من اراد زج الجيش في حادثة الكحالة؟

من اراد زج الجيش في حادثة الكحالة؟
تصرفات غير مسؤولة قد تؤدي الى ما لا تُحمد عقباه

شادي هيلانة – "اخبار اليوم"
شاء القدر انّ تتعرض امس إحدى الشاحنات المدججة بالذخائر والاسلحة التابعة لحزب الله الى حادث سير على كوع الكحالة، في وقت الكل يعلم انّ عشرات الشاحنات تنقل الصواريخ الى المخازن والانفاق لا سيما في معقل قوى الامر الواقع، في الضاحية وبعلبك الهرمل والجنوب وغيرها من مناطق نفوذه، والتي تمر بشكل دوري على الطريق نفسه آتية من سوريا.
لكن الأمر لم يتوقف هنا، فالمستغرب انه في كل مرة تبدأ حملات التحريض ضد الجيش اللبناني، لتحميله مسؤولية ما، في الأحداث واعتباره طرفاً ضد آخر، غير انّ بيان قيادة الجيش رد بشكل حاسم، ان الجيش حضر إلى المكان وعمل على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.
الى ذلك، نفى مصدر امني في حديثه الى وكالة "اخبار اليوم" ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الاخبارية، انّ مخابرات الجيش تعرضت للتهديد من قبل مسلحين ينتمون الى الحزب، ويؤكد ان الجيش وصل الى مكان الحادث ونفذ طوقاً امنياً مباشرة بعد وقوع الخلاف بين اهالي الكحالة وبين العناصر الحزبية المولجة حماية الشاحنة، بعد ما تطورت الأمور الى إطلاق نار، ما ادى بنتيجته الى سقوط قتيلين واحد من أبناء الكحالة وآخر سائق الشاحنة، ولدى سؤالنا عن مصير حمولة الشاحنة، يقول المصدر عينه، انّ هذا الامر في عهدة القضاء.
ورأى مراقبون أن الحملة على الجيش والعمل على إقحامه في اشكال كوع الكحالة وتحميله المسؤولية هي جزء من إستراتيجية، يقودها سياسيون، كانوا امراء حرب ايام الحرب الاهلية، وتبوؤوا السلطة قبل عقود بفعل ضعف مؤسسات الدولة، هؤلاء لا يقبلون منطق الحوار، ولا حتى الحديث عن استراتيجية دفاعية جدية وفعلية، اذ يجد الجيش نفسه، مدفوعاً بإتجاه ورطة امنية يستغلها قادة سياسيون محليون بتصرفات غير مسؤولة، قد تؤدي الى ما لا تُحمد عقباه، تكون سببا لشرارة الفتنة.