المسيحيون في لبنان... بين الحريات والصداقات الشرق أوسطية "المجروحة" من الحرية... | أخبار اليوم

المسيحيون في لبنان... بين الحريات والصداقات الشرق أوسطية "المجروحة" من الحرية...

انطون الفتى | الإثنين 24 يوليو 2023

مصدر: تغيّرت السياسات الدولية تجاه لبنان ونهج التعاطي الدولي مع المسيحيين فيه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يُلاحَظ أن التعاطي المسيحي في لبنان مع انتقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو الى مدينة أربيل في إقليم كردستان، ومع احتمال أن يتّخذ من المدينة مقرًّا دائماً له بدلاً من بغداد، نتيجة مضايقات يتعرّض لها هناك، (التعاطي المسيحي في لبنان مع هذه القضيّة) أتى خجولاً، من جانب معظم القوى السياسية المسيحية اللبنانية، التي تقاتل على جبهات الفراغ الرئاسي، ومستقبل حاكمية مصرف لبنان، وقيادة الجيش...

 

أعداء أنفسنا

ويُلاحَظ أن التعاطي المسيحي في لبنان مع قضية الناشط المصري باتريك زكي الذي أُطلِقَ سراحه في مصر مؤخراً، وذلك بعد أكثر من عامَيْن على اعتقاله نتيجة اتهامات بنشر أخبار كاذبة، بسبب مقال كتبه بشأن التمييز ضدّ المسيحيين الأقباط في مصر، (التعاطي المسيحي مع هذه القضية) أتى معدوماً.

فزكي وصل إلى إيطاليا أمس بعد إطلاق سراحه في مصر، وقال: "هذا هو أهم يوم في حياتي"، وهو ما استدعى تعليقاً من نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي، الذي وصف لحظة وصول زكي من بلاده إلى مطار ميلان في إيطاليا بعد إطلاق سراحه، بأنه "مشهد مُخجل متكرّر"، وأضاف:"نحن للأسف أعداء أنفسنا"، مُلمّحاً الى انتقادات مبطّنة لسلوكيات السلطات المصرية التي تسبّبت بدفع مصري الى اعتبار خروجه من بلاده كـ "أهمّ يوم في حياته".

 

كما هي

صحيح أن المسيحيين في لبنان ينهمكون بمستقبل رئاسة الجمهورية، وحاكمية مصرف لبنان، وقيادة الجيش... وبالصداقات الإقليمية والدولية التي تساعد كل طرف منهم (سواء كان سيادياً أو "مُمانِعاً) على تحقيق أهدافه في هذا الإطار، إلا أنه لا يجب التفريط بواقع أن المسيحي الشرق أوسطي هو مواطن حريات، قولاً وسلوكاً، قبل أي شيء آخر، حتى ولو كان ذلك جارحاً لهذا "الصّديق" المُمانِع، أو العربي.

وهنا نشدّد على أنه لا يجب إبقاء الحريات سجينة خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجّهه للعالم الإسلامي في القاهرة قبل 14 عاماً، والذي ذكر فيه أن التعدّدية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها، ويجب أن تشمل الموارنة في لبنان والأقباط في مصر، بل يجب على المسيحيين في لبنان أن يتعاملوا مع أصدقائهم كلّهم، سواء كانوا مُمانعين أو عرباً، على هذا الأساس، ووفق أُسُس الحريات، وقول الأمور في كل الشؤون كما هي، ومهما كان ذلك سبباً مُحتملاً لتضارُب المصالح.

 

معركة وجودية

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "المعركة في لبنان أكبر بكثير من رئاسة جمهورية، بل هي ترتبط بالوجود المسيحي فيه وبالشرق الأوسط".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الركيزة الأساسية للوجود المسيحي في المنطقة موجودة في لبنان. فالمسيحيون فيه هم الأمل الرئيسي لباقي المسيحيين في الدول العربية. ولكن معارك الرئاسة فيه تلهيهم عن دورهم الطليعي في الشرق الأوسط، وتحديداً عن أنهم المدافع الأول عن الوجود المسيحي في الشرق. وحتى إن المجموعات الإسلامية كلّها تقول إن لا قيمة للشرق الأوسط من دون المسيحيين. ومن هذا المُنطلق، نجد أن معركة المسيحيين في لبنان حالياً وجودية، وهي في صُلب الالتفاتة الخاصّة للباباوات تجاه لبنان. صحيح أن ما حصل مع البطريرك ساكو في العراق لا يتمّ في لبنان، ولكن لا مانع لدى بعض المجموعات من تحجيم الدور المسيحي هنا، ومن إلهاء المسيحيين بالرئاسات. وهذا على وقع أن رئاسة الجمهورية نفسها في البلد، التي هي ركيزة للوجود المسيحي فيه، ما عاد قرارها مسيحياً بل بيد إيران".

 

صداقات...

وأوضح المصدر أن "المسيحيين في لبنان يتمسّكون بصداقاتهم العربية لأن الغرب تركهم، والدليل على ذلك هو أن فرنسا انتقلت من حامية لهم، الى فارِضَة لشروط إيران عليهم. ونتيجة لذلك، انصرفوا لحماية وجودهم من خطر الحركات الأصولية المدعومة إما من إيران، أو من جانب بعض المجموعات العربية، عبر البحث عن صداقات عربية مُعتدلة".

وختم:"تغيّرت السياسات الدولية تجاه لبنان، ونهج التعاطي الدولي مع المسيحيين فيه. ولذلك، يبحث المسيحيون عن صداقات وتحالفات في بعض الدول العربية والخليجية، علّهم يستطيعون حماية ذواتهم بما يتيسّر لهم".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار