نقطة مياه واحدة أهمّ من برميل نفط ومنطقتنا الخاسر الأكبر في الحرب الآتية!... | أخبار اليوم

نقطة مياه واحدة أهمّ من برميل نفط ومنطقتنا الخاسر الأكبر في الحرب الآتية!...

انطون الفتى | الثلاثاء 22 أغسطس 2023

مصدر: أزمات المياه ستتحكّم بأمور كثيرة في منطقتنا مستقبلاً

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تُظهر الدول والقوى النّفطية في منطقتنا قوّة مُفرِطَة، انطلاقاً من سعيها الدائم لاستغلال نقطة ضعف أكبر دول العالم واقتصاداتها، في ما يتعلّق بالحاجة الدائمة الى النفط بكميات مُناسِبَة، وبأسعار مقبولة. ولكن هذه الدول والقوى النّفطية نفسها ضعيفة، وأضعف ممّا قد يظنّه البعض بحسب أكثر من خبير، نظراً لافتقارها الى المياه، التي هي أحد أكثر الموارد التي سيدور حولها الكثير من الصراعات مستقبلاً.

 

حروب؟

نلاحظ أن بعض أغنى دول منطقتنا تستخدم تقنيات استمطار الغيوم، وتستعين بخبرات أجنبية في هذا المجال، الى درجة التسبُّب بحدوث فيضانات فيها في بعض المرات. ولكن هذا الوضع لن يعوّض لها كميات المياه التي تحتاجها، والتي ستحتاجها أكثر في المستقبل.

والصورة تزداد ضبابية، عندما نعلم أن تطوير العلاقات العربية والخليجية تحديداً مع تركيا، وحتى مع إيران، قد لا يكون قادراً على حلّ مشكلة النّدرة المائية في العالم العربي، وفي الجزء العربي من منطقة الخليج. فمفاعيل التغيّر المناخي تصيب الموارد المائية في تركيا وإيران أيضاً، بجفاف ونُدرة مائية، وهو ما يخبرنا بمستقبل لا يبشّر بالخير كثيراً، وبحروب قد تشتعل في منطقتنا مستقبلاً بسبب المياه.

 

أهمّ من النفط

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "هناك دولاً تشعر منذ الآن بأن العيش فيها سيكون أسهل منه في غيرها، نظراً الى أن مواردها المائية والزراعية والطبيعية عموماً لا تزال مهمّة. وهي لذلك تحمي نفسها من موجات اللّجوء والنزوح البشري إليها، وذلك للحفاظ على مياهها ومواردها، وتركها لشعبها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحديث عن أن المياه ستكون أهم أسباب الحروب الآتية راج كثيراً خلال التسعينيات، وذلك لأنها من أهمّ الموارد التي يمكن أن تتوفّر في بلد معيّن. فالبلد الغنيّ بالمياه، هو أهمّ من البلدان الغنيّة بالنفط".

 

اللّعبة الجيوسياسية

وأكد المصدر أن "العالم العربي عموماً، وبمعزل عن الثروات الطبيعية المتوفّرة في بعض بلدانه، هو الأفقر في اللعبة الجيوسياسية المرتبطة بالمياه".

وأوضح:"نهرا دجلة والفرات مثلاً، وهما من أهمّ شرايين الحياة لتركيا والعراق وسوريا، والأكثر تأثيراً في اللعبة السياسية في منطقة المشرق العربي، استُنفدا بنسبة هائلة بسبب سرقة المياه منهما، والتعامل معهما بطريقة استغلالية غير سليمة على مدى عقود".

وختم:"تركيا مثلاً، انتبهت الى اللّعبة، وحمت نفسها بالسدود، فيما انصرف العراق وسوريا الى الفساد، والى الانغماس في صراعات وحروب، وهذا ما جعلهما يخسران الحرب المائية مع تركيا. وحتى لبنان أيضاً، نجده لا يُحسن استخدام موارده المائية منذ عقود، وهو ما أخرج منطقة الهلال الخصيب من اللّعبة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وعلى مستوى العالم. والأوضاع ليست أفضل في بلدان عربية أخرى، وإن كانت الأسباب مختلفة عن تلك التي تحكّمت بهدر الفرص في لبنان وسوريا والعراق. وهو ما يعني أن أزمات المياه ستتحكّم بأمور كثيرة في منطقتنا مستقبلاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار