"وحوش" تترعرع في كل وقت وكل حين وقد لا ننتبه إليها إلا عندما "تنفجر" بممارسات شاذّة! | أخبار اليوم

"وحوش" تترعرع في كل وقت وكل حين وقد لا ننتبه إليها إلا عندما "تنفجر" بممارسات شاذّة!

انطون الفتى | الخميس 03 أغسطس 2023

كرم: عدم التدخّل قد يُترجم بقتل حيوان لديه في الصِّغَر ولكنه قد يتحوّل الى قتل زوجته عندما يكبر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تطغى الأزمة الاقتصادية والمالية على كل ما يتعلّق بالاهتمام بمستقبل الأولاد، وبتعليمهم... في لبنان، منذ نحو ثلاث سنوات. ولكن ماذا عن "الوحوش" الحقيقية "الصّغيرة" التي تترعرع في عدد من المناطق اللبنانية، في كل وقت وكل حين، والتي قد لا ننتبه إليها إلا عندما "تنفجر" ببعض الممارسات الشاذّة، أو العنيفة؟

 

العلاج؟...

فظواهر العنف في صفوف الأولاد تتكاثر. وحوادث قتل الكلاب والقطط والعصافير...، تتضاعف، حتى ولو أن زمن "أهلا بهالطلّة أهلا" يعتّم عليها حالياً. فنحن في بلد التوعية الموسميّة، وبحسب الحاجة، و"عا الفضاوي"، وفي أوان حصول الكوارث، وليس في بلد العلاجات المُستدامة، أو الوقائية والاستباقية.

فعلى سبيل المثال، ماذا عن ولد يقتل مجموعة من القطط أو العصافير الصغيرة سرّاً، ويتلذّذ بالإخبار عن ذلك بالعَلَن في ما بعد، وكأنه لم يرتكب شيئاً؟ وماذا عن مستقبل تلك النّماذج؟ فالتعاطي مع حيوان مسكين بهذا الشكل، يعني أن لا مانع رادعاً من التعامُل مع إنسان بهذه الطريقة أيضاً، مستقبلاً؟

وماذا عن العلاج النفسي لهؤلاء الأولاد؟ هل يمكنه أن ينجح بانتشالهم من "الفساد" الذي ينخر نفوسهم، إذا لم يترافق مع تغيير جذري في عاداتهم اليومية، سواء في المنزل، أو المدرسة، والأماكن العامة، وعلى مستوى استخدامهم لوسائل التواصُل الاجتماعي؟

 

فساد كلّي

أوضحت المُعالِجَة والمُحلِّلَة النّفسية إيفي كرم "أننا نتوغّل حالياً في عالم من التربية التي لا حدود لها، وذلك ليس في لبنان وحده، بل على مستوى العالم أيضاً، وسط تفكير عام يعتقد أن حرية الإنسان تكمن بتحطيم كل شيء، وبتخطي القوانين. ولكن هذه ليست حرية، بل هي ممارسات تأخذ مجتمعاتنا الى فساد كلّي".

وشدّدت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "متابعة الولد، واتّباع أفضل سُبُل التربية معه، ووضع الضوابط السليمة له يجب أن يبدأ في المنزل قبل المدرسة، أي على عكس ما يقوله الناس. فالولد يكتسب كل شيء في منزله قبل المدرسة. والتربية البيتية السليمة هي التي تحصّن الولد من الفساد الذي يصادفه سواء في المدرسة، أو في المجتمع عموماً".

 

هروب

وأكدت كرم أن "قتل الحيوانات مرفوض كلياً، سواء كان مُمارَساً من جانب ولد أو شخص راشد. فهذه ممارسات تتطلّب تدخّلاً سريعاً من جانب الأهل، بموازاة تقديم شكاوى ربما، في بعض الحالات. فالولد الذي يقتل حيواناً صغيراً ويتلذّذ بعمله، هو ذاك الذي ينجرف الى عالم من الاضطرابات الجدية، والى الـ Psychose (الذُّهان)، والى خطر التحوّل الى مجرم حقيقي داخل المجتمع مستقبلاً، ومن الضروري الإسراع في متابعة حالته".

وأضافت:"يتذرّع البعض بالتكاليف المالية للمتابعة النفسية، وذلك بهدف إهمالها. ولكن عندما يريدون أن يسهروا، ويسافروا، وأن يغيّروا سياراتهم، وأن يتسلّوا، ويجمّلوا ذواتهم من الخارج، يجدون المال لذلك. وعندما يحين وقت تصحيح الذات من الداخل، تكثر الذرائع والموانع، من مالية وغير مالية. وهذا اسمه هروب، لأن الوضع المادي ليس عائقاً أمام المتابعة النفسية، والإصلاح الذاتي، وتجميل الذات من الداخل، لا سيّما أن بعض الجمعيات توفّر المتابعة النّفسية مجاناً، في بعض الأحيان والحالات".

وختمت:"إهمال العنف لدى الولد، وعدم التدخّل لمساعدته،  قد يُترجم بقتل حيوان لديه في الصِّغَر، ولكنه قد يتحوّل الى قتل زوجته عندما يكبر، بحجّة أنها عذبته، أو الى ضرب جاره لأنه ركن سيارته في الموقف الخاص به، أو لأنه تحدّث إليه بطريقة اعتبرها هو أنها غير سليمة. هذا مع العلم أن قتل الحيوانات، والنّظر إليها وهي تلفظ أنفاسها، هي مشاهد تؤذي الولد العنيف نفسه، ولا يجوز تركه من دون تدخّل".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار