اللبناني الذي قد ينام من دون وجبة عشاء من أجل رئيس تياره أو حزبه السياسي... | أخبار اليوم

اللبناني الذي قد ينام من دون وجبة عشاء من أجل رئيس تياره أو حزبه السياسي...

انطون الفتى | الإثنين 14 أغسطس 2023

مصدر: دويلات تفرض الأزمات والازدهار وهي أمبراطوريات لا أحد يعرف ما في داخلها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

الشعب هو اقتصاد قائم بذاته في أي دولة، وذلك من خلال سلوكياته في الشراء، وفي التعامل مع الدعاية الاستهلاكية، وفي التأثير على العرض والطلب، وهو ما يساهم بضبط أو تصحيح أسعار السلع والبضائع في كثير من الأحيان، وبإلزام الحكومات بأمور قد تؤسّس لمراقبة أوسع، لأنشطة العاملين في السوق، وفي المجال التجاري.

 

منتجات زراعية

ولكن هذه هي حقيقة مرّة بالنّسبة الى لبنان. فشعب بلدنا ليس اقتصاداً، بل شعب يستهلكه الاستهلاك، وليس العكس. كما أن شعبنا قد يقبل كل شيء، من دون مراقبة أو تدقيق.

نذكر في هذا الإطار، أنه رغم الخسائر التي يتكبّدونها، وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن بعض المزارعين في عدد من المناطق الفرنسية، اضطروا مؤخّراً الى تخفيض أسعار الكثير من أنواع إنتاجهم الزراعي منعاً لرميه، وتكبُّد خسائر إضافية.

فقد ارتفعت أسعار بعض المنتجات الزراعية هناك قبل أسابيع، بشكل أصبح مزعجاً جدّاً للمستهلكين، وهو ما دفعهم الى عدم شراء بعض الأصناف بالكامل، مقابل التخفيف من شراء بعضها الآخر، بحدّ أقصى. ونتيجة الخوف من تلف تلك المنتجات بفعل حرارة الطقس، وتكبُّد خسائر كاملة، اضطّر المزارعون للقبول بأرباح أقلّ، ولتخفيض الأسعار، ممّا رفع من نِسَب بيعها مجدّداً.

 

تخفيف

لا مجال للدّعوة الى مثل تلك السلوكيات في لبنان، طبعاً، طالما أن أي لبناني نحدّثه عن تلك الأمور يُسرع الى القول، "شو بدنا نقعد بلا أكل"؟

اللبنانيون يخافون على بطونهم، الى درجة تجعلهم يرفضون حتى التخفيف من استهلاك أي سلعة، أي عدم الانقطاع الكلّي عنها. وهو ما يعني أن الشعب اللبناني ليس اقتصاداً، ولن يكون كذلك، ولن يمكنه أن يكون على تلك الحالة، ولا في أي يوم من الأيام.

 

أين هو شعبنا؟

شدّد مصدر مُتابع للشؤون المعيشية والحياتية على أن "المواطن اللبناني قد يُهمل وجبة الغذاء، أو قد ينام من دون أن يتناول وجبة العشاء، وذلك من أجل الاستماع الى مسؤول في التيار السياسي أو الحزب الذي ينتمي إليه. ولكنّه لا ينقطع عن شراء بعض الأصناف في بعض الأحيان، بما يؤسّس لتكسير أسعار مثلاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا الأمر ليس مُستغرباً، طالما أن ما كُشِفَ عنه من فساد في لبنان حتى الساعة لا يزال قليلاً، أي انه لم يصل بَعْد الى الـ 25 في المئة من الممارسات التي كانت تحصل في البلد فعلياً، وهو لم يحرّك الشعب أبداً. وهنا نسأل، أين هو شعبنا؟ وكيف يتفاعل مع ما يتمّ الكشف عنه؟".

 

قلعة الفساد

وأسف المصدر لأن "المواطن اللبناني هو مواطن يمكنك أن تغريه بالمال، حتى ولو كان مصدر هذا المال فاسداً. شعب لا يحبّ الإنتاج، تجذبه القروض، والفوائد المرتفعة، وجني الأرباح من دون مجهود. وهو يعلم أنه يعيش في بلد لا تتحرّك سلطاته السياسية والمالية والأمنية والقضائية، إلا وفق الرشاوى والمال. وأما الدُوَيْلَة في هذا البلد، فهي مختلفة الأشكال، ويساهم المواطن في نموّها. فعلى سبيل المثال، أليست دولة الصرّافين غير الشرعيّين دُوَيْلَة؟ أليست دولة المولّدات الكهربائية الخاصة، دُوَيْلَة؟ أليست دولة "نقليات" المياه، دُوَيْلَة؟ وغيرها. هذه دولة الدُويلات، بأموال كثيرة، وبفساد شديد مُنبثق من صفوف الشعب. وبالتالي، من يمكنه أن يطالب بأموال المودعين الضائعة؟".

وختم:"نحن في دولة الدُّويلات السياسية، والمالية، والأمنية، والشعبية. دويلات تفرض الحرب والسلم، الأزمات والازدهار، وهي أمبراطوريات لا أحد يعرف ما في داخلها. وأما الشعب، فهو قلعة الفساد التطبيقي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار