حزب كبير من دون رئيس حالياً ولكن "التنّين الكبير" سينكشف تدريجياً... | أخبار اليوم

حزب كبير من دون رئيس حالياً ولكن "التنّين الكبير" سينكشف تدريجياً...

انطون الفتى | الإثنين 28 أغسطس 2023

مصدر: الفقر والعدالة والمساواة واجهة لتمكين مشاريع بكين في أفريقيا

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ضمّت مجموعة "بريكس" الى عضويتها مؤخراً، مجموعة من الدول صاحبة احتياطيات نفطية ضخمة، وهو ما يمكنه أن يكون عاملاً إيجابياً وسلبياً للدول النفطية، في آن واحد.

 

 

سلاح كامل

فالى جانب روسيا المؤثِّرَة في الأسواق النفطية العالمية، والموجودة في "بريكس" منذ وقت سابق، تمّت دعوة كل من إيران والإمارات والسعودية للانضمام الى هذا التكتّل، بشكل يمكن أن يحوّله الى سلاح نفطي كامل في وجه الغرب.

ولكن هذا السلاح قد يرتدّ على مُستعمله هو نفسه، انطلاقاً من أن لا "أجندا" نفطية واحدة لدى تلك الدول، في وقت تلعب فيه الصين والهند، والصين تحديداً، بالإنتاج النفطي لتلك الدول، بمعزل عن الالتزامات داخل مجموعة "أوبك"، أو "أوبك بلاس".

 

مشاريع مشتركة

من الفصول الأخيرة لهذا التلاعب، هو أنه بموازاة السعي السعودي الدائم لتخفيض إنتاج النفط من أجل رفع الأسعار، أعلنت طهران مؤخراً التوصُّل الى اتفاق لتبادل النفط مع الصين بقيمة 2.5 مليار يورو، وذلك مقابل توسيع القسم الثاني من مطار الخميني الدولي في إيران، مؤكدة أن هذا المبلغ قد يرتفع إلى 3 مليارات دولار (المبالغ المالية مُقوَّمَة بعملات غربية هي اليورو والدولار، وليس باليوان الصيني مثلاً، رغم الحديث عن السعي لتبادلات "بريكسية" بالعملات المحلية أكثر من السابق).

ووفق تأكيدات عدّة، رفعت إيران نِسَب صادراتها النفطية هذا العام، مع توجّه معظم شحناتها الى الصين، التي ستحصل خلال الشهر الجاري بالذات، على كميات نفطية إضافية من الإيرانيين بنحو 600 ألف برميل يومياً. وبحسب خبراء، فإن الصين تحظى على "حصّة أسد" نفطية من معظم الدول النفطية التي دُعِيَت الى "بريكس" مؤخراً، على حساب سياسات بعض دول "أوبك بلاس" لزيادة أرباحها من النفط، خصوصاً أن الصين وإيران تخططان لمشاريع مشتركة كثيرة في قطاع النفط مستقبلاً.

 

قوّة الدولار

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أنه من "باب العلم، لا تصلح مجموعة "بريكس" إلا كسلاح سياسي وجيوسياسي ضد الأميركيين تحديداً، حتى الساعة. فالتوصُّل الى عملة موحّدة في ما بينها لا يمتلك بيئة علمية جامعة لاقتصادات تلك الدول، أصلاً. فيما الأفكار والأحلام التي تُبنى على هذا التكتُّل، لا تتمتّع بأي قاعدة علمية حقيقية".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أي بلد ينضمّ الى "بريكس" قريباً، أو سينضمّ إليها مستقبلاً، يؤسّس لربح صيني كامل، وعلى حساب نفسه حتى. فالمسألة أكبر من حماسة آنية، ومن تصارع مع الولايات المتحدة الأميركية، وأبْعَد من أن تكون اقتصادية من الناحية العلمية. فما يحصل، هو أن الصين تستعمل "بريكس" كسلاح من أسلحتها لمواجهة أميركا، وتحقيقاً لهدف نهائي هو تدمير قوّة الدولار الأميركي، من دون تورُّط بخطوات عدائية مباشرة في وجه واشنطن قد تنعكس سلباً على بكين بشكل مباشر أيضاً".

 

مصالح مشتركة

وحذّر المصدر من أن "بريكس" أشبه بحزب كبير من دون رئيس، وهو يحظى بجذب العديد من المنتسبين إليه حالياً. ولكن الصين ستُصبح الزعيمة الكبرى له عملياً، مع مرور الزمن، ومن دون أن يشعر أحد بذلك، وستحتكر المصالح كلّها لنفسها، فيما لن يحصل غيرها إلا على القليل، أو ربما على "اللاشيء" بالنّسبة الى بعض البلدان التي ستنضمّ الى تلك المجموعة مستقبلاً".

وختم:"شعارات الفقر، والعدالة، والمساواة، ليست إلا واجهة صينية في "بريكس" من أجل تمكين مشاريع بكين في دول فقيرة عدّة حول العالم، لا سيّما في أفريقيا. فكل ما يحصل على هذا المستوى هو ضغط جيوسياسي كبير، بستار اقتصادي، وبعناوين جذّابة إسمها التنمية، والازدهار، وتعدُّد الأقطاب، والمصالح المشتركة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار