"جوقة" من "الخبراء" تمارس "غسل الدماغ" في الحديث عن مستقبل لبنان... | أخبار اليوم

"جوقة" من "الخبراء" تمارس "غسل الدماغ" في الحديث عن مستقبل لبنان...

انطون الفتى | الإثنين 21 أغسطس 2023

مصدر: لخلق فرص واعدة للشباب اللبناني داخل البلد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

نشدّد ونصرّ على ضرورة أن ينجح لبنان في إقامة علاقات متوازنة ومتينة بينه وبين كل الدول الصديقة والشقيقة، وأن يصحّح علاقاته بها بعد مراحل من التوجُّس والفتور. ونؤكد أن هذا أمر "علمي" وحيوي، قبل أن يكون سياسياً أو مطلوباً بطريقة شعبوية.

 

 

"غسل دماغ"

ولكن ما نستغربه بالأكثر، هو هذه "الجوقة" من المسوّقين لكلام من مستوى أن "لا خلاص" للبنان إلا بالمال الخليجي حصراً، وبالاستثمارات الخليجية، وأن لا أحد سيدفع ماله في لبنان مستقبلاً سوى دول الخليج (وبعضها تحديداً)، وأن لا وجهة حيوية ممكنة للعمل خارج لبنان سوى منطقة الخليج، وذلك تحت ستار "خبراء"، وكأنهم يوجّهون الرأي العام في لبنان بطريقة معيّنة، وبواسطة "غسل دماغ" معيّن.

 

عالمياً

الفرص كثيرة حول العالم عموماً. فتحديث الجيوش الأوروبية بمليارات "اليوروات" مثلاً، يخلق فرص عمل هائلة في أوروبا، منذ أكثر من عام. فضلاً عن أن خطط التحديث والتطوير... في عدد من دول آسيا وأميركا اللاتينية...، تخلق الكثير من الفرص التي يمكن للّبنانيين أن يستفيدوا منها.

فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مؤخراً، عن إحياء برنامج اقتصادي بقيمة 348 مليار دولار للاستثمار في بلاده. وهذه فرصة هائلة على مستوى عالمي، يمكن للبنان أن يجد حصّة له فيها، خصوصاً أن هناك الكثير من البرازيليين من أصول لبنانية، وهم يحافظون على صِلَة وصل مهمّة بين لبنان والبرازيل، بمستويات معيّنة.

 

الحلّ السياسي

هذا غيض من فيض، فيما لا يركز بعض "الخبراء" في لبنان إلا على توجيه اللبنانيين للـ "بكاء على "أطلال" قديمة ضائعة، وكأنهم يسوّقون لانتقال لبنان من تبعيّة الى أخرى، وذلك بدلاً من التركيز على إمكانية استقطاب لبنان بعض فروع شركات أو مصانع عالمية، واستلحاق نفسه على هذا المستوى، قبل أن تستقطب بعض دول المنطقة تلك الفروع أكثر مع مرور الوقت، بما سيجعلنا خارج أي منافسة عندما يجهز الحلّ السياسي في بلدنا.

 

جيل جديد

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "تركيز بعض اللبنانيين على أن لا خلاص للبنان إلا بالأموال الخليجية يأتي في سياق الاستسهال الذي لطالما كان سائداً في البلد. فاللبنانيون اعتادوا على أن يعتبروا الخليج المنطقة الأكثر قُرباً من لبنان، سواء من حيث المسافة الجغرافية أو بعض العادات والسلوكيات الاجتماعية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اللبنانيين لا يفقهون بَعْد، حقيقة أن هناك جيلاً خليجياً جديداً لا ينظر الى لبنان وشعبه كالجيل الخليجي القديم. وهو جيل يفضّل الذهاب الى لندن، وباريس، ومدريد، وواشنطن، للتعلُّم أو لتمضية أوقات الراحة، وممارسة السياحة، أكثر من أن يقصد لبنان من أجل ذلك. بينما الجيل الخليجي القديم الذي كان يحبّ لبنان بات كبيراً في السن، وهو يشيخ أكثر فأكثر".

 

دراسة عميقة

وشدّد المصدر على أنه "رغم وجود الكثير من اللبنانيين في دول أميركا الجنوبية، إلا أن لا جهة لبنانية، سياسية أو حزبية، أجرت دراسة عميقة عن تلك المنطقة هناك بشكل تام، وعن الإمكانات والفرص الكثيرة المتوفّرة فيها، والتي يُمكن للّبنانيين أن يستفيدوا منها".

وأضاف:"هناك بعض اللبنانيين الذين يعملون في بعض البلدان والمناطق الآسيوية، بالفعل. فبعضهم ينشط في هونغ كونغ مثلاً، في مجال المطابخ وتحضير الطعام. ولكن لا أحد يكشف عن الفرص التي يمكن للبناني أن يجدها في دول آسيا".

 

الاستقرار

ودعا المصدر الى "السعي لخلق فرص واعدة للشباب اللبناني داخل لبنان. ولكن أين العمل على إنشاء منطقة اقتصادية حرّة مثلاً؟ وأين هو الاتّعاظ من تجربة قبرص مثلاً، أو حتى من تجربة إيرلندا التي تحوّلت خلال فترة معيّنة الى واحدة من أكثر الوجهات العالمية المطلوبة، بعدما نجحت في استقطاب صناعات صغيرة. ودعمت الدولة هناك هذا التوجّه بتوفير الاستقرار، وبتسهيلات كثيرة".

وختم:"كل شيء يبدأ بالاستقرار، الذي من دونه، لا شيء يُصبح مُمكناً. ولكن الاستقرار مستحيل في بلد أكثر من نصف شعبه لا يتصرّف على أساس أنه يعيش في بلد، بل في "زريبة". والاستقرار مستحيل أيضاً في بلد لا يتحقّق أي مشروع فيه، إلا إذا كان يؤمّن استمرار السرقات. وهذه هي حالة لبنان حتى الساعة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار