87 مليار دولار خلال فصل واحد لشخص واحد... من هنا يبدأ الظّلم الاجتماعي! | أخبار اليوم

87 مليار دولار خلال فصل واحد لشخص واحد... من هنا يبدأ الظّلم الاجتماعي!

انطون الفتى | الإثنين 14 أغسطس 2023

 

مصدر: ديموقراطيّة ظاهرية إذ لا يحقّ لبعض شرائح المجتمع بأن تعبّر عن رأيها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن خسائرهم أو أرباحهم المرحلية، ما هو دور "الدول - الأشخاص" على مستوى المساهمة بخراب الشعوب، وزيادة الظلم الاجتماعي؟

 

إخضاع الشعوب

فالثراء الفاحش موجود في كل مكان، شرقاً وغرباً. ورغم أن تلك الظواهر قديمة، إلا أنها باتت أشدّ "شراسة" خلال السنوات الأخيرة. وإذا كانت العقوبات الغربية فاشلة على صعيد الإمساك بـ "الأوليغارشية" الروسية، وبأرباحها، فهذا يعني أن لا نيّة صادقة بذلك. فللغرب أيضاً ما له على مستوى إخضاع شعوبه، وشعوب العالم، عبر لائحة من الأثرياء الغربيين الذين يغيّرون وجه مجتمعاتهم ودول العالم، بأموالهم.

هنا نتحدّث عن مارك زوكربيرغ مثلاً، وعن إيلون ماسك، وسيرغي برين، وجيف بيزوس، وبيل غيتس، وأمثالهم من أصحاب مليارات الثراء الفاحش.

فمجموع هؤلاء ليس أقلّ من ديكتاتوريات مستترة، تتحكم بمصير الشعوب والبلدان. وهي تساهم بمُضاعَفَة الظلم على الأرض، وبإرهاق ضعفاء وفقراء هذا العالم بمزيد من الفقر، والجوع، وبالحاجة الى كل شيء، مرّة بإسم التكنولوجيا، ومرّة بإسم الصحة، أو الإنترنت، أو الخدمات الاجتماعية...

 

"دول - أشخاص"

فعلى سبيل المثال، عندما يُعلَن عن أن دخل هذا أو ذاك منهم، ارتفع بنسبة 161 في المئة، خلال عام واحد، وأن أرباح هذا أو ذاك منهم ارتفعت بنسبة 87 مليار دولار مثلاً، خلال فصل واحد، وزادت على مجموع ثرواتهم "المُخيفة"، وهي أرقام أرباح تسعى الدول لتحقيقها من خلال مشاريع، واتفاقيات ضخمة... فهذا يعني أننا نتوغّل في عصر "الدول - الأشخاص"، الذين يقودون حياتنا من دون أن نشعر، لا سيّما أنهم يُمسكون بملفات حيوية كالصحة، والإنترنت، وتمويل مشاريع غذائية، وتربوية...

 

تُمسك باللّعبة

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "يمكن للولايات المتحدة الأميركية ولسائر دول العالم أن تستعمل المتموّلين فيها، وأن تستخدمهم لصالحها. فنحن لسنا بَعْد في مرحلة انهيار الحكومات والدول، لصالح أصحاب الأموال والثروات الهائلة، والثراء الفاحش. فالدول لا تزال تُمسك باللّعبة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا أحد يمكنه أن يتفوّق على الدول حتى الساعة، بل هي تُفسح المجال لهؤلاء ليقوموا بما يحقّق لها مصالحها في كثير من الأحيان. فعلى سبيل المثال، الزيارات التي يقوم بها المتموّلون الأميركيون للصين، أو لمناطق أخرى حول العالم بين الحين والآخر، تحمل السياسات الأميركية في مضامينها، وهي تُطبَّق من خلال برامج ومشاريع اقتصادية أو صحية أو تكنولوجية، في بعض الأحيان".

 

توجيه الناس

وعن تداعيات هذا الواقع على مستقبل الشعوب، وزيادة الظّلم الاجتماعي، حذّر المصدر من أن "الدول الغربية ليست حرّة وديموقراطية. فديموقراطيّتها ظاهرية، إذ لا يحقّ لبعض شرائح المجتمع بأن تعبّر عن رأيها في كثير من الأحيان، حتى في أبسط الأمور".

وختم:"معظم الشعوب الأوروبية مُنزعجة من متغيّرات تفرضها الحكومات هناك، بإسم الضرورات الاقتصادية، خصوصاً منذ العام الفائت، ولكن لا شيء يتغيّر. فلا مجال لفعل شيء، وذلك بإسم إدارات مُنتخبَة ديموقراطياً، ولا يمكن تغييرها قبل ثلاث أو أربع أو خمس سنوات. كما أنه يتمّ توجيه الناس بطريقة معيّنة، فتمضي السياسات الكبرى في طريقها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار