هل يتحقّق الحلم العثماني باحتلال أوروبا كلّها إذا انضمّت تركيا الى الاتحاد الأوروبي؟ | أخبار اليوم

هل يتحقّق الحلم العثماني باحتلال أوروبا كلّها إذا انضمّت تركيا الى الاتحاد الأوروبي؟

انطون الفتى | الثلاثاء 08 أغسطس 2023

مصدر: لا مكان لتركيا في الغرب بما يتجاوز حلف "الناتو"

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل باتت أوروبا، وفرنسا تحديداً، أكثر تقبُّلاً لفكرة استقبال تركيا في الإتحاد الأوروبي؟

 

معايير أوروبية

فمنذ إرسال أنقرة إشارات إيجابية حول انضمام السويد الى حلف "الناتو"، أرسل الإتحاد الاوروبي إشارات حول رفع الحظر عن تنشيط العلاقات مع تركيا، وعن إعادة البحث بمفاوضات انضمامها الى التكتل، وذلك بموازاة وجود ملفات كثيرة معقّدة لا تزال تمنع الأتراك من أن يتمتّعوا بالمعايير الأوروبية.

فأزمة قبرص مثلاً، والأطماع التركية بالجزيرة وبجزر يونانية أخرى، وبعض الملفات المرتبطة بالأقليات، والحريات، والديموقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والعلمنة، وسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تعتمد على الدين والإيديولوجيا كأداة للتوسّع الجيوسياسي، واستخدام ملف الهجرة لإرهاق أوروبا بالأمن والمال والديموغرافيا، والاستعداد التركي للقتال ضدّ دول أوروبية "أطلسية" شريكة لأنقرة في "الناتو" في ساحات عدّة... تعرقل تركيا عن أن تكون ضمن الأسرة الأوروبية، وتقضي على آمال أنقرة بالنّظر الى الغرب الأوروبي، خصوصاً أنها تفتقر الى الكثير من المعايير الأوروبية أصلاً.

 

الحلم العثماني

ولكن رغم ذلك، نلاحظ أن الصوت الفرنسي كان منخفضاً هذه المرّة، إذ رغم مرور أسابيع عدّة، لم ترفض باريس ولا حتى من حيث المبدأ، فكرة إطلاق التفاوض حول جهود إعادة تحريك عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي. وحتى إن الإعلام الفرنسي، على غرار غيره من الإعلام الأوروبي، بات أكثر تقبّلاً لعرض وثائقيات تسوّق للسياحة في تركيا، وتعرّف المشاهد على الثقافة التركية، وهو ما يعني وجود استعداد فرنسي لنقاشات معمّقة في الملف التركي.

فهل تنجح تركيا بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي، أم ان الاتحاد هو الذي سينضمّ الى تركيا، أي سيكون في "السلّة التركيّة" في ما لو خُدِعَ الأوروبيون بضمّ أنقرة إليهم؟ وهل سيحقّق ذلك الحلم العثماني بالسيطرة على أوروبا، ولو بتأخير قرون؟

 

لن تنجح

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "مفاوضات ضمّ تركيا الى الاتحاد الأوروبي لن تنجح. فالأوروبيون لن يقبلوا بذلك عندما تصل الأمور الى مرحلة الكلام الجدّي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "فرنسا لا تُظهر أي معارضة للتفاوض، لأن لا حاجة الى ذلك أصلاً. فطرح فكرة انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، ومساعدة السويد تركيا في هذا المسار، كان أقرب الى الوهم. فلا أوراق رسمية، ولا مسارات رسمية، ولا خريطة طريق جدية في هذا الشأن، ولا يمكن أن تتوفّر من حيث المبدأ".

 

ضجّة

وأشار المصدر الى أن "هذا هو أردوغان، وهذا هو أسلوبه. فهو حجز إشارات موافقة أنقرة على انضمام السويد الى حلف "الناتو" الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية، وقام بضجّة الموافقة بعد فوزه، بما يُظهر للشعب التركي والعالم أنه حصل على مكسب مهمّ مقابل ذلك، وهو إعادة إطلاق مفاوضات انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي، وذلك ليبرّر اضطراره للسّير مع الأميركيين من جديد، بعد سنوات من فتور العلاقة معهم. وبالتالي، هذا مخرج وهمي لأردوغان، ولا يمكن لأنقرة أن تنضمّ الى أوروبا".

 

نحو الشرق

وأكد المصدر أن "الخليج هو وجهة الاستفادة العملية الجديدة لتركيا، ولا شيء أكثر من ذلك. فالاتّفاقيات التركية - الخليجية الأخيرة بلغت مليارات الدولارات، وهي مهمّة جدّاً لأنقرة ولمصالحها".

وختم:"لا خيار أمام تركيا سوى المزيد من النّظر نحو الشرق. فالأمر الثابت هو أن لا مكان لها في الغرب بما يتجاوز حلف "الناتو". فأوروبا لن تقبل دولة مُخالِفَة للقيم والمعايير الأوروبية بكل شيء تقريباً، داخل الإتحاد الأوروبي. وهذه هي النقطة الجوهرية التي تعرقل الأتراك عن دخول العالم الغربي بشكل فعلي".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار