سعر برميل النفط أكثر من 100 دولار... رغبة "مشتعلة" قد تغرق في البحر الأسود!؟... | أخبار اليوم

سعر برميل النفط أكثر من 100 دولار... رغبة "مشتعلة" قد تغرق في البحر الأسود!؟...

انطون الفتى | الأربعاء 09 أغسطس 2023

السكاف: رفع أسعار النفط سيزيد التضخّم العالمي والتباطؤ الاقتصادي

مصدر: إذا تعرّضت ناقلاتها لهجمات مستمرّة فهذا ينقل المواجهة الى مرحلة أخرى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انسحبت روسيا من اتفاق الحبوب قبل أسابيع، فدخلت الحرب الروسية على أوكرانيا منعطفاً جديداً.

ففيما حاولت موسكو إخضاع كييف والغرب باحتكارات جديدة، وإغراقهم بواقع جديد، من خلال قصف المنشآت الحيوية للتصدير في أوديسا وعلى نهر الدانوب، وصولاً الى حدّ استهداف أطنان من الحبوب الأوكرانية وإحراقها، واستهداف طُرُق التصدير البديلة (من البحر الأسود)، رفعت أوكرانيا سقف المواجهة، وانصرفت الى تحويل البحر الأسود الى منطقة عسكرية كاملة، بشكل يضع السفن الروسية التجارية والعسكرية، وناقلات النفط الروسية، تحت ضغط شديد.

 

خسائر هائلة

وفي هذا الإطار، حذرت وكالة الملاحة الأوكرانية قبل أيام من أن ستة موانئ روسية على البحر الأسود تقع في "منطقة خطر الحرب"، وسط هجمات متكرّرة على سفن روسيّة بمسيّرات أوكرانية بحرية، وتهديدات أوكرانيّة بأنه إذا لم تتمكّن أوكرانيا من استخدام البحر الأسود، فإن الوضع نفسه سينطبق على روسيا أيضاً.

وهو وضع يزيد ضغوط الشحن المدني، التجاري والنفطي، على روسيا، ويتسبّب بخسائر هائلة لموسكو.

 

النفط؟

فماذا لو تكرّرت الهجمات الأوكرانيّة على ناقلات النفط الروسية مثلاً؟ هل ستتمكّن موسكو من احترام التزاماتها بتخفيض الإنتاج مع دول "أوبك بلاس"، في ما لو باتت كميات كبيرة من نفطها تحترق في البحر بسبب الهجمات الأوكرانية، وهو ما يعني ضياع المزيد من الموارد والأموال؟ أو هل يدفع ذلك روسيا الى الاضطرار لزيادة إنتاجها النفطي، حتى تعوّض الكميات التي يتمّ استهدافها؟

 

 

عقوبات

أشار الأستاذ الجامعي المتخصّص في شؤون الطاقة الدكتور شربل السكاف الى أنه "كلّما ارتفع سعر النفط عالمياً، كلّما استفادت روسيا من ذلك، لأن الموارد الأساسية لتمويل اقتصادها وحربها هي تصدير المواد الأولية على أنواعها، وخصوصاً النفط والغاز بشكل رئيسي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الطاقة الروسية تحت نير العقوبات، وتستعين موسكو بدول وسيطة تبيعها النفط بسعر أقلّ من السعر الرسمي، لتقوم تلك الأخيرة ببيعه لأسواق تطلبها، ومنها الأسواق الأوروبية تحديداً. وبالتالي، تلتفّ روسيا على العقوبات الغربية بهذه الطريقة".

 

سلاح...

وردّاً على سؤال حول مجالات استعمال النفط كسلاح، بما قد يجعله يتجاوز الـ 100 دولار للبرميل بحسب بعض المحلّلين، أجاب السكاف:"هو سلاح غير سهل من دون أدنى شكّ. فمعظم الدراسات والتحليلات تشير حالياً الى أن الأسعار ستتوجّه صعوداً. ولكن لا بدّ من التحذير في هذا الإطار، من أن ذلك سينعكس على الاقتصاد العالمي بتبعات خطيرة. فالتضخّم الذي تكافحه المصارف المركزية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية أتعب العالم بعد بَدْء الحرب في أوكرانيا، التي بدأت بدورها بعد انتهاء مرحلة "كوفيد - 19".

وختم:"رفع أسعار النفط أكثر سيزيد التضخّم العالمي، وسيتسبّب بمزيد من التباطؤ الاقتصادي، وهذا يعني مشكلة جديدة على المستوى العالمي".

 

مصدر خبير

وعن تأثير الاستهدافات الأوكرانية المُحتملة مستقبلاً على التزامات روسيا النفطية ضمن مجموعة "أوبك بلاس"، أشار مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "استهداف أوكرانيا لأحد ناقلات النفط الروسية في البحر الأسود الأسبوع الفائت، كان رسالة واضحة لروسيا، تتعلّق بأسطول "الشّبح"، وهو أسطول السفن التي تستعملها موسكو لنقل نفطها بطريقة التفافية على العقوبات الغربية، ولضخّه في السوق السوداء".

وحذّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من أن "التصعيد على هذا المستوى قد يرفع أسعار النفط، وإذا حصل ذلك، فستستفيد منه روسيا، إلا إذا صارت الناقلات والسفن الروسية تتعرّض لهجمات أوكرانية كثيفة، بما يُجبر موسكو على زيادة إنتاجها من النفط لتعويض ذاك الذي تخسره بالهجمات".

وختم:"في ذروة الحصار الأميركي على إيران، بقيت طهران قادرة على ضخّ نفطها في السوق السوداء. وبالتالي، وقف كل الإمدادات النفطية الروسية مهمّة صعبة.  ولكن روسيا بحالة حرب حالياً، وإذا تعرّضت ناقلاتها لهجمات يومية كثيفة ومستمرّة، فهذا يعني نقل المواجهة الى مرحلة أخرى. وبالتالي، مستقبل التزامات روسيا النفطية ضمن "أوبك بلاس" قد تصبح مرهونة بما يمكنه أن يحصل في البحر الأسود، في تلك الحالة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار