مسؤولونا "يسكرون" بالنفط والغاز فهل يُقفلون أحد الآبار مستقبلاً لسبب "زلزالي" خطير؟ | أخبار اليوم

مسؤولونا "يسكرون" بالنفط والغاز فهل يُقفلون أحد الآبار مستقبلاً لسبب "زلزالي" خطير؟

انطون الفتى | الثلاثاء 22 أغسطس 2023

نمر: المتابعة لن تكون على الأرجح سوى أكاديمية ومن جانب المجتمع المدني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن السياسة و"زواريبها" اللبنانية، قد ينتشي بعضنا بالإعلان عن إطلاق أنشطة الاستكشاف البترولية في لبنان، وبزيارة بعض المسؤولين لمنصّة الحفر. وقد يستبسل بعضنا بردّ الإنجازات النفطية الى نفسه وعمله خلال حقبات معيّنة، ومثل من يتقاتل على كنز في بلد لا معايير موثوقة فيه، لا على مستوى الشفافية، ولا على أي صعيد آخر.

 

"صفر"

ولكن أنشطة استكشاف، وتنقيب، وحفر... تعني في مكان ما، إمكانية حدوث هزّات أرضيّة أكثر، قد تضرب لبنان أو بعض مناطقه، بنسبة أكبر مستقبلاً، بحسب بعض الآراء العلمية. وهو ما يعني ضرورة عرض كل الأمور والاحتمالات أمام الناس، بطريقة واعية، وبعيداً من الشعور بالخوف.

ولكن ماذا لو كانت بعض الأنشطة "البترولية" مستقبلاً خطيرة، الى درجة يمكنها أن تتسبّب بحدوث زلزال كبير؟ من سيوقف الأعمال في تلك الحالة؟ ومن سيُطالب بحصول ذلك بالسرعة المطلوبة، طالما أننا في بلد "صفر"، سواء على مستوى الشفافية، ومكافحة الفساد، وطالما أننا في بلد المصالح والأرباح الخاصة؟

 

كارثة؟

نذكر أن هناك جدلاً حقيقياً في عدد من الدول حول العالم، حول العلاقة بين الهزات والزلازل من جهة، والأنشطة التي تتعلّق باستخراج النفط والغاز من جهة أخرى، وهو ما يدفع الى الإعلان عن إغلاق بعض الحقول في أوروبا مثلاً، بين الحين والآخر، حفاظاً على سلامة السكان والمباني.

فهل يمكن لهذا أن يحصل في لبنان، في ما لو أصبحت المخاطر مرتفعة في فترات معيّنة مثلاً؟ أو هل سنسمع أننا في بلد يحتاج الى المال والموارد، وأن لتلك الأسباب لم تتفوّه الدولة بكلمة تحذيرية، قبل احتمال وقوع كارثة معيّنة، في المستقبل؟

 

دراسة علمية

أوضح الباحث والأستاذ المحاضر في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية الدكتور طوني نمر أنه "يمكن للتنقيب عن النفط والغاز أن يكون له علاقة بالهزّات التي تحصل في بعض المرات. ولكن هذا النوع من الهزات هو بسبب الأنشطة البشرية، وليس من جراء عوامل طبيعية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الفوالق الزلزالية الخطيرة في لبنان بعيدة من أماكن التنقيب عن النفط والغاز. وبالتالي، لا مشكلة من تلك الناحية. وهذا نقوله بما يتوافق مع نتائج دراسة علمية جديدة".

 

الوعي

ودعا نمر الى "وجوب التعايُش مع أننا نعيش في منطقة مرّ عليها الكثير من الزلازل تاريخياً. ومن هنا ضرورة تضمين المناهج التربوية ما يُشير الى أننا ضمن منطقة تُعتبر زلزالية، والاستعانة بحصص دراسية معيّنة، وبخبرات الدفاع المدني والصليب الأحمر، لتعليم الطلاب وجوب التحلّي  بالوعي الضروري".

وأضاف:"ما يتعلّمه الطالب في المدرسة ينقله الى منزله، ويُطلع أهله عليه، ويتناقش به معهم، وهم يفعلون الأمر نفسه مع أصدقائهم، وهكذا يزداد الوعي في المجتمع. فالمدرسة قاعدة مهمّة لزيادة الوعي حول تلك المواضيع في المجتمع عموماً".

 

السدود

وردّاً على سؤال حول الجهات التي يمكنها أن تتابع الأنشطة البترولية في لبنان مستقبلاً، وما يجب عَدَم الاستمرار به أحياناً ربما، لأسباب تتعلّق بالهزات والزلازل، خصوصاً أننا في بلد يفتقر الى الشفافية والصراحة الرسمية بشكل عام، أجاب نمر:"متابعة هذا النوع من الملفات تحصل على مستوى أكاديمي إجمالاً، أو من جانب المجتمع المدني".

وتابع:"في موضوع السدود مثلاً، حذّرنا من خطورة بعضها، ومنها سد بسري. ولم نحصد إلا الآذان الصمّاء، والاتّهامات بأن السفارات تحرّكنا. فأتت الدراسات لتؤكد تحذيراتنا، وذلك رغم الانتقادات التي تلقّيناها، والتي كانت من مُنطلقات سياسية تفتقر الى أي أساس علمي".

وختم:"الأمر نفسه على مستوى النفط والغاز. فالمتابعة لن تكون على الأرجح سوى أكاديمية، ومن جانب الصحافة والإعلام، والمجتمع المدني، وبتعاون بين تلك القطاعات والمجموعات، حتى نصل الى البيانات والمعطيات الشفافة اللازمة، والى المحاسبة الضرورية في شأنها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار