ضحيتان في الكحالة.. بسبب الصمت او الشعارات المزيفة؟! | أخبار اليوم

ضحيتان في الكحالة.. بسبب الصمت او الشعارات المزيفة؟!

كاسندرا حماده | الخميس 10 أغسطس 2023

ضحيتان في الكحالة.. بسبب الصمت او الشعارات المزيفة؟!
أليس الجوع الذي يطرق الابواب هو الخطر الداهم في لبنان

كاسندرا حمادة – "أخبار اليوم"

"أثناء قدوم شاحنة لـ"حزب الله" من البقاع إلى بيروت، انقلبت في منطقة الكحالة"، هذا ما أكده بيان حزب الله العلني امس اثر الحادث الذي كاد ان يتحول الى شرارة فتنة!
وكأن هذا النوع من الشاحنات – وتحديدا في ما يتعلق بالحمولة- تمر لأول مرة على طرقات لبنان، لذا السؤال: هل من جدوى لانتفاضة اهل المنطقة في دولة الحدود المفتوحة امام التهريب والسلاح غير الشرعي؟
"مناطقنا خط احمر"... "لا للسلاح".. شعارات استيقظت في ارواح بعض المواطنين فجأة. وهؤلاء المواطنون ذاتهم مرهقون من الاوضاع المعيشية الصعبة. وشعار آخر "رح تضل جراسنا تدق" فمن قال أن الكنيسة أو حتى الجامع في خطر؟! أليس الجوع الذي يطرق الابواب هو الخطر الداهم في لبنان، وهل يجوز استقطاب الشباب الى ما يلهيهم عن حقيقة أوضاعهم المعيشية؟
فكانت نتيجة هذا التلاعب سقوط قتيلين فادي بجاني من ابناء الكحالة واحمد علي قصاص أحد عناصر الحزب.
الرجلان وقعا ضحية الشعارات العريضة التي يطلقها زعماء الوطن او بالأحرى من يدّعون أنهم زعماء، الا انهم ليسوا سوى ادوات تحرك جمهورها فتنتهي المسرحية ببكاء ام تندب ابنها.. طرف يسمي احد الضحيتين شهيد والآخر قتيل، والعكس صحيح.
فهل يجوز ان يموت الشباب واحد تلو الآخر الى حين تحرك الدول الخارجية؟ وكأن للبنان حلة سوداء لا تفارق الامهات والآباء الذين هم بدورهم ضحايا صمت المدعين بالسيادة أو المقاومة المزيفة!
وبالعودة الى مشهد الأمس، انقلاب شاحنة، تصادم وتراشق بين المسلحين، واذ اليوم يعود كل مواطن الى عمله وكأن شيئا لم يكن. فأين التحرّك الداخلي الا عبر بيانات الاستنكار او الاتهام؟
ماذا لو انتفض الشعب حقا بوجه الطاغية التي تمنعه من الحصول على اقل حقوقه البديهية وليس فقط الاعتراض على سلاح غير شرعي ترسخ نتيجة صمت الزعماء "السياديين" على مرّ السنين؟!

وامام هذا الواقع هل يعيش اللبنانيون وَهم الحرب وكأنها هي الحل قبل رسم مستقبل مزدهر لبلدهم، علما ان الواقع الداخلي لا تحركه الا الايادي الخارجية، او اتفاقات يتقاطع عليها المتخاصمون: من اتفاق مار مخايل الى اتفاق معراب والتقاطع الاخير مع التيار حول المرشح الوزير السابق جهاد ازعور..
واخيرا نستشهد بالشاعر محمود درويش حين قال: “ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز، تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة، تنتظر زوجها الحبيب وأولئك الأطفال، ينتظرون والدهم البطل لا أعلم من باع الوطن! ولكنني رأيتُ من دفع الثمن”

انها حال لبنان!....

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار