التفاوض مع بنك "بريكس" قد يُثير "غَيْرَة" ومخاوف "صندوق النّقد الدولي" فمن يفعلها؟ | أخبار اليوم

التفاوض مع بنك "بريكس" قد يُثير "غَيْرَة" ومخاوف "صندوق النّقد الدولي" فمن يفعلها؟

انطون الفتى | الثلاثاء 29 أغسطس 2023

عبود: التنافس بين المُقرضين هو دائماً أفضل بالنّسبة الى أي جهة تريد الحصول على قروض

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بما أن لا شيء مالياً أو اقتصادياً في هذا العالم من دون سياسة، وأمن، وعسكر... في النهاية، نسأل عن مدى تأثير الشروط السياسية، وربما الأمنية والعسكرية في وقت لاحق، وعن الانعكاسات والتحديات الإيديولوجية التي يمكن لـ "بنك التنمية الجديد" أو"بنك بريكس" أن يطرحها أو يطلبها أو يفرضها، في معرض تحوّله الى بديل بعيد المدى، في مواجهة "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي".

 

 

شروط

فهذا البنك يسعى الى اجتذاب المزيد من رأس المال، من جراء عضوية دول جديدة في مجموعة "بريكس"، فيما تشير بعض التقديرات المُعلَنَة الى أنه (البنك) يقوم على رأس مال بقيمة 100 مليار دولار، وأنه بدأ بتقديم القروض لبعض دول التكتّل (بريكس) بعملات محلية، وسط توقّعات بأن تصل نسبة قروضه خلال العام الجاري الى ما يوازي نحو 10 مليارات دولار، و(وسط) تأكيدات بأنه لا يربط قروضه للدول الأعضاء بأي شروط سياسية أو غيرها، مثل البنك الدولي، و"صندوق النقد الدولي".

 

 

قروض مجانية؟

ولكن إذا كان النّقاش ممكناً على مستوى تقديم قروض للدول الأعضاء بالعملات المحلية لدول "بريكس"، فإن الحديث عن قروض مجانية، أي من دون شروط سياسية أو إيديولوجية، هو أقرب الى الكلام الفارغ بحسب أكثر من خبير مالي واقتصادي.

فما هي الشروط الجديدة التي قد يطرحها بنك "بريكس"، كبديل سياسي وغير سياسي من شروط "البنك الدولي"، و"صندوق النّقد الدولي"، لا سيّما أن هناك تفاوتاً إيديولوجياً جذرياً وعميقاً بين دول التكتُّل (بريكس)، وبما يتجاوز الاختلافات السياسية والعسكرية؟

 

كَسْر الاحتكار

أوضح الوزير السابق فادي عبود أن "الدولار الأميركي الذي يسيطر على العالم اليوم، تستعمله وتعتمد عليه الكثير من البلدان، سواء كانت دينية، أو علمانية، أو إشتراكية، أو غيرها، وهي تتمتّع بتفاوت كبير على صعيد القِيَم الاجتماعية والحضارية. وبالتالي، يمكن للاختلاف على مستوى القِيَم أن يجتمع تحت مظلّة اقتصادية واحدة".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "بريكس كمنظومة ستشجع على عدالة أكبر في ما يتعلّق بالدول النامية. فهي ستكسر احتكار سيطرة الدول الغربية على الملفات الاقتصادية في العالم، الذي بدأ منذ سنوات طويلة. وهذا خير، لأنه قد يؤدي الى مزيد من العدالة. فالاحتكار هو شرّ مُطلَق، إذ يفعّل السرقة".

 

 

"صندوق النّقد"

واعتبر عبود أنه "يمكن للبنان أن يستفيد من مجموعة "بريكس". وبالتالي، لا بدّ من تقديم طلب للانضمام إليها، لا سيما أن انضمام إيران والسعودية يسهّل له ذلك. فهذا قد يفتح للبنان أبواب أسواق جديدة، ومصادر تمويل جديدة، وهو ما سينعكس على وضعنا الصعب جدّاً بشكل إيجابي".

وأضاف:"الدّنيا لا تستقيم من باب واحد. والانضمام الى "بريكس" قد يسهّل لنا طريق الوصول الى قروض بشروط أفضل مع "صندوق النّقد الدولي". وبالتالي، التنافس بين المُقرضين هو دائماً أفضل بالنّسبة الى أي جهة تريد الحصول على قروض. فشروطنا مع "صندوق النّقد الدولي" قد تصبح أفضل بوجود مُنافس له في التفاوض مع لبنان، مثل بنك "بريكس". وهذا نقوله رغم أن الحالة البديلة التي تقدّمها المجموعة ("بريكس") لا تزال في بدايات تكوينها، وهي تحتاج الى مزيد من الوقت بَعْد".

وختم:"يمكن لمجموعة "بريكس" أن تحسّن مستوى الظروف الاجتماعية، وأن تسرّع النمو، في الدول النامية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار