لبنان... "الساقط" الأول من "شجرة بكين" رغم أنه "المحروم" الوحيد من ثمارها!... | أخبار اليوم

لبنان... "الساقط" الأول من "شجرة بكين" رغم أنه "المحروم" الوحيد من ثمارها!...

انطون الفتى | الثلاثاء 08 أغسطس 2023

بويز: إذا لم يُرمَّم الاتفاق أو إذا تبيّن أنه سقط فستكون الساحة اللبنانية ضمن خطر الانزلاق أكثر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يبدو أن لبنان لم يَكُن فقط، الدولة الإقليمية الوحيدة التي لم تلفحها الرياح الشرقية الآتية من "اتّفاق بكين" بين إيران والسعودية، بل إنه سيكون أيضاً الدولة الإقليمية الأولى، أو ربما الوحيدة، التي لفحتها وستلفحها رياح الالتباسات الكثيرة التي تُحيط بهذا الاتّفاق، حالياً، لأسباب كثيرة.

 

مشكلة حقيقية

وبين الاتّفاق ورياحه والتباساته، هناك الكثير من الأثمان التي لا يمكن للبنان أن يقدّمها لا لإيران، ولا للدول الخليجية، بحثاً عن رياح الإيجابيات. كما لا يمكن للبنان أن يعزل نفسه عن أوان الانعكاسات السلبية، وهذه مشكلة حقيقية، خصوصاً أن العلاقات الإيرانية - الخليجية تبقى مستمرّة، وقد تتطوّر استثمارياً وتجارياً (لا سيّما مع بعض الدول الخليجية تحديداً)، حتى في أزمنة الفتور السياسي الإيراني - العربي في منطقة الخليج، فيما يتحمّل لبنان فاتورة كل التوتّرات وحيداً.

في أي حال، قد يُطلَب من لبنان إيرانياً أن يكون في الجيب الإيراني الى الأبد، وهذه ليست مصلحة لبنانية. وقد يُطلَب من لبنان خليجياً أن لا يُمارس دوره كدولة نفطية مستقبلاً، بشكل مستقلّ عن الدول الخليجية، وذلك تحت طائلة إمساكه بالاستثمارات والأموال الخليجية الموعودة. وهذه ليست مصلحة لبنانية أيضاً.

 

النفط

أوضح الوزير السابق فارس بويز أنه "قد تكون للنفط علاقة بمعيار معيّن، ولكنّه لا يشكل مشكلة أساسية في استعادة العلاقات اللبنانية - الخليجية.  فحتى الساعة، دور لبنان النفطي لا يزال مرهوناً بكميات من النفط لم تُكتشف فيه بَعْد، وهو ما يجعل منه (لبنان) دولة نفطية نظرياً، ومن حيث الأمل. وبالتالي، لا يمكن للبنان أن يراهن على النفط منذ الآن، لا سيما أنه لن يكون مُزاحِماً لإنتاج دول "أوبك".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مشكلة لبنان مرتبطة بالسياسة، وليس بالموضوع النفطي أو الاقتصادي. والمشكلة الجديدة والواضحة بتفاعلاتها التي نراها، سواء في أحداث مخيّم عين الحلوة، أو بتوقُّف المسار الرئاسي في لبنان، أو بأمور أخرى أيضاً، تكمن بأن الاتفاق الإيراني - السعودي يشهد نوعاً من التعثُّر".

 

القوات الأميركية

وشرح بويز:"من المرجّج أن يكون هذا التعثّر نتيجة لردّة فعل أميركية. فمنذ البداية، الولايات المتحدة الأميركية ليست مرتاحة لهذا الاتّفاق، وقد تكون هي التي تحاول ضبطه بشكل أو بآخر. ومن بين تلك الأساليب ربما، زيادة عدد القوات الأميركية على مفترق الطُّرُق بين إيران والعراق وسوريا والأردن، ومحاولة قطع الإمدادات بهذه الطريقة، وزيادة عدد القوات الأميركية في بحار المنطقة أيضاً، وهو ما يُنذر بأن واشنطن تقول إنه لا يكفيكم أن تتّفقوا أنتم، فأنا موجودة في الشرق الأوسط، ولي وجهة نظر هنا".

وأضاف:"الاتفاق الإيراني - السعودي الذي تمّت المراهنة عليه في مرحلة معينة، بأن يفتح الأبواب للحلول في لبنان، يشهد تعثّراً يتجلّى في أحداث عين الحلوة، التي هي بين فريق أقرب الى المملكة العربية السعودية، وهو حركة "فتح"، وفريق أقرب الى "الجمهورية الإسلامية" في إيران، وهو حركة "حماس" ومن حولها. وبالتالي، من الواضح جدّاً أن هذا التعثّر ينعكس في لبنان عبر تلك الأحداث، وعلى المستوى الرئاسي أيضاً. فأميركا ومعها قطر، تحاولان طرح إسم قائد الجيش (العماد جوزف عون) للرئاسة، رغم علمهما بأنه ليس المرشّح التوافقي بما ينسجم مع الاتفاق السعودي - الإيراني".

وختم:"لسوء الحظّ، تعبّر الساحة اللبنانية مرة أخرى عن الخلافات الإقليمية. وإذا لم يُرمَّم الاتفاق السعودي - الإيراني بسرعة، أو إذا تبيّن أنه سقط لسبب من الأسباب، فستكون الساحة اللبنانية ضمن خطر الانزلاق أكثر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار