بين اجتياح المغول لبغداد وانهيار الخلافة العباسية... خليجيون يسألون عن أوروبا الجديدة... | أخبار اليوم

بين اجتياح المغول لبغداد وانهيار الخلافة العباسية... خليجيون يسألون عن أوروبا الجديدة...

انطون الفتى | الإثنين 07 أغسطس 2023

جابر: مرحلة مخاض ستكون نهايتها بولادة شرق أوسط ليس كذاك الذي تريده أميركا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

صورة مُغايِرَة تماماً لما نتابعه على بعض المنصّات العربية والخليجية، قدّمها رئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم.

 

مرحلة صعبة

ففي الوقت الذي تؤكد فيه نسبة لا يُستهان بها من مؤثّري الرأي في العالم العربي، أن دول الخليج عموماً، والسعودية خصوصاً، تقود مسار العولمة الجديدة في الشرق الأوسط، وتبني أوروبا الجديدة فيه بالازدهار و"تصفير المشاكل"، وأن الرياض تنقل شعوب المنطقة من عصر الى آخر عبر استعمالها النّفط كسلاح في وجه الولايات المتحدة الأميركية والغرب منذ أكثر من عام ونصف، وأنها (السعودية) تُنهي زمن "العصر الأميركي" في المنطقة العربية، وتوحّد العرب من الخليج الى المحيط.

وفي الوقت الذي يؤكد هؤلاء أيضاً أن الخليجيّين باتوا صورة مُشرِقَة للسلام العالمي، انطلاقاً من مبادراتهم المرتبطة بالملف الأوكراني (وآخرها المحادثات التي استضافتها السعودية حول السلام في أوكرانيا)، بما يخالف الدور الإيراني الذي يساعد روسيا بالحرب، أشار بن جاسم الى أن "واقعنا العربي اليوم أسوأ مما كان عليه قبل 800 عام. فأمتنا العربية تمرّ الآن بمرحلة بالغة الصعوبة تذكر بمرارة ما مرّت به بعد اجتياح المغول لبغداد، وانهيار الخلافة العباسية".

 

 

"تلميحات"

وأضاف بن جاسم:"لعلّ أكبر مثال على الهوان الذي نزل بنا هو ما يجري في فلسطين من قتل وسلب للأرض وانتهاك للحقوق، ونظلّ نتكلّم عن التطبيع، بل نبادر إليه دون أن "نتوسل" الى من يدعمون إسرائيل لحفظ حقوق الفلسطينيين". وممّا قاله أيضاً:"بئس التاريخ الذي نكتبه اليوم، وبئس التاريخ الذي سيكتبه زوراً من يُؤمَرون بتزويره".

"تلميحات" بن جاسم "الانتقادية" بشأن مساعي التطبيع الخليجي مع إسرائيل، تأتي على وقع كلام مُتزايد لشخصيات تدور في الفلك السعودي، على بعض المنصات العربية، والتي تؤكد أن التطبيع بين تل أبيب والرياض سيجعل إسرائيل من ضمن الرؤية السعودية لمستقبل المنطقة، أي في جيب الرياض. وبحديثه عن واقع عربي هو الأسوأ، ينسف بن جاسم معظم العناوين التي تُرفَع من جانب بعض الخليجيين، ويُبدي عَدَم حماسته لأي شيء منها. فأي مقاربة هي الأدقّ؟

 

مساحة معيّنة

أشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر الى أن "الشيخ حمد بن جاسم لعب دوراً كبيراً ومهمّاً في السياسة العربية، ولديه معلومات، وهو صاحب كلام متّزن في العادة".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "توصيف بن جاسم للأوضاع العربية الحالية هو صحيح في مكان ما. فمن الناحية الموضوعية، نرى أن الحكم في المملكة العربية السعودية مثلاً، تغيّر كثيراً، وأنه صارت لديها علاقات ممتازة مع روسيا والصين، وأنها خرجت من السيطرة الأميركية الى حدّ معيّن. ولكن بدخول أكبر في العمق، نرى أن العلاقات الأميركية - السعودية تاريخية، وأن الولايات المتحدة الأميركية مُرغمة بتوفير مساحة معيّنة للمملكة حتى تتحرّك فيها، ولتمارس استقلالها وسيادتها عن واشنطن. ولكن هذه المساحة محدّدة، وهي لا تُخرِج أميركا من المنطقة نهائياً".

 

القضية الفلسطينية

ولفت جابر الى أن "الوضع في العالم العربي أسوأ حالياً، نعم. ولكن مستقبله لم يتّضح بعد، إذ إن هناك صراعاً أميركياً - صينياً - روسيّاً في هذه المنطقة، تستفيد منه السعودية بعدما أخذت وجهاً آخر بنهضتها الاقتصادية غير المسبوقة، وسعيها للاعتماد على موارد أخرى غير النفط، وبعلاقاتها الإقليمية الممتازة. ولكن هذه مرحلة مخاض، تُفيد المؤشرات بأن نهايتها ستكون بولادة شرق أوسط ليس كذاك الذي تريده أميركا. هذا مع العلم أن السعودية تسعى لأن تطبّع مع إسرائيل، بموازاة علاقاتها الحالية غير الرسمية معها. ولكن لا مصلحة لتطبيع سعودي رسمي مع تل أبيب من دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية".

 

تبايُنات

واعتبر جابر أن "تحذيرات السعودية ودول الخليج لرعاياها في لبنان لا يتعلّق بتباينات إيرانية - سعودية في الخليج، وإن كان لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال بالكامل".

وأوضح:"يمرّ التطبيع بين إيران والسعودية بمرحلة تعثّر حالياً، وذلك بسبب عدم التوصُّل الى حلّ لملف اليمن في الوقت الذي كان اتُّفِقَ عليه. فاليمن هو الملف الأهمّ بين طهران والرياض، وليس لبنان، ومن هنا يأتي التعثّر الحالي بين الطرفَيْن".

وختم:"التعثّر في استعادة العلاقات الكاملة بين إيران والسعودية لن يتطوّر. فلا قرارات بالتراجع عن التبادل الديبلوماسي، ولا عن إعادة فتح السفارات بين البلدين، وذلك رغم تأجيل السعودية إعادة فتح سفارتها في طهران".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار