لودريان يجول في لبنان ويغنّي بصوت "أوبرالي"... البلد "ماشي ومش ماشي"... | أخبار اليوم

لودريان يجول في لبنان ويغنّي بصوت "أوبرالي"... البلد "ماشي ومش ماشي"...

انطون الفتى | الخميس 27 يوليو 2023

مصدر: الثبات على انهيار الليرة كما هي عليه أفضل من التسبُّب بمزيد من التدهور

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كانت بعض البلدان مشهورة بصناعة الجبنة مثلاً، أو الشوكولا، أو بإنتاج البنّ، والكاكاو، أو الحبوب والقمح، أو النّفط والغاز...، فإن لبنان بات مشهوراً بالفراغ، وبالعمل الفوضوي، وبالحكم اليومي من دون قواعد، وبأن تلك الحالة تُبقي الأحوال "ماشية" رغم كل شيء.

 

"ماشي"

فهذا هو "إنتاجنا" الأساسي، و"إنجازنا" الوحيد، الذي لا بدّ من أن نخجل به، وذلك على عكس شعوب البلدان الأخرى التي تفخر بما تمتاز به من منتجات زراعية، أو صناعية، أو من ثروات...

فالبلد "ماشي" رغم أنه "مش ماشي". والبلد "ماشي" رغم أنه لا يجب أن يكون على تلك الحالة، وسط فراغ رئاسي، وتصريف أعمال حكومي، وشبه فراغ برلماني، وفراغ مُنتَظَر في حاكمية مصرف لبنان. البلد "ماشي"، نعم، ولا نعرف كيف؟ ولا الى متى؟ ولكنّه "ماشي".

 

نموذج للعالم

ويبدو أن تلك الحالة باتت "مُعدية" للموفدين الدوليين الذين "تآلفوا" مع الفراغ اللبناني. فلا الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يحذّر من زوال لبنان كما كان يفعل في عام 2020، ولا سواه، فيما بات الزوّار يزورون، يستمعون، يتحدّثون، يشربون الماء أو القهوة في المقرات الرسمية أو لا يشربون، ولكن على أساس أن البلد "ماشي"، رغم أنه عملياً "مش ماشي".

هذه مدرسة جديدة في الحكم، وهي نموذج للعالم. هو نموذج مُخجِل صحيح، إذ إن البلد "ماشي" من دون حكم، من دون رؤساء، من دون مبادىء، من دون قواعد. فالفوضى باتت هي القانون، ولكن البلد "ماشي".

 

تثبيت الانهيار؟

أكد مصدر مُواكِب لعمل المؤسّسات في لبنان أن "عدم الالتزام بأي قواعد هو الذي أوصلنا الى هنا. فالتأخير بانتخاب رئيس يؤخر تشكيل حكومة أصيلة، ويمدّد فترة تصريف الأعمال. وهو ما يتزامن حالياً مع التسبُّب باستحالة تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "البلد "ماشي" بشكل مستتر أكثر من أن يكون مُعلَناً. فما يُشاع عن انهيار كامل هو جوّ سياسي في مكان ما، أكثر من أي شيء آخر. ولكن لا شكّ في أن تثبيت الأوضاع على ما هي عليه من انهيار الآن، يبقى أفضل من اللاشيء".

 

القطاع العام

ولفت المصدر الى أن "الثبات على استقرار انهيار الليرة في السوق السوداء كما هي عليه حالياً، هو أفضل من التسبُّب بمزيد من التدهور، وذلك رغم أن هذا لن يكون استقراراً. ولكنّه يجب أن يستمرّ لكونه العامل الوحيد الذي سيساعد القطاعات التي لا تزال قادرة على الإنتاج في البلد، من الاستمرار بمهامها".

وأضاف:"صحيح أنه لا مجال للتاقلُم مع تلك الأوضاع، ولا يجب قبول ما نحن فيه طبعاً، ولكن التعايُش لفترة من الزمن معه يُظهر القدرة على الاستمرار".

وختم:"هناك مجموعة من الخطوات التي قد تجعلنا ننجح في ذلك، من أبرزها تخفيض النفقات العامة، وعدم جرّ الدولة الى الاستدانة، وإيجاد حلول بعيداً من الضرائب. فالبلد من دون بنى تحتية عملياً، ومن دون بيئة سليمة للاستثمار، وبحالة من التدهور المستمرّ، ولكن الانهيار الأساسي يتسبّب به القطاع العام بشكل رئيسي، وهو ما يجب بَدْء مساعي إيجاد صيغة مختلفة له بشكل عاجل".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار