إصرار على افتعال أزمات مياه سنوية في لبنان... عصابات واحدة تتجاوز السودان... | أخبار اليوم

إصرار على افتعال أزمات مياه سنوية في لبنان... عصابات واحدة تتجاوز السودان...

انطون الفتى | الخميس 24 أغسطس 2023

درباس: البشرية كلّها ترتكب جريمة بحقّ الأجيال القادمة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يوجد من هو مُصرّ على افتعال أزمات مياه في لبنان، في كل موسم صيف، سواء كان موسم المتساقطات ممتازاً (كما كان الحال خلال شتاء 2022 مثلاً، وفي سنوات أخرى أيضاً)، أو جيّداً جدّاً (كما كانت الأحوال خلال شتاء 2023 مثلاً، وفي سنوات أخرى أيضاً).

 

احتلالات جديدة؟

فبمتساقطات جيّدة أو لا، يتعذّب المواطن اللبناني صيفاً بسبب انقطاع المياه. والذرائع حاضرة دائماً، وهي إما عَدَم توفّر المازوت لتشغيل محطات ضخ المياه العاملة على المولدات، أو بسبب عدم توفّر الدولارات اللازمة، أو بسبب التعديات على الشبكة، أو غيرها من التبريرات...

هذا واقع نعيشه في بلد غنيّ بالمياه، كلبنان. وهو يذكّرنا بما يحصل في دول أخرى غنيّة بالموارد الطبيعية، وبالثروات، وبالمعادن،... والتي هي محكومة من عصابات تتاجر في مواردها الطبيعية (كما هو الحال في لبنان تماماً) بدلاً من أن تكون تلك الأخيرة بيد سلطات صالحة فيها، تُحسن استثمار تلك الموارد، وترشّد استهلاكها، وتستخدمها كورقة جيوسياسية بطريقة صحيحة، عند الحاجة.

فهل تسقط تلك البلدان، ولبنان من ضمنها، تحت نير احتلالات جديدة مستقبلاً، بسبب سوء استخدام الموارد والثروات الطبيعية فيها، خصوصاً أن تلك الموارد والثروات ستُصبح أشدّ نُدرة، وأكثر أهمية مع مرور الوقت؟

 

وقت طويل

رأى الوزير السابق رشيد درباس أنه "سيمرّ عشرات السنوات ربما، قبل أن تتفتّت الدول التي لا تُجيد استخدام ثرواتها ومواردها الضخمة، والتي تتركها في أيدي عصابات فيها. وهذه هي المدّة الفاصلة قبل أن تُصبح تلك البلدان جاهزة لتقبُّل احتلالات جديدة، وهو ما يعني حصول تطوّرات كثيرة وكبيرة أولاً، والحاجة الى وقت طويل بَعْد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السودان مثلاً، لطالما اشتهر بأنه أهراءات العالم، وبأنه البلد الذي تُغرس العصا فيه اليوم، فتُصبح شجرة في الغد، وبأنه من أخصب البلدان والأراضي. فماذا فعلوا به؟ ضربوا التجربة الديموقراطية، واتّجه العسكر الى حكم استبدادي فيه أدى الى انفصاله في النهاية. واستمرّ السودان بالانفصال على بعضه، فيما استمرّ العسكر الذي يحارب هناك بحماية عصابات المعادن والثروات الهائلة".

 

مصير أسود

وشدّد درباس على أن "الاحتلال سيُصبح اقتصادياً من الآن فصاعداً. ولكن حتى هذا نفسه لا ينجح، إلا بتوفُّر أنظمة فعلية قائمة في الدول التي سيُمارَس فيها هذا النوع من الاحتلالات".

وأضاف:"لا شكّ في أن البشرية كلّها ترتكب جريمة بحقّ الأجيال القادمة. فهي تهمل الموارد، وتستنزفها، وتخرّبها، وتلوّثها. وحتى إن تحلية مياه البحر لحلّ مشكلة العطش ونُدرة المياه، تصطدم بواقع أنها عملية مُكلِفَة. هذا فضلاً عن أن الحرائق التي تجتاح الغابات الكبرى في العالم، تستنزف أوكسيجين الكرة الأرضية، أي التنفُّس الذي تحتاجه الشعوب. وبالتالي، المشكلة ليست محصورة ببلدان تُهمل إدارة مواردها فقط، إذ إن هناك دولاً عظمى تنتهك الطبيعة، وتأخذ الكرة الأرضية باتّجاه مصير أسود".

وختم:"استنزف الاستعمار أفريقيا، فيما قيمتها الأصلية لا تزال موجودة فيها، وهي تكمن بخصوبتها. ولكن الحكام الأفارقة هم الذين يصحّرون تلك القارة. والمثال الأبرز على ذلك هو حكام السودان، الذين صحّروا هذا البلد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار