بين اليابان والعراق والمصارف والسجون... نسخة من كتاب أميركي - إيراني جديد؟ | أخبار اليوم

بين اليابان والعراق والمصارف والسجون... نسخة من كتاب أميركي - إيراني جديد؟

انطون الفتى | الجمعة 11 أغسطس 2023

شحيتلي: فصل الساحات عن بعضها هي الاستراتيجيا التي تتّبعها الاتفاقات المرتبطة بالمنطقة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ما هي تداعيات تحريك خطوط التواصل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، على مستويات عدّة منذ مدّة؟ وما هي انعكاسات ذلك على الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، وعلى مستقبل أسعار النفط؟

 

زيارة مهمّة

فهناك ما قد يمكن تشبيهه باتّفاق كبير ومتعدّد الأوجه بين الإدارة الأميركية وطهران، لا تزال معالمه الكاملة مستترة، ولكن يمكن تلمُّس بعضها من خلال زيارة وزير الدفاع العراقي (ثابت العباسي) مع قادة كبار لواشنطن مؤخّراً، حيث تمّ تجديد الالتزام المشترك بمواصلة التعاون العسكري في جميع المجالات، الى جانب بحث ملفات تتعلّق بمجال الطاقة، والشركات الأميركية العاملة في العراق، وسط أحاديث عن شراكة استراتيجيّة تتقدّم، وصولاً الى حدّ إمكانية عقد لقاء قمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني.

 

اليابان

فضلاً عن زيارة شديدة الأهميّة قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لليابان قبل أيام، أي الى أحد أوثق حلفاء واشنطن في آسيا، وضمن "مجموعة السّبع". وهو نشاط رأى فيه بعض المُراقبين أنه أقرب الى زيارة إيرانية للولايات المتحدة على الأراضي الآسيوية، في ظلّ ظروف شرق أوسطية ودولية غير تقليدية، وذلك بمعزل عن أن طوكيو تحتفظ بعلاقات معيّنة مع طهران رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليها (طهران).

ومن اليابان، شدّد عبداللهيان على أن بلاده لا تنحاز الى معسكر في أي حرب، وعلى أنها تتبع شعار "لا للشرق ولا للغرب" في مجال الاستقلال السياسي. وقال:"لقد تفاعلنا مع الغرب والشرق، وسنواصل القيام بذلك في إطار ضمان المصالح الإيرانية".

ووصلت ملامح الإيجابيات الأخيرة الى حدّ الإعلان عن اتّفاق لتبادل إطلاق سجناء بين أميركا وإيران، ولإلغاء واشنطن تجميد أموال إيرانية، بجهود قطرية.

 

 

خطّان...

رأى اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي أن "الأميركيين ربما سلّموا بالاتفاق الإيراني - السعودي الذي تمّ التوصُّل إليه برعاية صينية، ولكن ضمن شروط يريدونها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إرسال قوات أميركية الى منطقة الخليج مؤخّراً، بهذه القوة الكبيرة، ترافقت مع محادثات قام بها وزير خارجية إيران في اليابان، ومع الزيارة العراقية للولايات المتحدة، وهو ما يدلّ على وجود خطَّيْن تعمل عليهما واشنطن. الأول، هو خط محادثات مع الإيرانيين يبدو أنها تسير بشكل إيجابي بمساعدة وسطاء كاليابان والعراق، والثاني هو إدخال قوات أميركية كبيرة الى المنطقة، ليس الهدف منه إشعال حرب، بل إظهار أنه توجد مصالح أميركية واضحة لا تتأثر بالاتّفاقات التي تُعقَد بعيداً من الرعاية الأميركية، أي كالاتفاق الإيراني - السعودي برعاية صينية".

وأضاف:"سلّم الأميركيون بأنه لم يَعُد بإمكانهم رعاية هذه المنطقة كما كان الأمر سابقاً. فالاهتمام الأميركي مصبوب على أوروبا، وعلى أوكرانيا تحديداً، كما على منطقة بحر الصين. ولكن ما تريده الولايات المتحدة الأميركية هو تأمين مصالحها في الشرق الأوسط، والخروج منه بحفظ ماء الوجه".

 

 

النفط

وأوضح شحيتلي أن "نجاح الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران حول تبادل سجناء، والإفراج عن مليارات إيرانية محجوزة، سيقابله عدم التعرّض للمصالح الأميركية الأساسية في المنطقة، وأولها حصّة واشنطن من النفط. فالأهم بالنّسبة الى الأميركيين على هذا المستوى، هو ضمان عدم استعمال النفط كسلاح في أي مواجهة أو أي إرباك سياسي قد يظهر في المستقبل، بعدما استُخدم بهذه الطريقة من قِبَل السعودية سابقاً".

وشرح:"هذا أمر أساسي لا تريده واشنطن، ولا تسمح به، وهي تحمي دائماً مصالحها النفطية في المنطقة. وتتمتّع إيران بدور جديد ومهمّ في هذا الإطار، لكونها تدخل أكثر فأكثر وبشكل تدريجي الى السوق الدولية للنفط، بصورة رسمية. وهو ما سيؤثر على ضبط أسعار النفط نظراً للكميات الكبيرة التي يمكن أن تزوّد بها طهران السوق مستقبلاً. بالاضافة الى أمر استراتيجي آخر بالنّسبة الى الأميركيين، والذي هو ضمان أمن إسرائيل. فهذا ما تسعى واشنطن لتحقيقه عبر اتفاقات مع دول عربية. ويبدو أن هناك اتّفاقاً ما مع السلطة الفلسطينية، يلوح في الأُفُق حالياً".

وختم:"فصل الساحات عن بعضها هي الاستراتيجيا التي تتّبعها الاتفاقات المرتبطة بالمنطقة، أي الخروج من زمن ربط الساحات كلّها ببعضها، كما كانت عليه الأحوال في الماضي. ففي الاتّفاق الإيراني - السعودي مثلاً، رأينا كيف تمّ التوصُّل الى اتفاقات كاملة تقريباً على مستوى الأوضاع في العراق، بموازاة اتفاقات منقوصة في اليمن، الذي اتّجه الى نوع من توتّر جديد مؤخراً، بسبب عدم استكمال تطبيق ما اتُّفِقَ عليه بشأنه. ويبدو أن الملف اللبناني لا يزال خارج البحث في الوقت الحالي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار