابة في لبنان... تجارة بكلّ ما للكلمة من معنى... | أخبار اليوم

الطبابة في لبنان... تجارة بكلّ ما للكلمة من معنى...

انطون الفتى | الجمعة 21 يوليو 2023

سكرية: يتعامل بعض الأطباء مع صحة المرضى كما لو كانوا يبيعون ويشترون الخضار

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا نعمّم بالمُطلَق، ولكن هناك أموراً كثيرة تحتاج الى تدخّل عاجل، في "السوق الطبيّة".

فالطبابة في لبنان باتت تجارة بكلّ ما للكلمة من معنى، وبما يفوق التجاوزات التي كانت تحصل في الماضي. وهذه مجزرة فعلية لطبقات اجتماعية عدّة، في زمن الضّيق المالي والاقتصادي، تمنع عنها الدواء والاستشفاء، فيما لا رقيب أو حسيب.

 

"أشرس"

فمن يراقب مثلاً، طريقة عمل بعض الأطباء الذين قيل لنا إنهم هاجروا في 2020، و2021، و2022، والذين عادوا الى البلد لأن الظاهر "ما مشي الحال" في الخارج؟

فبعض هؤلاء صار "أشرس" من السابق على المستوى المالي، وكأن "تجرة" الخارج فشلت، فعاد لـ "يمسح" جيوب المرضى في لبنان، حتى آخر "فلس".

 

ضغوط

ومن يراقب مثلاً، عمل بعض الأطباء الذين تقلّص عدد "زبائنهم" (بحسب ما يحلو لبعضهم تسمية المريض) بفعل الأزمة الاقتصادية وعَدَم قدرة الناس على الاستشفاء التامّ، والذين "يسلخون" ما تبقّى لديهم من مرضى، أو كل مريض جديد، طمعاً بتعويض "الفارق الرّبحي"؟

من يراقب ما يحصل في بعض المستشفيات، عندما يُحوَّل بعض المرضى الى الطوارىء حتى ولو كانوا لا يحتاجون الى ذلك، فتنهال الأسئلة عليهم، ومعها طلب إيداع 300 دولار مثلاً كبداية، مع ممارسة الضّغوط من أجل الحصول عليها وكأنها 100 ألف ليرة فقط، وذلك تحت طائلة إخراجهم من المستشفى؟

 

تأخّرنا كثيراً

أسف رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية لأن "بعض الممارسات في مجالات الطبابة والاستشفاء، والدواء، والمستلزمات الطبية، وكلّ ما يمتّ الى الصحة بصِلَة، تشبه من يواجه الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بتدبير أموره بشتّى الطُّرُق، ومن دون أي رادع".

ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "تغيير في النهج الصحي، والى التوقّف عن المكابرة، والى الاعتراف بواقع أننا تأخّرنا كثيراً في الحلول لأن بعض الأفكار التي يُحكى عنها حالياً لانتشال القطاع الصحي، هي تلك التي كنّا نتحدّث عنها قبل 25 عاماً، من دون أن يُنفَّذ أي شيء منها. فلطالما حذّرت أنا شخصياً في الماضي، من أن القطاع الصحي مُتّجه الى أزمة كبيرة، والى انهيار، ولم أجد أي صدى لكلامي لدى أحد. وحتى إن النّسبة الأكبر من الناس لا يسألون عن شيء في هذا الإطار، مع الأسف".

 

تغطية

وشدّد سكرية على أن "لا أحد يراقب ما يحصل في القطاع الصحي حالياً. فلا توجد دولة، ولا مؤسّسات دولة، وكل ما نسمعه عن رقابة هو كذب. الوضع "فلتان"، وخاضع للتشاطر والألاعيب. لا نعمّم طبعاً، ولكن الأمثلة كثيرة عن أطباء هم تجار عملياً، فيما يتعامل بعضهم مع صحة المرضى كما لو كانوا يبيعون ويشترون الخضار. فضلاً عن أن الأمثلة كثيرة عن تقارير صحية غير صحيحة بهدف التجارة بأدوية، وعن عمليات جراحية تُطلَب لمرضى لا يحتاجون إليها، وهي تُجرى لهم من مستوى "شقّ وتقطيب"، بهدف التنعّم بالفواتير لا أكثر. وهذه ممارسات قديمة أيضاً".

وختم:"عندما تكون الممارسات الطبية في البلد على تلك الشاكِلَة، وعندما تكون الثقافة السياسية والشعبية في البلد على هذا المستوى، لا يعود من مجال للاستغراب من أننا سنصل الى أيام أسوأ من الحالية. فنحن بلد يغطّي أوساخه بعطورات كثيرة، منها مثلاً التركيز على السياحة والمهرجانات بشكل زائد عن اللّزوم، خلال فصل الصيف. فهذه نشاطات جميلة، ولكن التركيز المُمَنْهَج عليها وبالشكل الذي نراه يومياً، يحوي الكثير من الخداع المقصود والمُخطَّط له، للتغطية على واقع البلد الحقيقي، وعلى ما فيه من تجاوزات كثيرة، وعلى نتائجها الكارثية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار